CIA تجاهلت تحذيرا أردنيا من البلوي

همام البلوي - صورة حديثة - خاصة بالجزيرة نت - من محمد النجار

همام البلوي

قالت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.أي) إن الأردن حاول تحذيرها من احتمال أن يكون الأردني همام خليل البلوي يعمل مع تنظيم القاعدة، وذلك قبل ثلاثة أسابيع من تنفيذه عملية عسكرية أودت بحياة تسعة أشخاص بينهم سبعة ضباط أميركيين كبار من الوكالة.

وبدا أن الاستخبارات الأميركية ركزت على الفوائد التي توقعت أن تجنيها من وراء البلوي، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول بالاستخبارات -طلب عدم الكشف عن اسمه- أن المخاوف المتعلقة باحتمال كون البلوي عميلا مزدوجا، قابلتها معلومات قدمها وإمكانيات بأن "يدلنا على كبار قياديي القاعدة".

كما ذكرت شبكة سي.أن.أن الأميركية أن ضابطا من المخابرات الأردنية أعرب لنظرائه الأميركيين في عمان عن شكوكه في البلوي واحتمال عمله لصالح تنظيم القاعدة ومحاولة استدراج الأميركيين إلى فخ، لكن لم يتم توثيق هذه المخاوف بشكل صحيح كما لم يتم نقلها عبر القنوات الرسمية.

وجاء ذلك متزامنا مع كشف نشرة داخلية يعترف فيها مدير الوكالة ليون بانيتا بحدوث "أخطاء" منعت جهاز الاستخبارات من التحقق من العميل، مؤكدا أنه لم يتم التحقق من هويته بشكل معمق كما أنه لم يتم اتخاذ احتياطات كافية.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية فقد ألقى بانيتا باللوم على ضابط في الوكالة تلقى قبل ثلاثة أسابيع فقط من الهجوم تحذيرات من الأردن بشأن البلوي، لكنه اختار ألا يبلغ رؤساءه.

وأقنع البلوي -الذي كان يعمل للمخابرات الأردنية- وكالة الاستخبارات  الأميركية بأنه أداة فعالة في الحرب على القاعدة عبر صلاته بالشخصيات القيادية في هذا التنظيم، وقد سمح له على هذا الأساس بدخول قاعدة أميركية شديدة التحصين في خوست.
 
وقال بانيتا إن البلوي كان يملك "صلات مؤكدة مع الدوائر المتشددة كان من المحتمل أن تجعل علاقة سرية معه –لو كان مخلصا- مثمرة جدا".
 

ليون بانيتا وعن يساره الرئيس الأميركي باراك أوباما (رويترز)
ليون بانيتا وعن يساره الرئيس الأميركي باراك أوباما (رويترز)

أهم الأخطاء
وحسب بانيتا فإن أحد أهم الأخطاء التي سمحت بوقوع هجوم خوست تقصير ضباط الاستخبارات الأميركية في الأردن في إبلاغ الوكالة بشكوك أبدتها الاستخبارات الأردنية فيما يخص البلوي وصلاته بالقاعدة.

ورغم أن التحقيق الذي أجرته مجموعة مؤلفة من 14 ضابطا أغلبهم من وكالة الاستخبارات الأميركية خلص إلى أن الهجوم كان بالإمكان تحاشيه، فقد ارتأى بانيتا أن "المسؤولية لا يمكن إلقاؤها على عاتق شخص معين أو جماعة بعينها"، واعتبر ما حدث جزءا من "الأخطار التي تحملها حرب على الإرهاب تحتاج إلى العمل مع أشخاص خطرين".
 
وتحدث بانيتا عن 23 إجراء أقرها خلال الأشهر القليلة الماضية لتجنب هذه الأخطاء، بينها إنشاء خلية خاصة تتولى التدقيق الأمني في المخبرين الكبار من طراز البلوي.

"
العملية التي وقعت يوم 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي بقاعدة عسكرية أميركية في مدينة خوست الأفغانية تعد ثاني أكبر هجوم يستهدف وكالة الاستخبارات الأميركية في تاريخها
"

إهمال جسيم
لكن ضابطا متقاعدا بالوكالة يمتلك خبرة طويلة في أنحاء متفرقة من العالم هو تشارلز فاديس، وجه انتقادات حادة للاستخبارات الأميركية وقال إنها فشلت في مساءلة المديرين عن أخطاء خطيرة.

ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية عن فاديس قوله إن "هذه ليست مجرد أخطاء ولا يمكن تبريرها"، واصفا ما حدث بأنه إهمال جسيم.

يشار إلى أن العملية التي وقعت يوم 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي بقاعدة عسكرية أميركية في مدينة خوست الأفغانية الواقعة قرب الحدود مع باكستان، تعد ثاني أكبر هجوم يستهدف وكالة الاستخبارات الأميركية في تاريخها.

ووفقا لشبكة سي.أن.أن فقد جندت الاستخبارات الأردنية البلوي أولاً قبيل تقديمه إلى الاستخبارات الأميركية، حيث نفذ عمليته في أول اجتماع له مع ضباط أميركيين في قاعدة خوست لمناقشة معلومات كان يعتقد بأنها بحوزته عن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

وبمجرد نزوله من السيارة وقبيل تفتيشه، فجر البلوي نفسه فلقي تسعة أشخاص مصرعهم، بينهم سبعة ضباط في المخابرات الأميركية.

المصدر : وكالات