واشنطن تدين اغتيال صحفية روسية بموسكو

f_File picture taken 17 March 2005 of Russian human rights advocate, journalist and author Anna Politkovskaya during the book fair in Leipzig, eastern
آنا بوليتكوفسكايا قد تكون ضحية الحرب في الشيشان (الفرنسية)

أعربت الولايات المتحدة عن "صدمتها" لنبأ اغتيال الصحفية الروسية آنا بوليتكوفسكايا وطلبت من موسكو أن تولي المسألة اهتماما زائدا لإحالة القتلة إلى القضاء.

 
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن "الولايات المتحدة تشعر بصدمة وقلق عميق لنبأ عملية القتل الوحشية التي استهدفت الصحفية الروسية المستقلة آنا بوليتكوفسكايا".
 
ووصف ماكورماك آنا بوليتكوفسكايا بأنها "صحفية لا تتعب من البحث والتقصي وتحظى باحترام كبير كونها عملت تحت الضغط المستمر للتهديدات بالقتل".
 
وذكر المتحدث أن واشنطن تطلب بإلحاح كبير من الحكومة الروسية إجراء تحقيق فوري وشامل للعثور على المسؤولين عن هذه الجريمة البغيضة وملاحقتهم ومحاكمتهم".
 
من جهته أعرب الرئيس الشيشاني علي ألخانوف عن أسفه  الشديد لاغتيال آنا بوليتكوفسكايا في موسكو، مشددا على ضرورة معاقبة الجناة، ودعا إلى فتح تحقيق ومعاقبة جميع الذين يقفون وراء اغتيالها.

 

"
منظمة العفو الدولية "  استهدفت بوليتكوفسكايا لشهادتها على انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان".
"

منظمة العفو


وفي السياق أعربت منظمة العفو الدولية التي تدافع عن حقوق الإنسان عن "غضبها" إثر مقتل الصحفية الروسية مؤكدة "أنها استهدفت بسبب عملها الصحفي الشاهد على انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان".
 
وجاء في بيان للمنظمة الدولية إن "منظمة العفو على يقين أن آنا بوليتكوفسكايا استهدفت بسبب عملها الصحفي الشاهد على انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان ومناطق أخرى في روسيا"، مبدية "حزنها وغضبها الشديدين".
 
ودعت السلطات الروسية إلى التحقيق في هذه الجريمة في شكل دقيق وحيادي ونشر نتائج التحقيق ومحاكمة مرتكبيها في إطار احترام القانون الدولي.
 
وقتلت آنا بوليتكوفسكايا بالرصاص السبت في موسكو، وهي معروفة بانتقادها الحرب في الشيشان وعن سوء استخدام الجيش الروسي هناك للقوة وتعامله مع المدنيين.
 
وعثر على جثتها في مصعد المبنى الذي تقطن فيه، وأعلنت النيابة العامة فتح تحقيق بتهمة "القتل عن سابق تصور وتصميم" من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
 
وحصلت آنا بوليتكوفسكايا على العديد من الجوائز في الخارج، وكانت نشرت كتبا عدة بينها كتاب "رحلة إلى الجحيم.. يوميات الشيشان" الذي كان له صدى واسع لدى صدوره في فرنسا عام 2000.

 
سلسلة تحقيقات
وشرعت مؤخرا في سلسلة تحقيقات ومقالات اتهمت فيها فصائل شيشانية موالية لموسكو بتنفيذ اغتيالات ضد شخصيات شيشانية تعارض الحكومة الموالية لروسيا في غروزني.
 
رغم الضغوط الحكومية المكثفة واصلت بوليتكوفسكايا انتقاداتها للقوات الروسية ولتعامل الكرملين مع الوضع المتفجر في القوقاز بصفة عامة. وكانت تقاريرها عن الحرب تخضع في معظم الأحيان لتدقيق من جانب أجهزة الأمن وتعرضت للاعتقال عدة مرات وشكت من تعرضها أحيانا للتهديد.
 
محققون يبحثون عن أدلة لمقتل الصحفية (الفرنسيةـأرشيف)
محققون يبحثون عن أدلة لمقتل الصحفية (الفرنسيةـأرشيف)

وأثار الحادث صدمة لدى أوساط الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان في روسيا، وسط تأكيدات بأن القتل مرتبط بموقف بوليتكوفسكايا من أزمة الشيشان.

 
وقد طوقت الشرطة الروسية البناية السكنية وبدأت النيابة تحقيقات في الحادث على أساس أنه جريمة قتل عمد.
 
كانت بوليتكوفسكايا تفاوضت مع المسلحين الشيشان الذين احتجزوا المئات بمسرح في موسكو عام 2002 قبل أن تنتهي العملية باقتحام القوات الروسية للمسرح مستخدمة غازا ساما ما أسفر عن مقتل العشرات من المسلحين والرهائن.
 
وفي عام 2004 لم تتمكن الصحفية من كتابة تقارير عن احتجاز رهائن بمدرسة بيسلان بأوسيتيا الشمالية حيث أصيبت بتسمم إثر تناول فنجان شاي على الطائرة التي كانت تقلها إلى هناك. وأنهت القوات الروسية العملية باقتحام قتل فيه نحو330 شخصا ما أثار انتقادات شديدة لقوى الأمن والجيش الروسي.
 
ومن أشهر الجرائم ضد الصحفيين في روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق قتل الصحفي الأميركي بول كليبنيكوف في يوليو/تموز عام 2004 رئيس تحرير الطبعة الروسية من مجلة فوربس.
 
واغتيل كليبنيكوف بأربع رصاصات بينما كان يغادر مكتبه في وسط موسكو ورجحت التحقيقات علاقة الحادث بمحاولة الصحفي الكشف عن عمليات اختلاس محتملة للأموال الروسية المخصصة لإعادة إعمار الشيشان.
المصدر : وكالات