جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة

REUTERS /Portraits of Bosnian Muslims, victims of the 1995 Srebrenica massacre, are pasted on the wall in a room where survivors are gathering in the Bosnian town of Tuzla in this July 7, 2005

صورة جدارية لضحايا مجزرة سربرنيتشا (رويترز-أرشيف)

عرفت حروب يوغسلافيا السابقة (1991-1995) التي تعتبر أعنف الأحداث في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية, تنفيذ جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية منها التطهير العرقي وانتهاك قوانين الحروب أثناء الصراع في البوسنة والهرسك.

وقد مورست هذه الانتهاكات بحق المدنيين عندما كان رادوفان كراديتش يتولى رئاسة جمهورية صرب البوسنة، المدعومة من حكومة يوغسلافيا السابقة برئاسة سلوبودان ميلوسوفيتش، الذي توفي لاحقا في سجنه بلاهاي أثناء محاكمته.

وشكلت أساليب التطهير العرقي التي نفذت في هذه الحرب وسيلة عنيفة اعتمدها السياسي الصربي لإيجاد دول متجانسة عرقياً.


جرائم الحرب ف يوغسلافيا السابقة
من بين الممارسات التي عرفتها الحرب فصل الجماعات بعضها عن بعض وقصف السكان المدنيين، ومنهم سكان سراييفو، وكذلك القرى المحاصرة، إلى جانب تنفيذ مجازر أثناء الغزو ونفي المدنيين لتغليب عرق معين في مناطق معينة.

وشهدت الحرب أنواعا من التعذيب ضد السكان العزل في معسكرات الاعتقال وأشهرها معسكر أومارسكا في مقاطعة برجدور.

"
قتل في مجزرة سربرنيتشا ثمانية آلاف من الرجال والشباب البوسنيين على يد القوات الصربية
"

ونفذت في هذه المعسكرات إلى جانب الاحتجاز غير القانوني للمدنيين عمليات الاغتصاب المنظم والإعدامات الفورية والاستيلاء على الممتلكات ونهبها والتدمير المنظم للإرث الثقافي والديني, كلها بغرض واحد هو محو أي أثر لأي شيء غير صربي في الأراضي المستولى عليها.

واستخدم المعتقلون دروعاً بشرية في الخطوط الأمامية وفي ميادين المعارك, وتم تجويع المدنيين. وتمثل هذه الانتهاكات بعض انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقوانين الحرب.


مجزرة سربرنيتشا
تلخص مجزرة سربرنيتشا التي قتل فيها ثمانية آلاف من الرجال والشباب البوسنيين على يد القوات الصربية, الوجه الوحشي لهذه الحرب حيث سجلت فظاعة الانتهاكات التي اقترفت إبان الحرب.

حاصر صرب البوسنة في شهر يوليو 1995 المدينة التي كانت تحت حماية الأمم المتحدة وتحت أنظار الوحدات العسكرية الهولندية التابعة للمنظمة، اقتحم جنود الجنرال راتكو ملاديتش المدينة.

ولم يتمكن الجنود الهولنديون من تقديم الحماية لـ25 ألفا من المسلمين الذين لجؤوا إلى قاعدتهم في منطقة بوتوكاري.

وقتل آلاف من الرجال المسلمين في المدينة ودفنوا في مقابر جماعية لا تزال السلطات تكتشف من حين لآخر إحداها وتحقق في هوية رفات أصحابها.

المصدر : الجزيرة