بريطانيا ترى ثغرة أمنية في الهجرة

هاني بشر
 
قال مسؤولون في الشرطة وأجهزة مكافحة الإرهاب البريطانية إن ثغرات في نظام الهجرة ومنح التأشيرات البريطانية قد تعني وجود خلايا إرهابية نائمة بعيدا عن أعين الأمن، بحسب ما نقلت عنهم ديلي تلغراف. 
 
ويرى مسؤولون في مكافحة الإرهاب وفي الشرطة أن عشرات "المتشددين" ربما استطاعوا دخول البلاد بعدما طلبوا تأشيرات دراسة أو سياحة. وأبدى هؤلاء المسؤولون قلقهم لما سموه ضعف الرقابة في إصدار التأشيرات.
 
وتظهر أرقام حكومية أن 13 ألف شخص ربما دخلوا البلاد من باكستان بين أكتوبر/تشرين الأول ومايو/أيار الماضيين، ولم تدقق إطلاقا الوثائق التي قدموها.
 
بعيدا عن الأنظار
وتخشى أجهزة الأمن أن أغلب هؤلاء لا يختلطون بالإرهابيين المحليين المراقبين، ما يمنحهم حرية الحركة بعيدا عن أنظار الأجهزة المختصة ليتحولوا إلى خلايا نائمة، حسب ما تقول المصادر الأمنية البريطانية.
 
والقلق الرئيسي من باكستان التي وصفها رئيس الوزراء غوردون براون بأنها "مهد للإرهاب"، من حيث يقدُم منها سنويا مائة ألف زائر تدققُ طلباتهم في أبو ظبي ودبي في الإمارات العربية، حيث نقلت بريطانيا عمليات تسليم التأشيرات بعدما كانت تتم في إسلام آباد، وهو قرار انتقدت بسببه وزارة الداخلية.
 
وقال مسؤولون في أجهزة مكافحة الإرهاب إن الوقت لا يكفي لمراجعة الطلبات، ونقلت ديلي تلغراف أمس عن أحدهم قوله "هناك نقص في الرقابة والإشراف على حدودنا بالمعنى الواسع"، و"المشكل لا ينحصر في باكستان".

 
ثغرة التأشيرات
وتراقب الشرطة -حسب الصحيفة- ألفي "متشدد" في بريطانيا، لكن الخوف من أشخاص ليسوا مقيدين في سجلاتها، وقد ذكّر بهذا الخطر توقيف مجموعة هذا العام خططت لتفجيرات في مانشستر وقادها شخص لديه مكتب في بيشاور يقدم الاستشارات في مجال التأشيرات، ويعتقد أنه ساعد "مجموعة إرهابية" في القدوم من باكستان إلى بريطانيا تحت غطاء الدراسة.
 
وقال هذا المسؤول إن جزءا من المشكلة أن الطلبة يدرّون مداخيل هائلة، وليس هناك حافز يجعل السلطات تفرض رقابة أكبر.
 
وحسب أرقام كشف عنها خلال استجوابات برلمانية، لم يستجوب مثلا إلا 29 شخصا من أصل 66 ألف طالب تأشيرة باكستاني بين أكتوبر/تشرين الأول ومايو/أيار الماضيين، وفي خُمس الحالات لم تجر عمليات تدقيق للوثائق على الإطلاق.
جامعات وهمية
وقالت لجنة خاصة بوزارة الداخلية في يوليو/تموز الماضي إن "عشرات الآلاف" من المهاجرين غير القانونيين دخلوا بريطانيا مستعملين تأشيرات من جامعات وهمية.
وعرض تقرير لوكالة الحدود البريطانية جرى تسريبه، بعض أساليب التحايل المستعملة وبينها الحسابات المصرفية الوهمية وخطابات توصية من شركات بريطانية وهمية.
ودعا هذا الأسبوع لورد كارليل وهو رئيس لجنة حكومية مستقلة تعنى بمكافحة الإرهاب إلى أن يُعاقَب بشدة من يشرفون على الجامعات الوهمية، قائلا إن من المهم جدا معرفة من يدخل البلد ومن يغادره لأن ذلك أساسي في مواجهة الإرهاب.

وتقول الداخلية البريطانية إنها باتت تفرض على القادمين من باكستان أخذ بصماتهم، كما أن عدد طلبات التأشيرات المرفوضة في ازدياد، خاصة تأشيرات الدراسة.

وقال وزير الحدود والهجرة فيل وولاس أول أمس إن حدود بلاده أأمن من أي وقت مضى، وذكّر بإجراءات جديدة تلزم الراغب في تأشيرة بالحضور شخصيا لتؤخذ بصماته وتقارَن وثائقه بما توفر لدى الأجهزة المختصة.
المصدر : تلغراف + وكالات