واشنطن تحذر تشاد من مغبة ترحيل اللاجئين السودانيين

-
 
حذرت الولايات المتحدة نجامينا من مغبة طرد نحو 200 ألف لاجئ سوداني ردا على اتهام تشاد للخرطوم بدعم هجوم المتمردين التشاديين على نجامينا الخميس.
 
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن الإدرارة الأميركية على اتصال مع حكومة تشاد لمعرفة موقفهم بهذا الشأن والتأكيد بأشد العبارات أن طرد اللاجئين السودانيين لن يكون مقبولا. وكان ماكورماك يرد على تهديد الرئيس التشادي إدريس ديبي بطرد اللاجئين السودانيين الذين نزحوا من منطقة دارفور غربي السودان هربا من الحرب الأهلية هناك.
 
ودعا ماكورماك حكومة تشاد إلى تحمل مسؤولياتها كما حددتها الأمم المتحدة والتزاماتها الدولية لتوفير الحماية للاجئين وضمان وصول المساعدات الدولية لهم. وأضاف أن واشنطن غير قادرة على التأكد بأن الخرطوم متورطة في تشاد كما زعم ديبي الجمعة, لكنه قال إن الإدارة الأميركية ستعتبر أي دليل على دور سوداني في تشاد أمرا "مثيرا للاستياء".
 
كما أعرب عن قلقه من قرار نجامينا قطع العلاقات الدبلوماسية مع الخرطوم وإغلاق الحدود، داعيا البلدين إلى إعادة فتح الحوار بينهما والتعاون لإنهاء النزاع في تشاد ودارفور. وقال إن من الأفضل وجود مزيد من قنوات الحوار بدلا من القطيعة.
 
undefined
جاء ذلك في أول رد فعل أميركي على إعلان ديبي الذي أغلق حدود بلاده مع السودان, متهما الخرطوم بدعم الهجوم الفاشل لمتمردي الجبهة الموحدة للتغيير على نجامينا الخميس في محاولة للإطاحة بنظام حكمه.
 
وهدد في كلمة أمام اجتماع حاشد لأنصاره في نجامينا, بطرد نحو مائتي ألف لاجئ سوداني على الأراضي التشادية إذا لم تساعد الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على وقف الهجمات ويتم إيجاد حل لإنهاء النزاع القائم في إقليم دارفور السوداني.
 
وقال ديبي إنه إذا لم يتوصل المجتمع الدولي لحل لأزمة دارفور بحلول يونيو/حزيران القادم ويضمن إحلال الأمن على الحدود فإن بلاده ستتوقف عن توفير المأوى للاجئين السودانيين. وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان الخميس هجوم المتمردين على نجامينا، ودعا تشاد والسودان المجاور لها من الشرق إلى الامتناع عن التصعيد.
 
الخرطوم تستوضح
من جهته أعرب السودان عن أسفه لقرار الحكومة التشادية. ووصف الناطق باسم الخارجية السودانية جمال محمد إبراهيم في تصريح للجزيرة نت القرار التشادي بأنه متسرع، مشيرا إلى أن بلاده ستستدعي السفير التشادي لديها لاستيضاح القرار, دون أن يستبعد أن تلجأ الخرطوم إلى مبدأ المعاملة بالمثل, قائلا "كل شيء وارد".
 
كما رفض المتحدث الاتهامات التشادية للخرطوم بدعم المتمردين التشاديين الذين يحاولون قلب نظام حكم الرئيس ديبي في نجامينا. وقال إن السودان ملتزم بعلاقات حسن الجوار والمواثيق الدولية ولا يتدخل بالشؤون الداخلية لجيرانه.
 
وفي تطور متصل ربما ينذر باتساع نطاق التصعيد بين الخرطوم ونجامينا أعلنت جمهورية أفريقيا الوسطى إغلاقها لحدودها مع السودان احتجاجا على ما وصفته بالعدوان السوداني على تشاد.
 
undefined
لكن وزير خارجية أفريقيا الوسطى جان باول نغوباندي قال إن بلاده لم تصل إلى حد قطع علاقتها الدبلوماسية مع الخرطوم. وقد وصف الناطق باسم الخارجية السودانية القرار بأنه "انفعالي", وأن الخرطوم متمسكة بحل كافة الأزمات عبر قنوات الاتحاد الأفريقي.
 
خسائر الطرفين
وعن خسائر المواجهات خلال اليومين الماضيين أعلن وزير إدارة الأراضي التشادية الجنرال محمد علي عبد الله مصرع سبعين جنديا و370 متمردا وأسر 287 من المتمردين خلال معارك العاصمة، مشيرا إلى أن عدد القتلى يشمل المتمردين والجيش ومدنيين دون أن يوضح العدد بالتفصيل.
 
من جانبهم توعد متمردو الجبهة الموحدة للتغيير بشن هجوم جديد للإطاحة بنظام ديبي -الذي يحكم البلاد منذ 15 عاما- وتعطيل الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر القادم. وقال متحدث باسم الجبهة إن متمردي الحركة قاموا بما وصفه بانسحاب تكتيكي إلى مواقع تبعد نحو أربعين كلم عن نجامينا بعد معارك الخميس.
 
في سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية الجمعة أن طائرات فرنسية تولت نقل جنود تشاديين إلى جنوب البلاد بناء على طلب الجيش التشادي. وقال المصدر ذاته إنه تم نقل الجنود إلى منطقة سهر الواقعة على بعد 500 كلم من العاصمة ونحو مائة كلم من حدود أفريقيا الوسطى.
المصدر : الجزيرة + وكالات