مدريد تطلب اعتقال جنود أميركيين
أصدر قاض في المحكمة الوطنية الإسبانية قرارا باعتقال ثلاثة جنود أميركيين على خلفية اتهامهم بقتل المصور الإسباني خوسيه كوسو في العراق 2003، فيما تمسكت واشنطن بنتائج التحقيق العسكري الذي برأ الجنود الثلاثة من تهمة القتل غير المشروع.
فقد اتهم القاضي الإسباني سانتياغو بيدراز أمس الخميس كلا من العقيد فيليب دي كامب والنقيب فيليب وولفورد والرقيب توماس جيبسون بالقتل وبارتكاب جريمة ضد المجتمع الدولي، عندما أطلق الثلاثة نيران دبابتهم على فندق فلسطين بقلب العاصمة العراقية بغداد في أبريل/نيسان 2003.
وقال بيدراز إنه أعاد فتح ملف القضية على أمل أن يكون لدى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما استعداد للتعاون أكثر من إدارة سلفه جورج بوش التي رفضت تسليم الجنود الثلاثة، وطلب من هيئة الإشراف القضائية إذنا بالسفر إلى بغداد لمعاينة موقع الحادث.
ويأتي قرار المحكمة الوطنية الإسبانية في أعقاب قرار المحكمة العليا مطلع يوليو/تموز الجاري بإعادة فتح ملف التحقيق في مقتل المصور كوسو في حادثة إطلاق النار على فندق فلسطين التي أسفرت أيضا عن مقتل مصور وكالة رويترز الأوكراني تاراس بروتسيوك.
بيد أن القاضي بيدراز يرى أن الجنود الثلاثة ارتكبوا جريمة قتل بحق مدنيين، لأنهم كان على علم بأن فندق فلسطين كان يعج بالمدنيين، وعلى الأخص من وسائل الإعلام.
وفي معرض رده على قرار المحكمة الوطنية الإسبانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن الجنود الأميركيين الثلاثة خضعوا لتحقيق عسكري برأهم من التهمة المنسوبة إليهم، معتبرا أن الأمر يعود للإسبان للوقوف على التفاصيل.
بيد أن المحكمة الإسبانية العليا طعنت في قرار المحكمة الوطنية بناءً على طلب أسرة الصحفي كوسو وأمرت بإعادة فتح القضية، غير أن المحكمة الوطنية عادت العام الماضي وأسقطت تهمة القتل غير المشروع المنسوبة إلى الجنود الأميركيين.
وفي السادس من يوليو/تموز الجاري أعادت المحكمة الإسبانية العليا أمرها بفتح ملف التحقيق مجددا، بعد أن تقدمت أسرة الصحفي كوسو بطعن في حكم المحكمة الوطنية الصادر عام 2009.