الفيضانات تهدد قلب عاصمة تايلند

Motorists travel through floodwaters near the Grand Palace as floodwaters close in on the historic centre of Bangkok on October 30, 2011. Floods engulfing parts of the Thai capital should start to recede soon, the prime minister said after barriers along Bangkok's swollen main river prevented a disastrous overflow.

ذكرت تقارير إعلامية اليوم الأربعاء أن المناطق الداخلية في العاصمة التايلندية بانكوك تواجه تهديدا جديدا بسبب العبث بحواجز المياه في المنطقة الشمالية من العاصمة، في حين يتزايد غضب المتضررين من معالجة الحكومة للكارثة.

وتقدمت مياه الفيضانات نحو منطقة وسط بانكوك التي ظلت جافة خلال أسوأ موجة من الفيضانات تجتاح البلاد منذ عقود، بعد أن أمرت الحكومة المركزية بتوسيع بوابة قناة لتصريف المياه في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة تحت ضغط من السكان المحليين الذين تغمر المياه منازلهم منذ أسابيع.

ودفع هذا القرار حاكم بانكوك سوخومبهاند باريباترا، وهو عضو في الحزب الديمقراطي المعارض، مساء الثلاثاء إلى إصدار أمر بإجراء إصلاحات لبوابة قناة "كلونغ سام وان" تحت حماية الشرطة.

ونال توسيع بوابة القناة موافقة رئيسة الوزراء التايلندية ينجلوك شيناواترا، التي تنتمي إلى حزب "بويا تاي" الحاكم.

وأعلن مسؤولون في الحكومة التايلندية أمس الثلاثاء أن العاصمة تواجه أسوأ تهديد تشكله الفيضانات.

وظلت معظم أنحاء منطقة وسط بانكوك خالية من المياه خلال مطلع الأسبوع الجاري، رغم التهديد المزدوج الناجم عن فيضان مياه نهر تشاو فرايا بسبب أمواج مد عالية في خليج تايلند، إلى جانب بحر من مياه الفيضانات التي تجمعت في شمال العاصمة على مدار شهر في السهول الكائنة وسط البلاد.

ونجت بانكوك الداخلية -التي تحميها شبكة من السدود والأسوار المصنوعة من أكياس الرمال- من المياه في مطلع الأسبوع ولم تصل الفيضانات إلى أغلب أجزائها.

لكن كميات كبيرة من المياه تنجرف إلى الشمال والشرق والغرب من المدينة في طريقها إلى البحر، وحولت وسائل الدفاع في المدينة مسارها إلى ضواح جديدة بينما انحسرت في ضواح أخرى.

undefinedغضب وأزمة
وحاولت السلطات القضاء على الغضب المتزايد بين ضحايا الفيضانات المروعة الثلاثاء المطالبين بفتح بوابة قناة صناعية للسماح بخروج المياه من أحيائهم.

واشتبك سكان مع الشرطة الاثنين، وأمرت رئيسة الوزراء بفتح البوابة مترا واحدا، لكن سلطات المدينة حذرت من أن تدفق المياه عبر القناة الصناعية يمكن أن يتحرك عبر قناة أخرى إلى أجزاء كبيرة من المدينة ما زالت جافة حتى الآن بما في ذلك منطقة صناعية.

وتمثل هذه الكارثة أول اختبار كبير لحكومة ينجلوك شيناواترا الأخت الصغرى لرئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي أطيح به في انقلاب عام 2006.

وسيكون إنقاذ بانكوك من الفيضانات انتصارا مهما لينجلوك الحديثة العهد بالسياسة والتي انتخبت في وقت سابق من العام الجاري حيث تمثل بانكوك -التي يسكنها 12 مليون نسمة- 41% من الناتج المحلي الإجمالي لتايلند.

لكن استمرار المحنة في المناطق النائية والأقاليم التي غمرتها كميات كبيرة من المياه إلى الشمال سيزيل البريق عن أي انتصار لينجلوك خاصة مع انتشار الاعتقاد بأن هذه المناطق تمت التضحية بها لإنقاذ العاصمة.

وتغرق المياه إقليمي باتوم تاني وأيوتايا إلى الشمال من بانكوك منذ أسابيع إلى جانب سبع مناطق صناعية ظهرت على مدى العقدين الماضيين على أراض كانت تستخدم سابقا في زراعة الأرز.

وقالت ينجلوك التي عقدت اجتماعا وزاريا لوضع خطة إنقاذ أمس إن إعادة المناطق الصناعية للعمل سيستغرق ثلاثة أشهر.

وتبحث الحكومة خطة إنقاذ قال وزير الطاقة بيتشاي ناريبتابان إنها ستتكلف ما يبلغ تسعمائة مليار بات (30 مليار دولار) منها ثمانمائة مليار بات لإصلاح نظام إدارة المياه ومائة مليار لإعادة تأهيل المناطق الصناعية.

بدوره، قال رئيس مجلس السياحة في تايلند كونغكريت هيرانياكيت إن الفيضانات أثرت سلبا على السياحة في البلاد، مشيرا إلى انخفاض عددهم بنسبة تتراوح بين 20 و30%، أو 70 ألف شخص في اليوم الواحد، في تراجع يصل إلى 250 ألفا عن الأوضاع العادية.

وخفض بنك تايلند المركزي توقعاته للنمو الاقتصادي هذا العام للنصف قريبا إلى 2.6% بعد أن كانت 4.1% في يوليو/تموز الماضي، وقال إن الاقتصاد سيتقلص 1.9% في الربع الذي ينتهي في ديسمبر/كانون الأول مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة بسبب الفيضانات.

وبدأت الفيضانات في يوليو/تموز الماضي حيث دمرت أجزاء كبيرة من حوض نهر تشاو برايا في وسط البلاد، وتسببت في مقتل أربعمائة شخص والإضرار بأكثر من مليونين آخرين.

كما أغرقت نحو أربعة ملايين فدان، وهي مساحة تماثل تقريبا مساحة الكويت، ودمرت 25% من محصول الأرز الرئيسي في أكبر مصدر للأرز في العالم.

المصدر : وكالات