مقتل شرطي بإيرلندا الشمالية بعد ساعات من زيارة براون
قتل شرطي في إيرلندا الشمالية بعد أقل من 48 ساعة من مقتل جنديين بريطانيين، وبعد ساعات من زيارة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون للمنطقة التي تتزايد فيها التحذيرات من عودة الأوضاع الأمنية إلى دوامة العنف الطائفي.
فقد لقي ضابط شرطة مصرعه الاثنين في منطقة كريغافون جنوب غرب بلفاست، في ما بدا أنه كمين استدرجت إليه دوريتا شرطة عقب تلقي اتصال هاتفي من مجهول يفيد بوقوع حادث سير في المنطقة التي تعتبر من المعاقل التقليدية للجمهوريين المناوئين للتاج البريطاني.
ووفقا للمصادر الأمنية هرعت إلى المكان سيارتا شرطة قوبلتا بإطلاق نار لدى وصولهما، ما أسفر عن مقتل الضابط وإصابة آخرين، في حين سارعت القوى الأمنية مدعومة بالمروحيات بمطاردة المهاجمين الذين تمكنوا من الفرار.
الجيش الجمهوري
وتعليقا على الهجوم أعرب عدد من السياسيين في إيرلندا الشمالية عن مخاوفهم من أن يكون مقتل الشرطي والجنديين البريطانيين قبله، الشرارة الأولى لعودة أعمال العنف الطائفي بعد هدوء استمر عدة سنوات.
وفي هذا السياق نقل عن النائبة في البرلمان وعضوة هيئة الشرطة دولوريس كيلّي قولها أن الأمر يشبه النظر إلى قلب متاهة كبيرة، محذرة المواطنين من الوقوع فيها. وشدد سكرتير إيرلندا الشمالية في الحكومة البريطانية شون وودورد على ضرورة منع الجهة التي تقف وراء الهجمات من تقويض العملية السياسية في الإقليم.
وشدد براون على أن مقتل الجنديين البريطانيين لن يقوض عملية السلام في الإقليم الخاضع للحكم البريطاني، في الوقت الذي أكد قائد كبير في الجيش البريطاني أن لندن لا تنوي إعادة جنودها إلى الشوارع في إيرلندا الشمالية.
يشار إلى أن الجيش الجمهوري الإيرلندي المنحل كان توصل إلى اتفاق سلام عام 1998 وضع حدا للصراع الطائفي بين أقلية كاثوليكية تطالب باستقلال إيرلندا الموحدة عن الحكم البريطاني وبين أغلبية بروتستانتية موالية للندن.
وساعد هذا الاتفاق -الذي أطلق عليه اسم اتفاق الجمعة العظيمة- على تقليل أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل أكثر من 3600 منذ اندلاعها أواخر ستينيات القرن الماضي.