تسونامي .. حقائق وأرقام

afp : This image obtained from the National Oceanic and Atmospheric Administration (NOAA) on February 27, 2010 shows a model of the preliminary forecast of the tsunami

صورة توضح نموذجا للتنبؤ الأولي بوقوع موجات تسونامي (الفرنسية)

يطلق اليابانيون كلمة "تسونامي" أي موجة الميناء على ظاهرة فيزيائية تتمثل في أمواج عالية ذات تأثير كارثي إذا داهمت الجزر والشواطئ. وتنتج هذه الأمواج العملاقة والمتلاطمة عن الزلازل البحرية العنيفة. وتمر تسونامي أثناء نشوئها بثلاث مراحل هي التولد فالانتشار ثم الإغراق.

وتختلف أمواج تسونامي عن الأمواج البحرية العادية في السرعة والحجم والخسائر التي تنتج عنها، فسرعتها تتراوح بين 500 و700 كلم وأحيانا 850 كلم/ساعة، ويصل ارتفاعها 40م. كما تتراوح المدة الفاصلة بين موجتين عملاقتين من بضع دقائق إلى عدة ساعات.

وبينما لا يتجاوز عرض الأمواج التقليدية أمتارا معدودة يبلغ عرض موجة تسونامي عدة كيلومترات، وعلى هذا فإن كمية الماء التي تحملها هذه الأمواج وحجم الخسارة الناتجة عنها لا تقارن بتلك المعهودة في نظيرتها العادية.

وتستطيع أمواج تسونامي إحداث الضرر بعيداً عن المركز السطحي للزلزال، فتأثير موجات زلزال المحيط الهندي قد تمتد إلى ساحل شرق أفريقيا، كما أن موجات زلزال أنكوراج في ألاسكا عام 1964 وصلت إلى كاليفورنيا التي تبعد أكثر من 2500 كلم عن ألاسكا.


 أحزمة زلزالية
ترتبط ظاهرة تسوماني –حسب الجيولوجيين- بطبيعة المكونات الجيولوجية للمناطق التي تصيبها هذه الزلازل. ويتطلب فهم هذا الموضوع الدخول في تفاصيل تتعلق بتركيبة الكرة الأرضية ومكوناتها من لب وقشرة ووشاح ومعرفة الفروق في الكثافات النوعية للصخور المكونة للقشرة الأرضية، فضلا عن دراسة حالة الحركة الدائمة التي تعرفها الأرض.

ويلاحظ علماء الجيولوجيا أن الزلازل لا تنتشر على الخريطة الأرضية بشكل عشوائي بل يوجد معظمها في أحزمة رئيسية. وأقوى تلك الأحزمة الحزام المعروف "بحلقة النار" الممتد على طول الساحل الشرقي للمحيط الهادي، محاذيا غرب الأميركتين واليابان والفلبين ويصل إلى أستراليا ونيوزيلندا مشكلا نحو 68% من زلازل العالم.

وهناك حزام ثان على طول الساحل الغربي للمحيط الهادي، بدءًا بجزر اليابان شمالا حتى إندونيسيا جنوبا مرورا بقوس جزر تايوان.

والحزام الثالث المعروف بحزام جبال الألب يمتد عبر أفريقيا وأوروبا وآسيا من جبال الأطلس في شمال أفريقيا قاطعا البحر الأبيض المتوسط ليشمل إيطاليا واليونان وتركيا إلى غاية الصين، وبه ما يقدر بـ21% من زلازل العالم.

غير أن الزلازل تحدث أحيانا في مناطق لا علاقة لها بالأحزمة الزلزالية الثلاثة كما شوهد في زلزال القاهرة في أكتوبر/ تشرين الأول 1992.

زلزال تسونامي عبر التاريخ
عرفت شواطئ المحيط الهادي خلال القرن الماضي وبداية هذا القرن 796 "تسوناميا" حلت 17% منها بالشواطئ اليابانية. وعند تتبع جميع التسوناميات يبدو أن ما حل بسومطرة عام 2004 كان الأشد فتكاً على مر التاريخ.

ففي 26 ديسمبر /كانون الأول 2004, وقع زلزال تحت البحر كان مركزه على مسافة من الساحل الغربي لجزيرة "سومطرة" الإندونيسية وتسبب في حدوث موجات مد مدمرة على طول سواحل اليابسة المطلة على المحيط الهندي  ، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 230.000 شخص في أحد عشر بلدا، وإغراق المناطق الساحلية بسبب ارتفاع الموجات لمدى كبير جدا وصل إلى 30 مترا. و تعتبر هذا الحادثة واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية في التاريخ.


وفي عام 1998 شهدت غينيا الجديدة زلزالا ترك 2200 ضحية بارتفاع أقصى للموجة بلغ 15م.


وفي 2 سبتمبر/ أيلول 1992 بنيكاراغوا كان الارتفاع الأقصى لأمواج تسونامي 10م وأسفر عن العديد من القتلى.


وفي 22 مايو/ أيار 1960 وقع زلزال بلغت درجته 8.3 بمقياس ريختر في شواطئ تشيلي محدثا خسائر شملت جميع المدن التشيلية الساحلية بحيث تجاوز عدد القتلى 2000 نسمة. وقد قطعت أمواج تسونامي آلاف الكيلومترات لتضرب سواحل هاواي وتصل آثاره إلى جزر الفلبين. 

وفي سنة 1952 شهدت كامتشاكا في روسيا تسونامي خلف 5000 قتيل.


وفي 1 أبريل/ نيسان 1946 ضرب زلزال عنيف هاواي وهونولولو مخلفا دمارا وضحايا عديدة، وبلغ الارتفاع الأقصى لموجاته 35م.


وفي عام 1933 شهدت سان ريكو في اليابان زلزالا خلف 3000 ضحية.

وفي 1883 عرفت جزيرة كاركاتوا باليابان زلزالا عاتيا وأمواجا بحرية متلاطمة خلفت آلاف الضحايا. وقد امتدت أمواج تسونامي إلى أستراليا التي تبعد 4000 كلم عن جزيرة كاركاتوا.

المصدر : الجزيرة