سي آي أيه تتوقع "هزيمة إستراتيجية" لتنظيم القاعدة
قال مدير المخابرات المركزية الأميركية مايكل هايدن إن تنظيم القاعدة لقي هزيمة كبيرة في العراق والسعودية، فيما طالب وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بمنح باكستان مزيدا من الوقت لمحاربة من أسماهم ببقايا المتطرفين على حدودها مع أفغانستان.
ففي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست نشرت الجمعة قال مايكل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إن تنظيم القاعدة لقي هزيمة كبيرة في العراق والسعودية على المستويين الميداني والعقائدي.
واستشهد هايدن في تقويمه على ما أسماه المكاسب التي تحققت في الحرب ضد القاعدة عبر "الاقتراب من إلحاق هزيمة إستراتيجية" بالتنظيم في العراق والسعودية، والانتكاسات التي لحقت به على المستوى العالمي.
ونوه إلى أن هذه الهزائم لم تكن فقط ميدانيا بل عقائديا عبر "تراجع غالبية العالم الإسلامي عن مفهوم القاعدة للإسلام"، معتبرا أن هذه النجاحات في مكافحة ما أسماه بالإرهاب تمتد حتى إلى المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان التي يعتقد أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن موجود فيها.
ولفت المسؤول الأميركي إلى أن أسر أو قتل بن لادن ونائبه أيمن الظواهري لا يزال أولوية كبرى، رغم اعترافه بوجود مصاعب في العثور عليهما في المنطقة النائية التي يحظر على الجيش الأميركي العمل رسميا فيها.
وقال هايدن إن قيادة القاعدة في العالم فقدت ثلاثة من كبار قيادتها منذ مطلع العام الجاري، في إشارة إلى الضربات الصاروخية التي شنتها طائرات أميركية من دون طيارعلى مواقع داخل باكستان.
بيد أن هايدن، ورغم النبرة التفاؤلية التي رافقت مقابلته مع الصحيفة الأميركية، أعرب عن قلقه من احتمال توقف المكاسب التي يتم تحقيقها ضد القاعدة بسبب ما يراه من عودة إلى الأفكار التي كانت سائدة قبل أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
وأضاف غيتس في لقاء صحفي بجزيرة غوام في المحيط الهادي الجمعة أن الاتصالات القائمة بين الجيش الباكستاني والقوات الأميركية على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان لا تزال جيدة، وذلك في معرض رده على تصريحات قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان اللواء دان ماكنيل الذي سيحل محله قريبا نظيره ديفد مكيرنان.
وكان اللواء ماكنيل أعرب في وقت سابق عن قلقه من وجود خلل أو قصور في الاتصالات الأمنية بين قوات الأطلسي والمسؤولين الأفغان وإسلام آباد بشأن المسائل المرتبطة بالحدود الأفغانية الباكستانية.
كما عزا اللواء ماكنيل في تصريحات أدلى بها الخميس العنف المتزايد في شرق أفغانستان إلى "خلل في العمل على الجانب الأخر من الحدود" منددا بـ"عدم وجود ضغوط عسكرية" في الجانب الباكستاني.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من إعلان الحكومة الباكستانية الجديدة بدء مفاوضات مع عناصر طالبان باكستان في محاولة لوضع حد لأعمال العنف التي تهز البلاد بصورة لا مثيل لها منذ 18 شهرا.
وكانت واشنطن شككت في إمكانية نجاح الاتفاق الذي أبرمته مؤخرا الحكومة الباكستانية الجديدة -التي تضم أحزابا معارضة للرئيس برويز مشرف– مع مسلحي حركة تطبيق الشريعة المحمدية في وداي سوات الذي يبعد 90 كيلومترا عن الحدود الأفغانية.