إسرائيل تنفذ مشاريع سكنية فوق قبور إسلامية

مقبرة طاسو في يافا

مقبرة طاسو في يافا (الجزيرة نت)

وديع عواودة-حيفا

أكدت الفعاليات السياسية والأهلية في مدينة يافا داخل أراضي 1948 عزمها على التصدي لخطة إسرائيلية لبناء مئات الشقق السكنية فوق مقبرة طاسو وهي أكبر مقبرة إسلامية في المدينة. كما كشفت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية عن انتهاك مقبرة إسلامية تاريخية بمدينة يهود.

وكان المئات من أهالي مدينة يافا قد شاركوا يوم السبت في مهرجان احتجاجي في مقبرة طاسو التي جرى اقتطاع أربعين دونما من مساحتها، من أصل 81 دونما، لصالح مستثمرين يهود تمهيدا لإنشاء مشروع سكني.

وكانت جهات تجارية إسرائيلية قد استولت على أرض المقبرة التاريخية بموجب صفقة مشبوهة عقدت قبل أكثر من عشرين عاما، مع "لجنة أوقاف إسلامية" عينتها الحكومة الإسرائيلية، قامت بتوكيل الحكومة ببيع نصفها رغم أن أهالي يافا يدفنون فيها موتاهم.

وفي المهرجان الخطابي عبر قادة الأحزاب الوطنية والإسلامية عن رفضهم للصفقة المشبوهة، وأكدوا التمسك ببقاء المقبرة كاملة ملكا للمسلمين في مدينة يافا.

وفي كلمته حيا رئيس كتلة التجمع الوطني البرلمانية النائب جمال زحالقة اللجنة الشعبية للدفاع عن مقبرة طاسو، مؤكدا أن وحدة القوى الوطنية مهمة ومصيرية من أجل إحباط مؤامرة محو الوجود العربي في يافا.

وقال زحالقة إنه بينما تقوم عصابات فاشية متطرفة في بعض أرجاء العالم بالاعتداء على حرمات المقابر فإن دولة إسرائيل تقوم بذلك بنفسها.

ونوه زحالقة إلى أن مقابر يافا التي يجري الاعتداء عليها ومصادرتها تهم الشعب الفلسطيني برمته وتخص بشكل مباشر عشرات الآلاف من أهالي يافا المهجرين في كافة أنحاء المعمورة لأنها تحوي رفات آبائهم وأجدادهم.

وقام المشاركون في المهرجان تتقدمهم القيادات السياسية، بغرس أشجار البرتقال والزيتون في أرض المقبرة.

استعداد للصيانة
من جانبه أكد رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح للجزيرة نت استعداد حركته للقيام بمشاريع صيانة وترميم للموروث العمراني في يافا محذرا من شراسة مشاريع تهويد ما تبقى من ملامح عربية للمدينة.

أما رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة فشدد على أن المعركة على مقبرة طاسو في مدينة يافا، هي معركة من أجل الحياة، ومن أجل التأكيد على هوية المكان موضحا أن الشعب الذي يطلق صرخة الحياة من بين القبور هو شعب حي.

وأكد بركة بطلان الصفقة المشبوهة التي أبرمتها "لجنة أمناء" عينتها الحكومة لا من أجل رعاية المقدسات بل من أجل أن تكون أمينة ومخلصة لها في تصفية أوقاف وأملاك المسلمين.

وقال بركة إن فلسطينيي 48 لا يعترفون بهذه الصفقة، التي كان فيها البائع والشاري واحدا، وحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية " المؤامرة" ودعا إلى إلغائها.

وأكد أن المستهدف في هذه الصفقة هو الشعب الفلسطيني برمته وهوية وطنه، لافتا إلى أن "الوحدة والانسجام بين أبناء الشعب الواحد، تتجلى في هذه المقبرة بالذات، لأن اسم عائلة مسيحية (طاسو) أطلق على مقبرة إسلامية".

وأكد بركة أن المؤامرة المتسارعة على مدينة يافا تندرج ضمن التواطؤ على باقي مدن الساحل الفلسطينية عكا واللد والرملة ولفت إلى أن معركة مواجهة الاقتلاع لم تتوقف منذ ستين عاما، وأن المؤامرة تزداد شراسة مما يتطلب تكثيف المواجهة وتطويرها من أجل إفشالها.

المقبرة المملوكية في العباسية (الجزيرة نت)
المقبرة المملوكية في العباسية (الجزيرة نت)

انتهاك مقبرة 
كما كشفت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية عن انتهاك مقبرة إسلامية تاريخية من العصر المملوكي في مدينة "يهود" القائمة على أنقاض بلدة العباسية المهجرة منذ النكبة والتي حول مسجدها لكنيس.

وأوضحت المؤسسة أن شركة استثمار إسرائيلية شرعت في حفريات في المكان تمهيدا لإقامة مبان سكنية ومرافق لها على جزء من المقبرة الإسلامية، ونوهت إلى أنها تواصل مساعيها للحيلولة دون تنفيذ المشروع السكني فوق المقبرة.

وقد ظهرت في المكان هياكل عظمية بعد إجراء أعمال حفر في أرض المقبرة، قامت مؤسسة الأقصى برصدها وهي تستعد لوقف استباحتها قضائيا وبالاحتجاج الشعبي.

المصدر : الجزيرة