دعوات للتهدئة بأثينا بعد إهانة شرطي للمصحف

المتظاهرين وهم أثناء المظاهرة
علماء حذروا من الانجرار وراء منظمات تحاول استغلال موضوع المهاجرين (الجزيرة نت)علماء حذروا من الانجرار وراء منظمات تحاول استغلال موضوع المهاجرين (الجزيرة نت)
شادي الأيوبي-أثينا
 
دعت شخصيات عربية إسلامية ويونانية للهدوء وضبط النفس في أثينا، وذلك بعد وقوع مظاهرات واحتجاجات وإحراق مسجد للجالية البنغالية على خلفية إهانة شرطي للقرآن الكريم.
 
ودعت تلك الشخصيات إلى إحلال روح التفاهم المتبادل والبعد عن العنف والعنف المتبادل، كما طالبت بتنفيذ برامج تعليمية بخصائص ثقافة المهاجرين والثقافة اليونانية.
 
وقال ميخاليس ماريوراس أستاذ علم الأديان في جامعة أثينا وهو ممن شاركوا في برامج للحوار مع المسلمين، إن الوضع يحتاج إلى عملية ضبط للنفس من جميع الجهات خاصة من الدولة والمجتمع اليونانيين، وهذا الأمر يعني أن الدولة يجب أن تدرب موظفيها الذين يتعاملون مع المهاجرين، خاصة فيما يتعلق بالمسائل الدينية للمسلمين الذين يعظمون القرآن كثيرا.
 
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الشرطي المذكور كان عليه أن يتوقع أن أي كتاب باللغة العربية يحتمل أن يكون القرآن الكريم، وبالتالي عليه الحذر في التعامل معه.
 
استيعاب
وأوضح أن من الواجب كذلك العناية باستيعاب المهاجرين في المجتمع اليوناني والحرص على نيلهم حقوقهم المشروعة والتعرف على خصوصياتهم، لأنه رغم حصول خطوات في هذا المجال من الممكن القيام بأشياء أخرى كثيرة.
 
وأضاف ماريوراس في المقابل أن المتظاهرين المسلمين كان عليهم تجنب المظاهر العنيفة التي رافقت احتجاجاتهم وأدت إلى أضرار في الممتلكات العامة والخاصة، "حيث إن العنف لا يؤدي إلا إلى العنف إضافة إلى أنه يفقد المسلمين التعاطف الذي يكنه لهم قسم كبير من المجتمع اليوناني"، رغم إقراره أن جزءا من العنف صدر عن عناصر يونانية من اليسار الفوضوي.
 
كما أوضح أن مسألة غياب التمثيل الموحد لجميع مسلمي اليونان ألحق ضررا كبيرا بوجودهم.
 
undefinedأغراض سياسية
من جهة أخرى دعا رئيس رابطة المسلمين في اليونان نعيم الغندور المسلمين إلى عدم الانجرار وراء منظمات وجماعات تحاول استغلال موضوع المهاجرين المسلمين خاصة لخدمة أغراضها السياسية، وأوضح أن لديه شكوكا بأن وراء هذه الأزمة جهات تريد تأزم الأوضاع وخلق مواجهات بين المسلمين والمجتمع اليوناني.
 
وأضاف الغندور في اتصال مع الجزيرة نت أن على الجاليات الإسلامية أن تنتبه حتى لا تتحول إلى مطية لجماعات تحاول الوصول عن طريقهم إلى أهدافها السياسية وتسجيل حضور أكبر في الساحتين السياسية والاجتماعية، وأوضح أن الجمعيات الإسلامية قررت اللجوء إلى القضاء لحل الإشكالية الراهنة.
 
واتفق رئيس منتدى المهاجرين في اليونان معاوية أحمد مع رأي الغندور، واعتبر أن أخذ المنظمات اليسارية ومنظمات مساندة المهاجرين زمام المبادرة أضر بصورة المسلمين وخلق فوضى في التظاهرتين في اليومين الماضيين، وأن تلك الجمعيات تحولت إلى جزء من المشكلة.
 
رئيس منتدى المهاجرين قال إن الشرطة تصرفت بحكمة في الاحتجاجات (رويترز)
رئيس منتدى المهاجرين قال إن الشرطة تصرفت بحكمة في الاحتجاجات (رويترز)

حانقون جدا
وأوضح أحمد أن المنظمات اليسارية "دعت الشبان الساكنين في مبنى المحكمة المهجور وسط أثينا إلى الخروج والتظاهر، وهؤلاء حانقون جدا على الشرطة بسبب التضييق عليهم وعدم حمايتهم من هجمات اليمين المتطرف والبطالة وانعدام أوراق الإقامة، ولذلك حاولوا مباشرة الاحتكاك بالشرطة".

 
ورغم أن عنوان الاحتجاجات كان دينيا وهو الدفاع عن القرآن ظهرت في احتجاجات المتظاهرين علامات على الغضب من أوضاعهم السيئة كما يقول أحمد، معطيا أهمية للحدث كونه الأول الذي يجري على خلفية دينية في البلد.
 
وحذر أحمد من غياب المنظمات والمساجد والجاليات الإسلامية عن الساحة، حيث إن أثينا اليوم في مرحلة حرجة إذ تدور مطالبات ببناء مسجد رسمي وإقامة مقبرة للمسلمين فيها، واعتبر في الوقت نفسه أن الحكومة تصرفت بحكمة حيث تولت جهات رسمية عليا معالجة الأزمة وأبعدت الشرطة عنها.
 
وكانت الحكومة اليونانية على لسان الناطق الرسمي إيفانغيلوس أندوناروس والأحزاب اليونانية، باستثناء اليمين المتطرف(لاوس)، قد أدانت قيام الشرطي اليوناني بتمزيق وإهانة المصحف، فيما وعدت السلطات بإجراء التحقيق الضروري واتخاذ الإجراءات المناسبة بحق من تثبت إدانته.
المصدر : الجزيرة