بدء الاقتراع في الانتخابات العامة بأذربيجان


فتحت مكاتب الاقتراع في جمهورية أذربيجان السوفياتية السابقة أبوابها صباح اليوم أمام الناخبين لاختيار أعضاء البرلمان الـ125.

ووصف رئيس اللجنة الانتخابية المركزية مزاخير باناخوف الانتخابات بأنها حدث مهم جدا في تاريخ البلاد، لكن المصادمات التي جرت بين الحكومة والمعارضة قبل فترة بسيطة من موعد الانتخابات، أثارت شكوكا واسعة بإمكانية إجراء انتخابات نزيهة كما يؤمل.

من جانبه تعهد وزير الداخلية راميل يوسفوف بأن تعمل الشرطة بسرعة وبحسم لإخماد ما أسماه محاولات المعارضة لتعكير النظام العام خلال إجراء الانتخابات، متهما المعارضة بالسعي للصدام مع السلطات واستفزازها خلال الانتخابات وبعدها "لتشويه صورة الديمقراطية بالبلاد".

وشهد يوم أمس تصعيدا شديدا بين المعارضة والسلطات الحكومية التي اعتقلت بعض أعضاء المعارضة ومن بينهم مسؤول الحملة الانتخابية لزعيم الحزب الديمقراطي المعارض بأذربيجان رسول غولييف، وداهمت مقر الحزب والعديد من مقرات أخرى للمعارضة بحجة ورود معلومات عن وجود أسلحة فيها.

واتهمت المعارضة حكومة الرئيس إلهام علييف بالتحضير لعمليات تزوير في الانتخابات، فيما اتهمها هو بالتحضير لانقلاب مسلح بمساعدة بعض الوزراء في حكومته. وأدت الاعتقالات العديدة وحملات القمع العنيفة الموجهة ضد المظاهرات إلى مخاوف من حصول تزوير في الانتخابات، إذ اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن أعمال القمع هذه "خنقت كل أمل في انتخابات حرة ونزيهة".

من جانبها هددت أحزاب المعارضة التي تعتبر الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى ثورة في أوكرانيا مصدر إلهامها، بتنظيم موجة احتجاجات اعتبارا من الثلاثاء إذا حدث تلاعب في الانتخابات.

undefinedوتثير هذه التحذيرات القلق من تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية عام 2003 التي أوصلت علييف إلى السلطة والتي أعقبت الإعلان عن نتيجتها المشكوك فيها حوادث شغب واضطرابات استمرت عدة أيام.

ومن جانبه وجه علييف تحذيرا حازما لمن يمكن أن يكون قد وقع من وزرائه تحت إغراء "التآمر" مع المعارضة, وقال "لن نسمح لكم بالبقاء هنا والتآمر مع المعارضة وإعطائها أموالا للإطاحة بالرئيس". وأقال علييف اثنين من وزرائه في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويمثل الاستقرار في أذربيجان أهمية كبرى سواء للسلطة أو للغرب الذي استثمرت فيها مجموعاته النفطية مليارات الدولارات، إضافة إلى التمويل الذي قدمته واشنطن لبناء خط أنابيب إستراتيجي ومحطات تنصت على طول الحدود مع إيران.

يذكر أن عدد الناخبين المسجلين في أذربيجان نحو 4.66 ملايين إلا أن الفقر أدى إلى هجرة أكثر من مليونين منهم بحثا عن لقمة العيش إلى روسيا وأوكرانيا حيث لا يمكنهم المشاركة في التصويت.

وللمرة الأولى ستجرى الانتخابات كلها بنظام الأغلبية من دورة واحدة في حين أن الانتخابات السابقة عام 2000 جرت وفق نظام الأغلبية على مائة مقعد ونظام القائمة النسبية على المقاعد الـ25 الباقية، وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحقق الحزب الحاكم فوزا سهلا.

المصدر : الجزيرة + وكالات