باراك أوباما يحلم بأميركا موحدة متصالحة مع نفسها

U.S. Democratic presidential candidate Senator Barack Obama (D-IL) speaks during a campaign stop in Ottumwa, Iowa, December 29, 2007
باراك أوباما يؤمن بالتغيير ويتخذه شعارا لحملته الانتخابية (رويترز)

يأمل السيناتور عن ولاية إيلينوي باراك أوباما (46 عاما)  الذي أثار مفاجأة بفوزه في انتخابات الحزب الديمقراطي الخميس في ولاية أيوا، أن يجسد ولايات متحدة متصالحة مع نفسها. وقد فاز أوباما في انتخابات الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية على خصميه الرئيسيين جون إدواردز وهيلاري كلينتون.

 
وأوباما المولود عام 1961 في هاواي من زواج قصير بين طالب كيني وأم بيضاء من وسط الغرب، عاش في إندونيسيا وكنساس وحصل على شهادة في الحقوق من جامعة هارفرد الشهيرة. ويبدو بمظهر المثقف الأنيق لكنه لم ينجح في إخفاء النقص في تجربته السياسية.
 
غير أن أوباما الذي يدرك نقطة الضعف هذه التي استغلها خصومه، نجح في تحويلها إلى مكسب له بتأكيده خلال اجتماعاته العامة أنه مرشح التغيير والأمل. وعنوان كتابه الأخير "جرأة الأمل" يلخص برنامجه.
 
وخلال أحد المهرجانات الانتخابية قبيل بدء الحملة في كنيسة للميثوديين في إنديانولا جنوب دي موين، ذكر السيناتور عن داكوتا الشمالية كينيت كونراد أحد أشد مؤيدي أوباما، أن زعيم الاستقلال إبراهام لينكولن السيناتور عن إيلينوي لم يكن يمتلك خبرة كبيرة عندما دخل البيت الأبيض. ولا يتردد بعض السياسيين الأميركيين في تشبيه أوباما بالرئيس الراحل جون كنيدي.
 
وقال تيودور سورنسن الذي كان مساعدا للرئيس الراحل إن هناك نقاط التقاء كثيرة تثير الدهشة بين كنيدي وأوباما، مشيرا إلى شبابهما ووسامتهما وقدرتهما على الخطابة وإثارة إعجاب وحماس الحشود.
 
ويشغل أوباما مقعدا في مجلس الشيوخ منذ عام 2005، وهو السيناتور الأسود الوحيد في الولايات المتحدة. ولم يصوت للحرب على العراق مما يشكل نقطة لمصلحته في مواجهة هيلاري كلينتون. ويذكر باستمرار بأنه عارض هذه الحرب منذ بدايتها ويدعو إلى انسحاب الجيش الأميركي.
 
انقلب مصير أوباما في يوليو/تموز 2004 عندما ألقى كلمة في مؤتمر للحزب الديمقراطي في بوسطن بصفته نائبا محليا يسعى لأن يصبح سيناتورا في الولايات المتحدة. وبعد انتهاء خطابه الذي استمر ثلاثين دقيقة، غادر المنصة وسط تصفيق حار من مندوبي الحزب الذين أثار إعجابهم.
 
وقال حينذاك "لا وجود لأميركا يسارية وأخرى محافظة, هناك الولايات المتحدة الأميركية, لا وجود لأميركا سوداء وأخرى بيضاء أو لاتينية أو آسيوية، هناك الولايات المتحدة الأميركية فقط. نحن واحد".
 
وفي أيوا حيث يشكل البيض 95% من السكان، جذب حشودا كبيرة إلى اجتماعاته وخاصة الشبان. ويأمل أوباما أن يصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة, لكنه يؤكد أنه لا يريد أن يشكل لون بشرته رهان الانتخابات الرئاسية.
 
ولم تجر أي مظاهرة عنصرية خلال حملته. لكن أوباما يتمتع بحماية غير عادية في هذه المرحلة من الحملة من قبل الجهاز السري الخاص المكلف أمن الرئاسة الأميركية الذي يشاهد عناصره بوضوح في اجتماعاته.
 
وقال الإعلام الأميركي إن هذه الحماية سببها سلسلة من الرسائل الإلكترونية  العنصرية التي أرسلت إلى بريده الإلكتروني في مجلس الشيوخ. لكن فريق حملته الانتخابية يرفض التعليق على هذه المعلومات.
 
ويأخذ عليه بعض مسؤولي الجالية السوداء أنه "ليس أسود بدرجة كافية". ويقول أوباما "بالنسبة للبعض ما زالت أميركا تعيش في الماضي. الخطاب السياسي  للسود ما زال راسخا في الستينيات". لكنه يضيف "لا أعتقد أن هذه الأمور هي التي تشغل غالبية الناخبين السود ولا غالبية الناخبين البيض".
المصدر : الفرنسية