مفاعل ديمونا يدخل مرحلة الخطر الإستراتيجي

r / A file picture taken August 6, 2000 shows

هنادي دويكات- فلسطين

يقع مفاعل ديمونا النووي أو ما يسمى "مركز الأبحاث النووية" الذي تحيط به أشجار عالية ونباتات كثيفة لإبعاده عن الأنظار, وسط صحراء النقب، كما أقيمت حول المفاعل أسلاك كهربائية وطرق لدوريات الحراسة فضلا عن بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات.

وتشير تقارير علمية وصور أقمار اصطناعية إلى أن ديمونا الذي يعد أهم منشأة نووية إسرائيلية, قد دخل في مرحلة الخطر الإستراتيجي بسبب انتهاء عمره الافتراضي، إذ تأسس قبل 40 عاما ومضى على عمره الافتراضي 10 سنوات. ويظهر ذلك جليا من خلال تصدعه وتحوله إلى مصدر محتمل لكارثة إنسانية تحصد أرواح مئات الآلاف من الضحايا إن لم يكن الملايين.

واستنادا للتقارير العلمية وصور الأقمار الصناعية الفرنسية والروسية التي نشرتها مجلة "جينز أنتلجنس ريفيو" المتخصصة في المسائل الدفاعية الصادرة في لندن عام 1999، يعاني المفاعل من أضرار جسيمة بسبب الإشعاع النيتروني الذي يحدث أضرارا بمبنى المفاعل بسبب إنتاج النيترونات فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى مما يجعله هشا وقابلا للتصدع.

فقد تآكلت جدران المفاعل العازلة لقدمه، كما أن أساساته تشققت وربما تنهار لتحدث كارثة نووية ضخمة. وعلى الرغم من استبدال بعض الأجزاء من المفاعل، فإن هناك خلافا جديا يدور حول ما إذا كان من الأفضل وقف العمل في المفاعل تماما قبل وقوع كارثة أو استمرار العمل.

ويرى الخبراء أن إصابة الكثير من سكان المناطق المحيطة بالمفاعل بالأمراض السرطانية والعاملين فيه أيضا, كان بسبب تسرب بعض الإشعاعات من المفاعل. إذ كشف تقرير أعدته القناة الإسرائيلية الثانية أن العشرات من عمال المفاعل النووي ماتوا بعد إصابتهم بالسرطان في وقت ترفض فيه إدارة المفاعل والحكومة الربط بين إصابتهم -ومن ثم موتهم- وبين الإشعاعات المتسربة.

القوة النووية الخامسة

undefinedوتعتبر إسرائيل القوة النووية الخامسة في العالم وذلك لحيازتها -إضافة للقنابل النووية التي يمكن إلقاؤها من الجو- رؤوسا نووية يمكن إطلاقها إلى مسافات تصل إلى 1500 كلم باستخدام صواريخ "أريحا".

وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك 200 قنبلة نووية إلا أن بعض المصادر الغربية تشير إلى امتلاك إسرائيل أيضا كميات كبيرة من اليورانيوم والبلوتونيوم تسمح لها بإنتاج 100 قنبلة نووية أخرى.

وتسعى إسرائيل لزيادة الكفاءة الإنتاجية لمفاعل ديمونا إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف كفاءته الحالية حيث ستزيد قوته من 28 ميغاوات إلى مائة. ويعد المفاعل أحد أكبر أسرار الحياة النووية في العالم، حيث تمسكت إسرائيل منذ إنشائه برفض عمليات التفتيش الدورية إضافة لرفض زيارات وكالة الطاقة الذرية الدولية.

كما ترفض إسرائيل التوقيع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية التي وقعتها الدول العربية، الأمر الذي يجعل المفاعل منشأة مجهولة لم يدخلها أحد من خارج إسرائيل منذ إنشائه.

ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت سجلات من محاكمة مردخاي فانونو الذي كان يعمل فنيا في مفاعل ديمونا، والمتهم بكشف أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي لصحيفة صاندي تايمز البريطانية قبل أن تتمكن المخابرات الإسرائيلية من اختطافه والحكم عليه بالسجن لمدة 18 عاما.

وسعى فانونو من نشر تلك الأسرار إلى تأكيد حقيقة كانت معروفة لدى الجميع وهي امتلاك إسرائيل أسلحة نووية والضغط عليها من أجل إخضاع برنامجها النووي للرقابة الدولية.
___________________
مراسلة الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة