عشرات الآلاف في مظاهرات بروسيا


خرج عشرات الآلاف من المحتجين إلى شوارع المدن في أنحاء روسيا السبت في مظاهرات للمطالبة بإنهاء حكم رئيس الوزراء الروسي
فلاديمير بوتين ورفضًا لنتائج الانتخابات النيابية. وتعتبر هذه المظاهرة أكبر مسيرة شعبية معارضة في روسيا منذ سنوات.

وأفاد مراسل الجزيرة في موسكو بأن العاصمة الروسية شهدت أكبر تلك المظاهرات حيث تجاوز عدد المشاركين فيها التوقعات الرسمية.

وذكرت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي أن عدد المحتجين في ساحة بولوتنايا بموسكو تجاوز 40 ألفا، وهتف المحتشدون بشعارات "ليتنحّ بوتين، ونريد روسيا بلا بوتين، ولنغيّر الحكم في روسيا، ولا لحكم حزب المخادعين واللصوص"، في إشارة إلى حزب روسيا الموحدة الحاكم.

 

كما تجمع ما يصل إلى 1500 شخص قرب تمثال الزعيم الشيوعي كارل ماركس في ساحة الثورة على بعد خطوات قليلة من الجدران الحُمْر لمركز السلطة في روسيا.

 

ورفع المتظاهرون أربعة مطالب هي إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتهيئة الأجواء لانتخابات نزيهة جديدة مع فتح أبواب التسجيل أمام جميع الأحزاب والقوى السياسية المنظمة، وإقالة رئيس اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا فلاديمير تشوروف ومحاكمته، والإفراج عن المعتقلين خلال المظاهرات السابقة.

 

المحتجون تظاهروا ضد تزوير الانتخابات وطالبوا برحيل بوتين (الفرنسية)
المحتجون تظاهروا ضد تزوير الانتخابات وطالبوا برحيل بوتين (الفرنسية)

مظاهرات عدة
وشهدت كثير من المدن الروسية الأخرى مظاهرات السبت، وأعلنت وزارة الداخلية الروسية أن مظاهرات محدودة النطاق جرت في كل من فلاديفوستوك وتشيتا وإيركوتسك ونوفوسيبيرسك وخاباروفسك وبارناول ومدن أخرى.

وأوردت وكالات الأنباء أنه في عدد من مدن أقصى الشرق الروسي وسيبيريا سار بضع مئات من المتظاهرين لكن الشرطة قامت بتفريقهم واعتقال العشرات منهم.

وفي فلاديفوستوك -وهي مدينة ساحلية كبيرة تعرض فيها حزب روسيا الموحدة الذي ينتمي إليه بوتين للهزيمة على أيدي الشيوعيين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة- حمل محتجون لافتات كتب عليها "نحن ضد التزوير الجماعي، على الفئران الرحيل".

وتمثل هذه الاحتجاجات اختبارا لقدرة المعارضة على تحويل الغضب من انتخابات الرابع من ديسمبر/كانون الثاني -التي تقول إنه جرى التلاعب بنتيجتها لصالح حزب روسيا الموحدة- إلى حركة احتجاج وطنية يمكن أن تقوّض خطة بوتين للعودة للرئاسة في 2012.

 

ويعد المتظاهرون بمواصلة الاحتجاج وبتنظيم مظاهرات أخرى حتى تحقيق مطالبهم.

 


undefinedبوتين يتوعد

وكان رئيس الحكومة فلاديمير بوتين قد اتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء التحركات الاحتجاجية في بلاده وحذر الروس من مغبّة تنفيذ أجندات خارجية.

 

غير أن حزب روسيا الموحدة الحاكم في روسيا أصدر السبت ردا اتسم بضبط النفس تجاه الاحتجاجات الجماهيرية في المدن الروسية الرئيسية، قائلا إنه سمعهم، لكنه وصف هذه الاحتجاجات بأنها "استفزازية".

 

وقال بيان من أليكسندر خينشتين نائب رئيس الحزب "ننظر جميعنا بعين الاعتبار إلى هذه الاحتجاجات"، حسبما ذكرت وكالة أنباء إنترفاكس.

  

وأَضاف "إنه لشيء استفزازي رفض المعارضة قبول نتيجة الانتخابات ودعوة المواطنين إلى التظاهر". 

 

وسبق أن شهدت موسكو ومدن أخرى في 5 ديسمبر/كانون الأول -أي بعد يوم من الانتخابات- مظاهرات ضد النتائج شارك فيها الآلاف واعتقل خلالها أكثر من 300 متظاهر.

 

المتظاهرون طالبوا بالإفراج عن معتقلي المظاهرات السابقة (رويترز)
المتظاهرون طالبوا بالإفراج عن معتقلي المظاهرات السابقة (رويترز)

محاولات العرقلة
وكان وزير الداخلية رشيد نور علييف قد أكد أن نحو خمسين ألف ضابط شرطة وألفين من أفراد القوات الخاصة سينتشرون السبت في العاصمة موسكو. وقالت السلطات أيضا إنه تم نصب مدفع مياه ووضعه في حالة استعداد تحسبا للطوارئ.

وقال منظمو الاحتجاجات إن الهيئات الحكومية تحاول عرقلة خططهم، كما ذكرت وسائل الإعلام أن وكالة المخابرات المحلية (أف أس بي) تحاول مسح الدعوات الاحتجاجية من مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.

كما دعت السلطات الطبية المواطنين إلى البقاء في منازلهم بسبب برودة الطقس. وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية أن عدة مدارس أعلنت في اللحظة الأخيرة برامج خاصة تقام في نفس توقيت الاحتجاجات.

وقالت وكالة الأنباء الروسية إنه لوحظ في سماء منطقة الاحتجاج تحليق طائرات مراقبة من دون طيار أشارت جهات مختصة إلى أن مهمتها تصوير منطقة الاحتجاج.

 

وأفاد محتجون بأن الطائرات تقوم بقطع الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، كي لا يتمكن المتجمعون من نقل ما يحدث على الأرض، عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

المصدر : الجزيرة + وكالات