إسرائيل توسع استيطانها بالقدس

في ظل دعوات لخلق البدائل - تحذيرات من تصاعد العمل بالمستوطنات - عاطف دغلس- نابلس

مستوطنة إسرائيلية قرب مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية (الجزيرة نت-أرشيف)
مستوطنة إسرائيلية قرب مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية (الجزيرة نت-أرشيف)

أعلنت بلدية القدس الأربعاء خطة لبناء مجمع سياحي استيطاني كبير في قلب حي سلوان، كما صدقت على بناء 130 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة غيلو بـالقدس الشرقية، وذلك بعد أسبوع من موافقة الحكومة على بناء ألف وحدة سكنية بمستوطنات أخرى في القدس.

وقال عضو البلدية عن حزب ميرتس اليساري بيبي ألالو إن "البلدية سمحت ببناء المجمع السياحي الذي سيحتوي على 250 موقفا للسيارات وحديقة أثرية وغرف استقبال ومكتبة". وستدير جمعية العاد الاستيطانية اليمينية هذا المشروع السياحي.

وتبلغ مساحة المشروع الاستيطاني الجديد 8400 متر مربع، 5400 متر مربع منها في موقع موقف غفعاتي، الذي تدعي السلطات الإسرائيلية أنه تم العثور فيه على آثار يعود تاريخها إلى فترة الهيكل الثاني، بينما تبلغ مساحة القسم الثاني -وفق مخطط المشروع- 3000 متر مربع في منطقة البلدة القديمة.

وأضاف ألالو "أنه في إطار اتفاق إسرائيلي/فلسطيني مستقبلي واضح فإن المنطقة ذات الأغلبية اليهودية ستبقى بأيدينا، والمنطقة ذات الأغلبية العربية -مثل سلوان- ستبقى بأيدي الدولة الفلسطينية لدى قيامها، وجمعية إلعاد وجهات أخرى تحاول كسر هذه التفاهمات وتخليد الصراع".

ومن جهتها، رحبت أحزاب اليمين في بلدية القدس بالمشروع الاستيطاني الجديد، وقال عضو البلدية إليشع بيلغ من حزب الليكود "إن توسيع البناء في مدينة داود يعزز الاستيطان في شرق المدينة، ويمكّن الجمهور من الاطلاع على الحقائق التاريخية التي تثبت سكن اليهود بالمكان في التاريخ القديم".

إسرائيل تزعم أن البناء ضروري لتطور المدينة  (الجزيرة-أرشيف)
إسرائيل تزعم أن البناء ضروري لتطور المدينة  (الجزيرة-أرشيف)

مستوطنة غيلو
كما صدقت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس اليوم الأربعاء على بناء 130 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة غيلو، جنوب القدس الشرقية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المخطط الاستيطاني الجديد يحتاج إلى تصديق لجنة التخطيط والبناء لمنطقة القدس التابعة لوزارة الداخلية.

وأعلنت بلدية القدس -عقب التصديق على المشروع الاستيطاني في غيلو- أنه "لا تغيير في سياسة البلدية المتبعة في الأربعين عاما الماضية، وسنواصل البناء في جميع أحياء المدينة وفقا للخريطة الهيكلية، ولليهود والعرب على حد سواء"، علما بأن سلطات التخطيط والبناء الإسرائيلية ترفض التصديق على طلبات بناء في المناطق الفلسطينية بالقدس.

وكانت وزارة الداخلية الإسرائيلية قد صدقت قبل نحو أسبوع على تسويق أراض لبناء أكثر من ألف وحدة سكنية في مستوطنتيْ هارحوما في جبل أبو غنيم جنوب القدس، وغفعات زئيف شمال القدس، وفي مستوطنة بيتار عيليت في الضفة الغربية.

اعتراض فلسطيني
وفي المقابل، طالبت الرئاسة الفلسطينية الأربعاء المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية بالتدخل لمنع إسرائيل من تقويض السلام، عبر نشرها مئات الوحدات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية.

تعتبر إسرائيل القدس الغربية والقدس الشرقية المحتلة جزءا من مدينة موحدة، ويجري التعامل مع الطلبات الخاصة بالإسكان على مستوى البلدية بدون تدخل الحكومة، غير أن المجتمع الدولي يعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة، ينطبق عليها وضع الضفة الغربية، ويشجب الخطوات الإسرائيلية الأحادية الجانب هناك

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة -في بيان بثته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا)- إن "استمرار البناء الاستيطاني يهدد فرصة قيام دولة فلسطينية مستقلة".

وأدان أبو ردينة استمرار النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية معتبرا أن "استمرار إسرائيل في تجاهل كل الأعراف الدولية باستمرارها في الاستيطان يعود للصمت الدولي والعجز أمام إجبار الحكومة الإسرائيلية على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وأهمها وقف الاستيطان المنتشر في كافة الأراضي الفلسطينية خاصة مدينة القدس".

وطالب المتحدث باسم الرئاسة اللجنة الرباعية بتحمل مسؤوليتها تجاه ارتفاع وتيرة الاستيطان "باعتبار أن المستوطنات غير قانونية وغير شرعية"، مشددا على أنه لا يمكن استئناف مفاوضات سلام من دون وقف الاستيطان.

ومن جانبه، قال وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان ماهر غنيم إن إسرائيل أعلنت خططا لبناء ما يقارب 26 ألف وحدة سكنية في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.

وقال غنيم -خلال مؤتمر صحفيعقد في رام الله- إن "مجموع الوحدات الاستيطانية التي تم الإعلان عن مخططاتها -ومنها ما نفذ وأخرى قيد التنفيذ لهذا العام- بلغ 25655 وحدة استيطانية".

وأضاف "يبلغ عدد المواقع الاستيطانية المقامة على الأراضي الفلسطينية 474 موقعا، منها 184 مستوطنة، و171 بؤرة استيطانية، و26 موقعا استيطانيا آخر، إضافة إلى استيلاء المستوطنين على 93 مبنى بشكل كلي أو جزئي في القدس الشرقية".

وأوضح غنيم أن عام 2011 شهد تصاعدا في اعتداءات المستوطنين شملت الإنسان والمساجد إضافة إلى عمليات هدم المباني والمنشآت من قبل سلطات الاحتلال التي وصلت إلى 535 منزلا ومنشأة في عام 2011، إضافة إلى تسليم 535 إخطارا بالهدم لمنازل ومنشآت أخرى.

وتعتبر إسرائيل القدس الغربية والقدس الشرقية المحتلة جزءا من مدينة موحدة، ويجري التعامل مع الطلبات الخاصة بالإسكان على مستوى البلدية، وعادة بدون تدخل الحكومة.

غير أن المجتمع الدولي يعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة، ينطبق عليها وضع الضفة الغربية، ويشجب الخطوات الإسرائيلية الأحادية الجانب هناك.
ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل ويعترضون بشدة على أي بناء إسرائيلي هناك.

ورفضت السلطة الفلسطينية استئناف محادثات السلام المباشرة مع إسرائيل، حتى توقف الأخيرة كل البناء في مستوطناتها الواقعة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

المصدر : وكالات