كيسنجر: الأمن الجماعي يتراجع
11/9/2010
اعتبر وزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر أن الدبلوماسية النووية بشأن كوريا الشمالية وإيران لم تحقق شيئا لأن الاقتناعات الوطنية تقوض مفهوم الأمن الجماعي الذي بنيت عليه تلك الدبلوماسية.
وقال كيسنجر في خطاب أمام مؤتمر للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أمس إن الجهود الرامية لحشد عمل جماعي بشأن العقوبات تقوضها دول في آسيا تقيس مصالحها على أساس أكثر فردية.
ولفت إلى أن عقدا من المفاوضات التي تدعمها الأمم المتحدة بشأن بيونغ يانغ وطهران لم يفرز نتائج هامة ولم يضع نهاية للبرنامج النووي الإيراني أو الكوري الشمالي.
ورأى أن المفاوضات تصبح "وسيلة لكسب الوقت من جانب من يقومون بعمليات الانتشار النووي فالمفاوضات بشأن الانتشار النووي والعقوبات تعرف بما يتم إحرازه لا بعواقبها، وفي هذه الحالة يبدأ الأمن الجماعي بتقويض نفسه".
وأبدى الغرب قلقه من البرنامج النووي الإيراني معتبرا أن طهران تسعى لامتلاك سلاح نووي لكن إيران تنفي ذلك وتؤكد أنه لغايات مدنية سلمية كتوليد الكهرباء.
وفرضت الأمم المتحدة عقوبات للضغط على النظام الإيراني، إلا أن روسيا والصين المرتبطتين بمصالح اقتصادية مع إيران كانتا تعارضانها.
أما البرنامج الكوري الشمالي فتعتبره واشنطن تهديدا لحليفتيها كوريا الجنوبية واليابان، لكن الصين تحث الولايات المتحدة على بذل المزيد لعرض ضمانات دبلوماسية وأمنية لحليفتها الشمالية، وانضمت إليها روسيا في التحذير من فرض عقوبات صارمة على بيونغ يانغ.
وأشار كيسنجر إلى أن روسيا والصين تشاركان الغرب مخاوفه بشأن الانتشار النووي لكنه ذكر أن الصين "يساورها قلق عميق بالنسبة للتطور السياسي لكوريا الشمالية كما يساور روسيا قلق بشأن العواقب الداخلية للمواجهة مع الإسلام".
وأضاف أن دولا أخرى أيضا أظهرت ميلا لإعلاء الأولويات الوطنية على نظام الأمن الجماعي العالمي الذي طوره المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.
ويعتبر كيسنجر مهندس السياسة الخارجية في عهد الرئيسين الأميركيين السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد حيث وضع سياسات أسهمت في تغيرات كبيرة في السبعينيات.
المصدر : رويترز