تحذير من التراجع عن مسجد نيويورك

Donation boxes stand outside one of Manhattan's main mosques as believers leave Eid al-Fitr prayers, September 10, 2010, in New York. Eid al-Fitr marks the day when Muslims worldwide celebrate the end of the fasting month of Ramadan.

حذر الإمام فيصل عبد الرؤوف -المشرف على مشروع بناء مركز ثقافي إسلامي بالقرب من موقع هجمات سبتمبر في الولايات المتحدة- من أن التراجع عن البناء أو نقله لمكان آخر سيغذي التطرف ويقوي المتشددين ويرسل إشارة سيئة للعالم الإسلامي بأكمله.
 
وقال عبد الرؤوف في مقابلة مع شبكة إي بي سي التلفزيونية الأحد إن هناك زيادة في "الخوف من الإسلام" وإن المتطرفين جعلوا النقاش يتخذ طابعا متشددا.
 
وأضاف "الراديكاليون في الولايات المتحدة والراديكاليون في العالم الإسلامي يغذون بعضهم البعض وإلى مدى محدد فإن مجرد الاهتمام الذي توليه لهم وسائل الإعلام يفاقم من المشكلة".
 
وأوضح أن التخلي عن بناء المركز الإسلامي الذي يضم مسجدا سيترجمه المسلمون على أن الولايات المتحدة تحارب الإسلام، واعتبر أن عدم استكماله سيغذي المتشددين في العالم الإسلامي ويمكنهم من تجنيد المزيد، ويعرض "مصالحنا وسفاراتنا وجنودنا للخطر".
 
وقال إمام أكبر مساجد أميركا إنه يريد تصحيح سوء الفهم بأن المسلمين في الولايات المتحدة يتعرضون لضغوط ولا يستطيعون ممارسة عقائدهم الدينية بحرية، مؤكدا أنها ليست الحقيقة على الإطلاق، فهم يمارسون عقيدتهم، وتحميهم القوانين، وعلى العالم الإسلامي أن يدرك ذلك.
 
وأوضح أن الهدف من بناء مركز ثقافي إسلامي في نيويورك على مقربة من موقع مركز التجارة العالمي او ما يعرف (الموقع صفر) هو بناء جسور لكن المنتقدين يعتبرون أن إقامته هناك يمثل لا مبالاة بضحايا الهجمات.
 
وتأتي تصريحات الإمام عبد الرؤوف بعد أن نالت القضية ضجة إعلامية عالمية صاخبة مطلع الأسبوع مع تهديدات قس أميركي مغمور يدعى تيري جونز بحرق نسخ من المصحف الشريف في ذكرى هجمات سبتمبر.
 
وقوبلت دعوة جونز بغضب واستياء شديدين في الأوساط الإسلامية وكذلك الأميركية التي اعتبرت أنها تعرض مصالحها وجنودها في الخارج للخطر، وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام بل مع تنظيم القاعدة.
 
وكان أوباما أيّد بناء المسجد في الموقع الذي حُدد له، كما أيّده أيضا عمدة نيويورك مايكل بلومبيرغ.
 
وخرجت مظاهرات منددة بدعوة جونز في العالم الإسلامي وأبرزها في أفغانستان وباكستان، فيما تظاهر نحو 1500 شخص في مانهاتن بالقرب من مكان المشروع تأييدا لبناء المركز الإسلامي وقابلهم حوالي ألفي معارض له.
 
عروض شراء
وتتزامن تصريحات إمام نيويورك مع توارد عروض شراء على مالكي الأرض المزمع بناء المركز الإسلامي عليها حيث قدم الملياردير الأميركي دونالد ترامب عرضا لشراء "الموقع صفر" في مانهاتن بزيادة بنسبة 25% من سعرها الأصلي.
 
وكتب القطب المالي وصاحب العديد من العقارات الشهيرة دونالد ترامب رسالة موجهة إلى المستثمر المسلم هشام الزناتي قال فيها "أتقدم بهذا العرض بصفتي مواطنا من مدينة نيويورك ومواطنا أميركيا، وليس لأنني أعتقد أن الموقع مذهل، لأنه في الواقع ليس كذلك. بل لأنه سينهي جدلا مثيرا وخطيرا سينتهي بنظري نحو الأسوأ".
 
غير أن الأخير لم يعتبر العرض جديا حسب ما ذكره المحامي ولوديماير ستاروسولسكي. والزناتي يملك نسبة 51% من الأرض فضلا عن اثنين من الشركاء بينهم المطور العقاري شريف الحمل.
 
ومن المقرر أن يتضمن المركز الإسلامي المقرر بناؤه على تلك الأرض مسجدا ومعرض فنون ومركزاً رياضياً وبركة سباحة وغيرها من المرافق العامة الأخرى. وذكرت تقارير أن الموقع المذكور بيع لأصحاب الأرض الحاليين مقابل خمسة ملايين دولار.
المصدر : وكالات