تراجع الأحزاب الحاكمة في انتخابات البرلمان الأوروبي

طالبتان تركيتان أمام ملصق انتخابي للحزب الأشتراكي الديمقراطي يحمل صورة المستشار شرودر في أحد شوارع برلين

منيت معظم الأحزاب الحاكمة في 19 دولة أوروبية بهزيمة قاسية في الجولة الرابعة والأخيرة من انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت الأحد. وقد اتسمت هذه الانتخابات بضعف الإقبال على صناديق الاقتراع. لكن رئيس وزراء إسبانيا الجديد خوسيه لويس ثاباتيرو ينتظر أن يحظى بتأييد كبير لقراره سحب القوات الإسبانية من العراق.

فقد تعرض الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار الألماني غيرهارد شرودر لهزيمة قاسية في الانتخابات الأوروبية بعد حصوله على ما بين 22 و23% من الأصوات، وهو أدنى مستوى يسجله هذا الحزب منذ فترة ما بعد الحرب في انتخابات ألمانية على المستوى الاتحادي.

وكانت آخر هزيمة مني بها الحزب عام 1953 حين حصل في الانتخابات التشريعية التي جرت آنذاك على 28.8% من الأصوات. أما في الانتخابات الأوروبية التي جرت عام 1999 فقد حصل الاشتراكيون الديمقراطيون على 30.7% من الأصوات.

وفي المقابل تراجع الاتحادان المسيحيان -المعارضة المحافظة- وإن بنسبة ضئيلة حيث حصلا على 46.7% من الأصوات مقابل 48.7% حصلا عليها عام 1999، في حين حقق حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحكومي مع الاشتراكيين الديمقراطيين تقدما بحصوله 10.5% من الأصوات مقابل 6.4% عام 1999.

undefined

تقدم الاشتراكيين بفرنسا
وفي فرنسا أفادت استطلاعات للرأي بأن المعارضة الاشتراكية قد تحصل على ضعف أصوات حزب الرئيس جاك شيراك، أي ما بين 29 و30.9% من أصوات المشاركين في الانتخابات الأوروبية.

ويعني ذلك أن حزب شيراك الاتحاد من أجل حركة شعبية سيحصل على ما بين 16 و17% فقط من أصوات الناخبين، في حين يأتي الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية في المرتبة الثالثة بحصوله على ما بين 11 و13.1% وقبل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي لن يحصل إلا على ما بين 9.2 و10.7%.

كما أعطت الاستطلاعات نفسها الحركة من أجل فرنسا المعارضة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ما بين 7.3 و7.6%، وحزب الخضر ما بين 6 و7.1%، والحزب الشيوعي ما بين 5.1 و6%، واليسار المتطرف ما بين 2.5 و2.6%.

بلير وبرلسكوني يتراجعان
ويبدو أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيتلقى عقاب ناخبيه بسبب تأييده القوي غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة.

وفي إيطاليا يتوقع تضرر رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني في الانتخابات بسبب تأييده حرب العراق. وفي بولندا تسبب ارتفاع معدل البطالة إلى 20% وسلسلة فضائح في دعم شعبية الزعيم الزراعي أندري ليبر الذي يصف السياسيين البارزين بأنهم "رجال عصابات".

وفي هولندا تعرض الائتلاف الحاكم الذي يمثل يمين الوسط بانتكاسة بعد أن حقق الاشتراكيون وأنصار الاتحاد الأوروبي السابقون مكاسب محدودة.


undefinedإقبال ضعيف
وكان المواطنون الأوروبيون من 19 دولة استكملوا الأحد انتخاب أول برلمان للاتحاد الأوروبي منذ توسيعه، وسط إقبال ضعيف يعكس ميل القواعد الانتخابية لمعاقبة بعض حكوماتها في عدد من الدول الأوروبية.

فقد أكد مسؤولون برلمانيون أن نسبة تقدر بنحو 44.6%المائة من الناخبين أدلوا بأصواتهم في الاتحاد الأوروبي الذي صار يضم الآن 25 دولة، في تراجع عن نسبة الانتخابات الماضية التي جرت عام 1999 عندما كان الاتحاد مكونا من 15 دولة فقط والتي بلغت 49.8%.

وأشارت التوقعات إلى أن إقبال الناخبين في الدول الأعضاء الخمس عشرة القديمة -الذي بلغ 47.7% في المتوسط- كان أعلى قليلا من الإقبال في الدول الأعضاء العشر الجدد وأغلبها من الكتلة الشيوعية السابقة في شرقي أوروبا التي انضمت إلى الاتحاد الشهر الماضي، حيث قدرت نسبة الإقبال فيها بنحو 28.7% فقط في المتوسط.

وكانت نسبة الإقبال على التصويت في لاتفيا -وهي أول جمهورية سوفياتية سابقة يدلي سكانها بأصواتهم في الانتخابات الأوروبية- تزيد قليلا على 41%، وهي الأدنى منذ الاستقلال عن موسكو عام 1991. وقدرت النسبة في جمهورية التشيك بنحو 29%. وأشارت استطلاعات آراء الناخبين في كلا البلدين إلى أن المعارضة تفوقت على أحزاب الحكومة.

المصدر : الجزيرة + وكالات