عبد الله أوجلان

عبد الله أوجلان (الفرنسية -أرشيف)
عبد الله أوجلان (الفرنسية -أرشيف)

المولد والنشأة

ولد عبد الله أوجلان في الرابع من نيسان/أبريل عام 1948 في قرية عمرلي بمنطقة أورفة جنوب شرق تركيا بالقرب من الحدود السورية.
 
وهو أحد سبعة أطفال لعائلة فقيرة، مما اضطره إلى العمل في حقول القطن في أضنه لسنوات، ثم عمل لدى دائرة تسجيل العقارات في ديار بكر في الفترة من عام 1960 إلى عام 1970 ليواصل نفس الوظيفة في بكيركوي بإسطنبول للعام التالي.
 
التحق بكلية الحقوق في جامعة إسطنبول، لكنه تحول لدراسة العلوم السياسية في جامعة أنقرة. وتم اعتقاله في السابع من نيسان/أبريل عام 1973 بدعوى حضوره اجتماع معارضة محظور. ليقضي إثرها سبعة أشهر في سجن ماماك.
 
وعندما أطلق سراحه سكن مع باكي كراير وكمال بير، حيث شرعو بتأسيس حزب العمال الكردستاني. تزوج أوجلان من قيصرة ابنة علي يلدرين في 24 أيار/مايو 1978 لكن زواجهما انتهى بالطلاق.
 
الحياة السياسية
أسس أوجلان حزب العمال الكردستاني بيه كي كي (PKK) في عام 1978وترأسه منذ تأسيسه. لكنه غادر تركيا عام 1980 ليعمل من المنفى وخاصة من دمشق وسهل البقاع اللبناني، الذي كان يخضع للسيطرة السورية.
 
أقام أوجلان معسكرات تدريب لأعضاء حزبه في سهل البقاع التي سرعان ما تم إغلاقها إثر الضغوط التركية. وبدأ حزبه بالقيام بعمليات عسكرية عام 1984 في تركيا والعراق وإيران سعيا لإنشاء وطن قومي للأكراد. وتعتبر دول ومنظمات عديدة حزبه حزبا "إرهابيا"، من بينها أميركا والاتحاد الأوروبي وتركيا وأستراليا وإيران وسوريا.
 
تركيا تهدد سوريا بسسب أوجلان
كان أوجلان يقيم في سوريا حتى عام 1998، حيث ساءت العلاقات السورية التركية، واتهمت أنقرة دمشق بدعمها لحزب العمال الكردستاني. وتدهورت العلاقات بينهما، وقامت تركيا بتهديد سوريا، ما حمل الأخيرة على أن تطلب من أوجلان الرحيل.
 
الرحيل والاعتقال والمحاكمة
في تشرين أول 1998 تم إبعاد أوجلان من سوريا، وذلك تحت الضغوط التركية الشديدة، التي كادت أن تتحول إلى حرب بين البلدين، بحجة اتهام تركيا لسوريا بأنها تسمح لأوجلان ولحزب العمال الكردستاني بالتدرب والانطلاق من أراضيها ومن سهل البقاع اللبناني. فتوجه أوجلان إلى أوروبا، حيث حاول الحصول على حق اللجوء السياسي لكنه لم يوفق.
 
ونجحت المخابرات التركية باعتقاله يوم 15 شباط/فبراير عام 1999 في العاصمة الكينية نيروبي. حيث تم نقله بطائرة خاصة إلى تركيا لمحاكمته.
 
ويتهم الأكراد المخابرات الإسرائيلية بالضلوع في عملية رصده وتعقبه بواسطة الهاتف النقال. وأثار منظر خطفه ونقله مكبلا إلى جزيرة إمرالي التركية وسط إجراءات أمنية مشددة مشاعر أنصاره، ما دفعهم إلى الخروج بمظاهرات غاضبة في العواصم الأوروبية وأمام السفارات الإسرائيلية والأميركية والتركية.
 
وتم احتجازه بشكل انفرادي في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة بتركيا منذ اعتقاله. ثم صدر بحقه حكم بالإعدام، ليتحول إلى السجن مدى الحياة، ذلك عندما ألغت أنقرة عقوبة الإعدام في آب/أغسطس عام 2002.
 
دعوة للهدنة
وجه أوجلان دعوة لوقف إطلاق النار في أيلول/سبتمبر عام 2006 عبر محاميه إبراهيم بيلمز سعيا للمصالحة مع تركيا، حيث طلب من عناصر حزبه عدم استخدام السلاح إلا في حال الدفاع عن النفس، مركزا على ضرورة إنشاء علاقات جيدة مع الشعب والحكومة التركية.
المصدر : الجزيرة