انطلاق "سوق التحالفات" البرلمانية بالهند

Indian polling officials summit the voting machines after the end of voting at a counting centre in Leh town in Ladakh parliamentary constituency in the northern Indian state of Jammu and Kashmir on May 13, 2009. India voters cast their final ballots in the country's marathon elections, with analysts predicting a shaky coalition government that will struggle to survive a full term. AFP PHOTO/ Manpreet ROMANA

مسؤول انتخابي يغلق آلة التصويت الإلكترونية تمهيدا لنقلها إلى مركز فرز الأصوات (الفرنسية)

بدأت الأحزاب السياسية في الهند البحث عن تحالفات تضمن لها تأمين قوة برلمانية تمنحها تفويضا لقيادة البلاد وذلك في ظل النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي أشارت إلى أن أيا من الحزبين الكبيرين لن يحقق فوزا حاسما يمكنه من تشكيل حكومة بمفرده.

فقد أعلن تشاندرا بابو نايدو رئيس أحد الأحزاب السياسية الطامحة للفوز بحكومة ولاية أندريا باراديش أن السادس عشر من الشهر الحالي سيشهد ولادة تحالفات واستقطابا سياسيا جديدا، طالبا من مناصريه عدم تصديق الشائعات التي تروج لها الأحزاب الأخرى بخصوص نتائج الانتخابات البرلمانية التي انتهت الأربعاء.

سوق التحالفات
وفي السياق نفسه، نقلت مصادر إعلامية محلية أن لقاءات مكثفة جرت اليومين الماضيين بين الأحزاب السياسية في إطار ما وصفته "بسوق التحالفات" من أجل تحقيق كتلة برلمانية تدعمها في تشكيل الحكومة الجديدة سواء على المستوى الفدرالي أو على مستوى الولايات.

وكانت النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات البرلمانية الهندية قد رجحت الأربعاء فوز حزب المؤتمر الهندي بفارق ضئيل على تحالف المعارضة الهندوسية القومية بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا.

أكثر من سبعمائة مليون ناخب شاركوا في انتخابات جرت على مدى شهر كامل
أكثر من سبعمائة مليون ناخب شاركوا في انتخابات جرت على مدى شهر كامل

وأكدت مصادر سياسية محلية أن الحزبين الكبيرين بحاجة لإيجاد تحالفات مع الأحزاب الصغرى للحصول على أغلبية برلمانية تمهد بدورها -بحسب التوقعات- لتشكيل ائتلاف حكومي هش بعد إعلان النتائج رسميا يوم السبت المقبل.

وتقول هذه المصادر إن ائتلافا كهذا لن يجد أمامه مساحات كبيرة للمناورة بخصوص تحقيق الإصلاحات المطلوبة على الصعيد الاقتصادي من الخصخصة وزيادة حجم الاستثمار الأجنبي لا سيما في قطاع التأمين.

شروط وتوقعات
ووفقا للدستور يتعين على أي حزب يتطلع لتشكيل الحكومة منفردا أو قيادة ائتلاف حاكم الحصول على دعم 272 نائبا.

وبحسب النتائج الأولية لأطول انتخابات في العام شارك فيها أكثر من سبعمائة مليون ناخب، بات من شبه المتوقع تراجع الحزب الشيوعي -شريك حزب المؤتمر في الحكومة المنتهية ولايتها- بخسارته أكثر من ثلاثين مقعدا من أصل ستين حصل عليها في الانتخابات السابقة، مما يعني فقدانه للقدرة على التحكم بميزان القوى في أي حكومة جديدة.

وتوقع استطلاع للرأي تقدم الائتلاف الذي يقوده حزب المؤتمر بزعامة رئيس الوزراء مانموهان سينغ بحصوله على ما يتراوح بين 185 و205 من مقاعد مجلس النواب والبالغ عددها 543 مقعدا.

بينما رجح الاستطلاع نفسه حصول التحالف الذي يقوده حزب بهاراتيا جاناتا على ما يتراوح بين 165 و185 مقعدا ليصبح كلا التحالفين السياسيين الرئيسيين بعيدين عن تحقيق الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة.

وفي استطلاع آخر لآراء عينة كبيرة من الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم، لم يستبعد المراقبون ظهور جبهة ثالثة في تشكيل تحالف موسع يضم أحزابا أصغر بقيادة الشيوعيين تمسك بميزان القوى عبر امتلاكها 110-130 مقعدا نيابيا.

يشار إلى أن حزب المؤتمر لم يسقط من حساباته إمكانية الاتفاق مع اليسار الهندي الذي كان شريكا في الائتلاف الحاكم حتى انسحابه منه العام الماضي احتجاجا على الاتفاق النووي الذي أبرمته الهند مع الولايات المتحدة.

يذكر أن الهند ومنذ أكثر من عقدين لم تحكم إلا عبر ائتلاف حكومي بما في ذلك الائتلاف الحالي الذي يقوده حزب المؤتمر الهندي الذي تتزعمه تقليديا أسرة الزعيم التاريخي للهند المهاتما غاندي.

المصدر : وكالات