أسف أميركي لمقتل جنود باكستانيين

أحد زيدان



تجنبت الإدارة الأميركية الاعتذار عن مقتل 24 جنديا باكستانيا في غارة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) السبت الماضي، مكتفية بالأسف ومؤكدة رغم ذلك أهمية الحفاظ على العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد، في حين طالبت روسيا والصين بتحقيق دقيق في المأساة
.


وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس "نأسف لمقتل هؤلاء الجنود الباكستانيين الشجعان"، مؤكدا أن الولايات المتحدة "تتعامل بجدية كبيرة" مع هذا الحادث الذي أثار سخط باكستان.


وفيما يتعلق بتداعيات الحادث على العلاقات الأميركية مع باكستان قال "علاقتنا مع باكستان، ستبقى على الدوام علاقة تعاون، وثمة مصلحة فعلية للأمن القومي الأميركي في الحفاظ على علاقة تعاون مع باكستان، لأننا نتقاسم مصالح في مكافحة الإرهاب".


وفي وقت سابق أمس أعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تون عن قلق الإدارة الأميركية حيال تداعيات هذا الحادث على العلاقات الأميركية الباكستانية، وقال "إنها علاقة تعرضت للعديد من الاخفاقات الكبيرة ولا أحد يمكنه إنكار ذلك. لكنها أيضا علاقة صمدت رغم الإخفاقات والتحديات الكبرى لأنها تظل حيوية لبلدينا".


باكستانيون يشيعون أحد الجنود القتلى (الفرنسية)
باكستانيون يشيعون أحد الجنود القتلى (الفرنسية)

استياء
وأثارت غارة الأطلسي استياء رسميا وشعبيا في باكستان التي أغلقت حدودها مع أفغانستان أمام إمدادات القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف وأنذرت الأميركيين بضرورة مغادرة قاعدة جوية يعتقد أنها تستخدم في غارات وكالة المخابرات الأميركية (سي آي أي).


وتظاهر مئات من الباكستانيين الغاضبين الأحد وأحرقوا دمية تمثل الرئيس الأميركي باراك أوباما وأعلاما أميركية في مختلف أنحاء البلاد التي تشهد معارضة متزايدة لتحالف الحكومة مع الولايات المتحدة.


وأعلنت الولايات المتحدة أمس تعيين جنرال من سلاح الجو لقيادة التحقيق في ظروف المأساة على أن ينضم إليه مسؤول من قوة إيساف.


ولم يؤكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ما تردد عن أن باكستان أمرت الأميركيين بالانسحاب خلال أسبوعين من قاعدة شامسي الجوية الواقعة جنوبي غربي البلاد والتي تستخدمها وكالة المخابرات المركزية الأميركية قاعدة لشن هجمات الطائرات من دون طيار على عناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان.

 لافروف يعزي باكستان ويطالب بتحقيق دقيق (رويترز-أرشيف)
 لافروف يعزي باكستان ويطالب بتحقيق دقيق (رويترز-أرشيف)

روسيا والصين
وفي موسكو دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إجراء تحقيق "دقيق" بشأن غارة الحلف الأطلسي، مؤكدا أن هذه الضربة "غير مقبولة".


وقال لافروف باتصال هاتفي مع نظيرته الباكستانية هينا رباني خار إن "على المسؤولين عن قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان أن يجروا تحقيقا دقيقا في الحادث".


وشدد لافروف على أن "انتهاك سيادة الدول -بما في ذلك في إطار التخطيط لعمليات مكافحة الإرهاب وتنفيذها= هو أمر غير مقبول"، وقدم الوزير الروسي تعازيه إلى نظيرته الباكستانية بعد الخسائر البشرية التي تكبدها الجيش الباكستاني.


من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي "إن الصين أصيبت بصدمة عميقة من هذه القضية"، وطالب بتحقيق "جدي" في هذا "الخطأ". وأضاف أن "استقلال باكستان وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها يجب أن تحترم".


واتهمت صحيفة الشعب الصينية الرسمية الصادرة اليوم الولايات المتحدة وحلف الناتو بانتهاك القانون الدولي والأعراف الدولية.

التوقيت
ويأتي مقتل الجنود الباكستانيين بعد أشهر من تدهور العلاقة المتوترة أصلا بين واشنطن وإسلام آباد إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات إثر غارة قامت بها قوات أميركية خاصة أدت الى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن شمال العاصمة الباكستانية في مايو/أيار الماضي.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن ثلاثة مسؤولين أفغانيين ومسؤول غربي أن الأوامر صدرت بشن الغارة الجوية السبت الماضي للدفاع عن القوات الحليفة.

وأوضح المصدر الغربي -الذي رفض الكشف عن هويته- للصحيفة أن قوات الأطلسي والقوات الأفغانية "تعرضت لإطلاق نار من قاعدة عسكرية باكستانية" وأنه كان "عملا دفاعيا". لكن باكستان نفت صحة هذه الروايات.

المصدر : وكالات