تنديد لبناني بالرسوم المسيئة للنبي في ذكرى عاشوراء


تواصلت ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية على نشر صحيفة دانماركية رسوما مسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في وقت اتهمت فيه الولايات المتحدة إيران وسوريا بتأجيج غضب المسلمين خدمة لمصالحهما الخاصة.

وفي هذا الإطار تحول احتفال شيعة لبنان بذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي -رضي الله عنهما قبل نحو 1300 عام- إلى مظاهرة حاشدة ضد الرسوم التي سخرت من النبي الكريم.

وخلافا للمظاهرة التي جرت يوم الأحد واتسمت بالعنف والشغب وأضرمت خلالها النار في مبنى به القنصلية الدانماركية، لم تظهر أي بوادر عنف في المسيرة التي جرت في أحياء بيروت الجنوبية وهي معقل لحزب الله اللبناني.

وشارك في المظاهرة التي تنظم في ذكرى عاشوراء نحو 250 ألفا. وردد الحشود وهم يلوحون بقبضتهم "لبيك يا محمد لبيك يا رسول الله. الموت لأميركا الموت لإسرائيل".



undefinedردود الدانمارك

وفي كوبنهاغن قررت الحكومة الدانماركية استبعاد مجموعة من الأئمة من محادثات بشأن سبل إدماج الجالية المسلمة, بسبب "تأليبهم العالم الإسلامي" على الدانمارك.

كما اعتبر وزير الخارجية الدانماركي بير ستيغ موللر أن دوافع الهجوم على سفارة الدانمارك في دمشق السبت الماضي "لم تكن فقط الرسوم الكاريكاتيرية".

وأضاف موللر في تصريح تلفزيوني مساء الأربعاء أن "الدوافع تفوق هذه الرسوم الاثني عشر" لتبرير حرق السفارة الدانماركية, معتبرا أن الهدف هو "تخويف الدانمارك العضو غير الدائم في مجلس الأمن". وذكر أن "سوريا متهمة, في تحقيق جار, بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. وهذه فكرة جيدة ربما لتخويف الدانمارك قليلا".

يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه وكالة الأنباء الفرنسية أن صحيفة "يلاندس بوستن" الدانماركية قدمت اعتذاراتها للمسلمين لنشرها الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام, في رسالة سلمتها السفارة الدانماركية في العاصمة الجزائرية إلى الصحف الجزائرية الصادرة اليوم الخميس.


"
وزيرة الخارجية الأميركية اتهمت كلا من سوريا وإيران بتعمد إذكاء غضب الشارع الإسلامي لخدمة أهدافهما الخاصة
"

ردود دولية
من ناحية ثانية وجه الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وزير الخارجية البلجيكي كارل دي غوشت أمس الأربعاء نداء لوقف ما أسماها أعمال العنف غير المبررة على إثر نشر الرسوم الكاريكاتيرية، ودعا إلى صحافة حرة ومسؤولة.

وأكد دي غوشت ضرورة احترام المعتقدات الدينية, ولكنه رأى أن "مضمون هذه الرسوم لا يمكن أن يبرر العنف" الذي جرى في عدد من الدول الإسلامية.

وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أدان نشر صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الرسوم واعتبره استفزازا من شأنه أن يلهب المشاعر, بينما حث الرئيس الأميركي جورج بوش حكومات العالم على التصدي لما أسماها ردود الفعل العنيفة على الرسوم.

أما وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس فاتهمت كلا من سوريا وإيران بتعمد إذكاء غضب الشارع الإسلامي لخدمة أهدافهما الخاصة، وقالت في مؤتمر صحفي مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني في واشنطن إنه لا شيء يبرر حرق الممثليات الدبلوماسية.

المصدر : وكالات