اختتام حملة الرئاسة الفرنسية والاستطلاعات مع ساركوزي

The two candidates for the French presidential election, socialist party (PS) Segolene Royal (L) and right-wing party (UMP) Nicolas Sarkozy (R) wait with journalists Arlette

مناظرة ساركوزي ورويال تميزت بالحدة وتبادل الاتهامات (الفرنسية)

تختتم اليوم الحملة الدعائية للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقرر الأحد مع إطلاق المرشحين للرئاسة اليميني نيكولا ساركوزي والاشتراكية سيغولين رويال دعواتهما الأخيرة للتعبئة، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المرشح اليميني.

ففي آخر تجمع انتخابي له في مدينة مونبولييه بجنوب فرنسا حضره نحو 15 ألف شخص كرر ساركوزي المواضيع الكبرى التي طرحها خلال حملته خصوصا الأمن والهجرة والهوية الوطنية.

وفي الشأن الدولي دعا ساركوزي أوروبا إلى الاتجاه نحو فضاء البحر الأبيض المتوسط مضيفا أن لا مكان لتركيا في الاتحاد الأوروبي، بل في فضاء متوسطي.

ويضفي ساركوزي ما يسميه بالطابع الحضاري على رؤيته المتوسطية, فهو يرى أن الوجود الفرنسي في مصر والجزائر والمغرب لم يكن بدوافع وأحلام استعمارية بل كان حلما حضاريا. وطالب ساركوزي أوروبا أن ألا تنسى ذلك الماضي لأن إضاعته تعني إضاعة مستقبلها.

وفي هذا السياق اتهم رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز بلخادم في مقابلة مع لوموند أمس ساركوزي بالرغبة في إعادة الاعتبار لمنظمة الجيش السري الاستعمارية التي أنشئت عام 1961 وسعت خصوصا من خلال الإرهاب إلى معارضة استقلال الجزائر عن فرنسا.

ومن جانبها دعت رويال خلال تجمع بمدينة ليل بشمال البلاد حضره 20 ألفا من أنصارها، إلى مواصلة التعبئة وقالت إن النصر بات قريبا وفي متناول اليد.

وتحاول رويال أن تضفي على خطابها بعدا إنسانيا للاقتراب من الناس الذين يرون فيها داعية للسلام الاجتماعي في بلد لم يتصالح مع عناصره المهاجرة بعد.

وفي الشأن الدولي لا تعارض رويال دخول تركيا الاتحاد الأوروبي خلافا لمنافسها ساركوزي. ويثير تباين مواقف المرشحين حول موضوع الشرق الأوسط مخاوف بعض الأوساط العربية من توجهات فرنسا العربية بعد خروج شيراك من قصر الإليزيه.

تغطية خاصة
تغطية خاصة

استطلاعات الرأي
وتشير آخر استطلاعات الرأي في فرنسا إلى تقدم ساركوزي على رويال بنحو ست نقاط. وتوقع استطلاع أجري لصالح صحيفة لوفيغارو أن يفوز ساركوزي بكرسي الرئاسة بحصوله على 54.5% من الأصوات مقابل نيل رويال 45.5% من الأصوات.

كما أظهر استطلاع أجري لصحيفة لو جورنال دو ديمانش نشرت نتائجه بموقعها الإلكتروني، أن ساركوزي سيحصل على دعم 54% من الناخبين مقابل 46% لرويال. وقد أجري الاستطلاع الأربعاء والخميس عقب المناظرة التلفزيونية التي جمعت المتنافسين.

وخلال المناظرة تبادل ساركوزي وريال الاتهامات لكن ناخبين قالوا إن المناظرة لم تكن كافية ليغيروا رأيهم، إذ تظهر استطلاعات الرأي أن ما يصل إلى 88% من الناخبين حسموا رأيهم قبل المناظرة ومن سئلوا في باريس أشاروا إلى أن المناظرة التي اتسمت بالعصبية أحيانا كانت مبعث راحة لهم فيما يتعلق بالرأي الذي استقروا عليه قبل يوم الاقتراع الحاسم.

ورغم ذلك اعتبرت أغلبية شاركت في استطلاع للرأي أجراه مركز أوبينيون واي بلغت 53% أن ساركوزي بدا أكثر إقناعا مقابل 31% لرويال، في حين لم ينحز 16% لأي من المرشحين أو امتنعوا عن الإدلاء برأي.

سيغولين رويال تحصل على دعم ضمني من فرانسوا بايرو (الفرنسية)
سيغولين رويال تحصل على دعم ضمني من فرانسوا بايرو (الفرنسية)

دعم رويال
وفي إطار حشد الدعم قبيل يوم الحسم، حصلت رويال على تأييد جديد تمثل بإعلان رئيس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية فرانسوا بايرو (وسط) أنه لن يصوت لساركوزي.

وجاءت هذه التصريحات بعد المناظرة التلفزيونية بين ساركوزي ورويال، والتي حاول خلالها كلا المرشحين استقطاب ناخبي الوسط الذين صوتوا لبايرو في الدورة الأولى من الانتخابات ويبلغ عددهم 8.6 ملايين ناخب.

وقال بايرو بصراحة ردا على سؤال للصحفيين بعد المناظرة "لن أصوت لساركوزي" معربا عن اقتناعه بأن الأخير في حالة فوزه بمنصب الرئاسة قد يزيد من خطورة "التمزق في النسيج الاجتماعي" في حين اعتبر أن رويال عرفت كيف تخوض المناظرة التلفزيونية بشكل عام.

ورغم قرار بايرو فإن غالبية النواب الـ29 في حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية أعلنوا مساندتهم لساركوزي بعد الدورة الأولى.

وكان زعيم الجبهة الوطنية (أقصى اليمين) جان ماري لوبن قد دعا أنصاره إلى الامتناع عن التصويت في الدور الثاني من الانتخابات، قائلا إن كلا المرشحين لا يستحق أصوات حزبه.

كما أعربت صحيفة لوموند اليوم عن تأييدها لرويال. ورأى رئيس مجلس إدارة الصحيفة جون ماري كولومباني غداة المناظرة التلفزيونية أنها "ليس من شأنها لوحدها قلب موازين الحملة".

المصدر : الجزيرة + وكالات