مؤسسة إسلامية تكسر احتكار الغرب للإغاثة

الإعتراف الدولي بمنظومة العمل الإغاثي الإسلامي في العالم جاء بعد ربع قرن من العمل والمثابرة
الاعتراف الدولي بمؤسسة العمل الإغاثي الإسلامي جاء بعد ربع قرن من العمل والمثابرة (الجزيرة نت)

تامر أبو العينين – زيوريخ

من فكرة بسيطة لمساعدة بعض المحتاجين في أفريقيا بمبلغ متواضع لا يتجاوز بضعة جنيهات إسترلينية في عام 1984، إلى مؤسسة تحمل اسم "الإغاثة الإسلامية" قدمت بعد ربع قرن من العمل الدؤوب باقة كاملة من المشروعات في دول العالم النامية والفقيرة بما قيمته 160 مليون دولار.
 
هذه هي الحصيلة العامة لمسيرة مؤسسة الإغاثة الإسلامية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، ويقول القائمون على العمل الخيري التطوعي في هذه المنظمة إنها "منظمة مستقلة استطاعت أن تجد لها مكانا وسط احتكار المنظمات الخيرية العالمية للعمل الإغاثي الإنساني".
 
ويرصد مؤسسها الدكتور هاني البنا في حوار مع الجزيرة نت على هامش زيارته لسويسرا، حصيلة خمسة وعشرين عاما من العمل في "الاعتراف الدولي الضمني بمنظمة العمل الإغاثي الإسلامي والانطلاق بمشروعات هامة في العديد من المناطق التي يتجاهلها الإعلام رغم أنها تعج بالمشكلات الملحة".
 
لكنه في الوقت نفسه يرفض أن يكون هناك ارتباط سياسي للعمل الإغاثي الإسلامي، كي تبقى المؤسسات بعيدة عن هيمنة الدول المانحة وتحافظ على استقلاليتها وتؤدي رسالتها قدر المستطاع.
 

 هاني البنا يرفض أن يكون للعمل الإغاثي الإسلامي أي ارتباط سياسي (الجزيرة نت)
 هاني البنا يرفض أن يكون للعمل الإغاثي الإسلامي أي ارتباط سياسي (الجزيرة نت)

تحديات

وإلى جانب هذا النجاح – الذي يلقي بمسؤولية على عاتق المؤسسة والعاملين فيها– يجد البنا أن هناك أيضا تحديات تتعامل معها المؤسسة بما يتناسب مع إمكانياتها وفي الوقت نفسه لا يعوق طموحاتها، مثل اكتساب ثقة الجهات المانحة لتمويل المشروعات، والتعامل مع احتياجات المتضررين.
 
أما تحدي تبعات هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، فقد تجاوزتها مؤسسة الإغاثة الإسلامية –حسب البنا– "بفضل ما تمتعت به من شفافية عالية في معاملاتها، وانفتاحها على الجميع، وتمثل هذا في اكتساب ثقة البرلمان البريطاني ومجلس اللوردات والتعامل معها باعتبارها مصدرا لتقييم الاحتياجات الإنسانية في أفغانستان".
 
ويقول البنا الحائز على وسام ملكة بريطانيا (أوبي) عام 2004 "إن العناصر البشرية المؤهلة جيدا والمدربة على إدارة وتنفيذ المشاريع والمستعدة للعمل الإغاثي الإسلامي في مجالات مختلفة نادرة للغاية، وهو تحد تواجهه المؤسسات الخيرية الإسلامية على وجه العموم وهو أهم التحديات التي لا بد أن تتجاوزها المؤسسات".
 
ولا يعني بذلك أن "تلك الكفاءات البشرية ستعمل مجانا، بل بمقابل، قد يكون أقل مما يمكن الحصول عليه في مؤسسات لا تعمل في مجال الإغاثة، ولكن لغياب الوعي الجيد بأهمية العمل التطوعي والإغاثي الذي اختفى من تقاليدنا الشرقية، فإن القلة هي التي تقبل على هذا العمل".
المصدر : الجزيرة