جواسيس الإنترنت استهدفوا الهند

هل تؤيد تحكم الحكومات بالإنترنت؟)
 
 

كشف باحثون كنديون النقاب عن سرقة وثائق من وزارة الدفاع الهندية ورسائل بريد إلكترونية من مكتب الدالاي لاما, وذلك عن طريق مجموعة تجسس إلكترونية تتخذ من جنوب غرب الصين مقرا لها.

 
وطبقا لتقرير الباحثين, فقد استخدم الجواسيس خدمات شائعة على الإنترنت من بينها تويتر ومجموعات غوغل وبريد ياهو, لاختراق أجهزة الكمبيوتر وتوجيهها للاتصال بخوادم القيادة والتحكم بالصين.
 
وتحتوي الوثائق المسروقة -التي استعادها الباحثون- على معلومات أخذت من أمانة مجلس الأمن القومي الهندي، وتتضمن تقييمات سرية للوضع الأمني في الولايات الواقعة شمال شرق البلاد بمحاذاة التبت وبنغلاديش وميانمار وكذلك حركات تمرد الماويين.
 
وقال التقرير الذي جاء بعنوان "ظلال في الغيوم" إن شبكة التجسس كانت تدار في الأغلب بواسطة أفراد لهم صلات بعالم الجريمة في الصين. وأشار إلى احتمال تمرير معلومات للحكومة الصينية.
 
ورغم ذلك نفى الباحث في كلية مونك للشؤون الدولية بجامعة تورنتو نارت فيلنوف العثور على دليل مادي يربط هذه الهجمات بالحكومة الصينية. كما قال إن هناك تعاونا جيدا من فريق طوارئ الكمبيوتر الصيني الذي أشار إلى أنه يعمل بنشاط لفهم ما جرى.
 
وقال التقرير إن معلومات قدمها طالبون للحصول على تأشيرة دخول إلى السفارة الهندية في أفغانستان والسفارات الهندية والباكستانية في الولايات المتحدة "كانت في خطر أيضا".
 

"
الثغرات الأمنية في مجموعة واحدة يمكن أن تؤدي إلى سرقة معلومات سرية من منظمة أخرى، وهو عامل يجعل من الصعب تمييز المراكز النهائية لعملية التجسس الإلكتروني
"

ومن جهة ثانية, أكدت الخارجية الصينية معارضتها "بشدة" لجميع جرائم الإنترنت بما فيها الاختراق.

 
وفي أول رد فعل رسمي هندي, قال المتحدث باسم وزارة الدفاع سيتانشو كار "سمعنا بالتقرير الخاص بالاختراق، والإدارة المعنية تنظر في المسألة".
 
يشار إلى أن نفس العلماء اكتشفوا قبل عام تسللا منظما عبر الإنترنت إلى حكومة التبت في المنفى، وأطلقوا عليه "شبكة الشبح". وفي هذا السياق قال رون ديبرت من كلية مونك إن "سحب الإعلام الاجتماعية للإنترنت التي نعتمد عليها اليوم لها محور مظلم وخفي، هناك نظام سري مواز للإنترنت تتفشى فيه شبكات الجريمة والتجسس".
 
محاولات للثقة
وكانت هذه النوعية من الهجمات التي تستخدم الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت, قد دفعت إلى محاولات لكسب الثقة, حيث كشف غوغل في يناير/كانون الثاني ومعه أكثر من 20 شركة أخرى عن هجمات اختراق انطلقت من الصين. كما سحبت غوغل في النهاية خدمة البحث باللغة الصينية الخاصة بها من الصين.
 
وتظهر المعلومات التي جمعها الباحثون أن الثغرات الأمنية في مجموعة واحدة يمكن أن تؤدي إلى سرقة معلومات سرية من منظمة أخرى، وهو عامل يجعل من الصعب تمييز المراكز النهائية لعملية التجسس الإلكتروني.
 
ولمواجهة ذلك, نصح الباحث غريغ والتون باستخدام التوقيع الرقمي وبرامج تجرد رسائل البريد الإلكتروني من جميع الملفات الملحقة بها, حيث إن الأنظمة المضادة للفيروسات كما هي في الوقت الراهن ليست فاعلة بشكل كبير, في مواجهة هذه النوعيات من الهجمات.
المصدر : رويترز