جمعة غاضبة احتجاجا على الرسومات المسيئة للرسول

-

اقتحم إندونيسيون غاضبون مبنى يضم السفارة الدانماركية اليوم ومزقوا وأحرقوا العلم الدانماركي احتجاجا على قيام صحيفة بنشر رسومات كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
 
كما رشق المحتجون المبنى بالبيض بعد أن شقوا طريقهم عبر رجال الأمن إلى الردهة ثم غادروا بعد خمسة دقائق. وهتف بعضهم "نحن لسنا إرهابيين, نحن لسنا فوضويين, ولكننا ضد من يسبون الإسلام".
 
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الدانماركي بير ستيغ موللر أن صلاة الجمعة اليوم ستكون حاسمة بالنسبة لتطورات الأزمة التي خلفتها الرسوم الكاريكاتيرية.
 
وأضاف أن "لا أحد يعلم كم من الوقت ستستغرق الأزمة" الحالية، مشيرا إلى أن الغضب عم الأوساط الإسلامية والشوارع "وعلينا انتظار تطور الأمور اليوم الجمعة".
 
يوم احتجاج
وقد واصل العديد من الصحف الأوروبية إعادة نشرها للرسوم الكاريكاتيرية في وقت تصاعدت فيه حدة الغضب في العالم العربي والإسلامي, وطالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجعل الجمعة يوم احتجاج وغضب عالمي.
 
undefined
وقال رئيس الاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي في تصريحات للجزيرة إن إعادة نشر مؤسسات إعلامية أوروبية لهذه الرسومات ورفض الحكومة الدانماركية الاعتذار رغم كل الغضب الذي أظهره المسلمون، إنما يؤكد أن هناك حملة ضد الإسلام.
 
واعتبر أن سلاح المقاطعة لمنتجات الدول التي نشرت صحفها هذه الرسوم هو سلاح ناجح وفعال، وبدأ يؤتي أكله.
 

صحف فرنسية
وبعد أن نشرت صحيفة فرانس سوار الأربعاء نفس الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة غيلاندز بوستن الدانماركية في ديسمبر/كانون الأول الماضي, عادت صحيفة لوموند الشهيرة ونشرت رسما للنبي محمد عليه السلام بزعم الدفاع عن حرية التعبير.
 
ونشرت لوموند رسما للنبي الكريم احتل نصف مساحة صفحتها الأولى تحت توقيع رسام الصحيفة بلانتو, كما نشرت افتتاحية بعنوان "رسوم كاريكاتيرية حرة" في نفس العدد.
 
من جهتها أعلنت صحيفة ليبراسيون اليسارية أنها ستخصص ست صفحات في عدد الجمعة لقضية الرسوم الكاريكاتيرية للنبي الكريم, وستخصص رسمين اثنين من نفس الرسوم التي نشرتها الصحيفة الدانماركية, وهو ما ينطبق على أسبوعية "شارلي-أبدو" التي قررت إعادة نفس الرسوم في عددها القادم.
 
غضب إسلامي
وعن ردود الأفعال حيال قضية الإساءة للرسول الكريم صرح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بأن حرية الصحافة ينبغي ألا تكون مبررا لإهانة الأديان.
 
undefinedمن جانبه أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه يجب أن يكون لحرية الصحافة حدود, معتبرا تلك الرسوم الكاريكاتيرية "هجوما على القيم الروحية".

 
أما وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي فرفض ردود الفعل الإسلامية المنددة، وقال إنه يفضل "المبالغة في الكاريكاتير على المبالغة في الرقابة".
 
وفي الرياض عبر وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز عن أمنيته بأن يدين الفاتيكان بشدة نشر هذه الرسومات، وأكد رفض بلاده الضغوط التي تتعرض لها من الاتحاد الأوروبي بسبب حملة المقاطعة للمنتجات الدانماركية.
 
وفي سوريا -التي استدعت سفيرها من الدانمارك- احتج وزير الأوقاف لدى استقباله السفير الدانماركي على نشر هذه الرسوم، متهما اللوبي الصهيوني بالوقوف وراء هذه الأزمة، كما طالب مجلس الشعب السوري برلمانات العالم بالتحرك لمعالجة هذا الموضوع ومحاسبة المسؤولين عنه.
 
واضطرت النرويج لإغلاق مكتبها التمثيلي في الضفة الغربية إثر تطويق مسلحين مقر الاتحاد الأوروبي في غزة وإغلاقه ردا على نشر الرسوم المسيئة.
 
وأعلنت فصائل فلسطينية في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إهدارها لدم كل دانماركي أو فرنسي أو نرويجي موجود في الأراضي الفلسطينية احتجاجا على الإساءة للرسول الكريم.
 
وأغلقت ليبيا بعثتها الدبلوماسية في كوبنهاغن، بينما أعلن العديد من الدول العربية والإسلامية إدانته الصريحة للإساءة للرسول، ومنعت دول أخرى -من بينها المغرب- الصحف المسيئة من الدخول إلى أراضيها.
المصدر : الجزيرة + وكالات