شارون وقضية الجزيرة اليونانية

undefined

سيدي أحمد ولد أحمد سالم

عاد الحديث مجددا عن اتهام أرييل شارون بالتورط في قضايا فساد ورشوة وبرزت إلى السطح مرة أخرى قضية الجزيرة اليونانية "بتركولوس". فما هي قضية هذه الجزيرة؟ وما علاقة أرييل شارون بها؟ وما أهم الشخصيات المتورطة فيها؟

مشروع أكبر ملهى في العالم
كانت بداية الحديث عن قضية الجزيرة اليونانية "بتركولوس" في نهاية التسعينيات حينما قام رجل الأعمال الإسرائيلي ديفد أبل بمحاولة شراء الجزيرة اليونانية المعروفة باسم "بتركولوس"، في شهر حزيران/ يونيو 1998 لجعلها منتجعا سياحيا وتشييد كازينوهات للقمار عليها من أجل أن يكون بها أكبر منتجع ترفيهي في العالم.

ويعرف عنها أنها جزيرة صخرية تمتد على مساحة 30 ألف دونم وتبعد عن مطار أثينا مسافة 40 كيلومترًا.
وفي شهر يوليو/ تموز من السنة نفسها تبين أن أراضي الجزيرة تنقسم إلى قسمين: قسم منها منطقة آثار محمية تابعة لهيئة الآثار اليونانية وبالتالي يحظر البناء فوقها، أما القسم الثاني وهو الأكثر فتعود ملكيته إلى الكنيسة اليونانية وهي لا تريد بيع نصيبها من هذه الأرض، وهذا ما شكل عائقا شديدا دون امتلاك أبل للجزيرة.

تجنيد رجال السياسة



undefined

ومن أجل تذليل هذه العقبات قام أبل بفتح شبكة من العلاقات مع بعض رجال السياسة الإسرائيليين ممن لهم علاقات وتأثير على شخصيات سياسية يونانية؛ وعلى رأس هؤلاء أرييل شارون (وزير خارجية حكومة نتنياهو حينها) وإيهود أولمرت (رئيس بلدية القدس حينها)، فقام بتقديم خدماته لهما معا أثناء تنافسهما على زعامة حزب الليكود في أغسطس/ آب 1998 دون أن يعلم أي منهما أنه يساند الآخر ضده.

وفي الوقت نفسه تمكن أبل عن طريق بعض عملائه في اليونان من إقناع بعض السياسيين اليونانيين من زيارة إسرائيل مسهلا لهم لقاء نظرائهم في إسرائيل.

وحتى يضمن أبل تجنيد شارون في قضية شراء الجزيرة منح ابنه غلعاد –حسب بعض التقارير- مبلغ 100 ألف دولار وراتبا مقداره 20 ألف دولار شهريًا، على اعتبار أنه مستشاره في حين قصد أبل ان يجعل غلعاد مؤثرا على أبيه شارون. وقد زار وفد يوناني من الحزب الاشتراكي إسرائيل فرتب أبل لقاءه مع شارون بداية 1999، كما زار غلعاد الوفد في بيت أبل واستغل الأخير زيارة الوفد ليطرح مشروع شراء الجزيرة.

وتذكر بعض التقارير أن شارون حاول في تلك الآونة منح الجنسية الإسرائيلية لبطريرك يوناني له تأثير في الكنيسة التي تمتلك جزيرة بتركولوس.

وفي الفترة نفسها أحضر أبل رئيس بلدية أثينا إلى إسرائيل وكان ذلك في الظاهر محاولة لربط علاقة توأمة بين مدينة القدس ومدينة أثينا وفي الباطن سعي من أبل إلى الدفع بصفقة شراء الجزيرة المتعثرة إلى الأمام.

وتذكر التقارير الصحفية أن أبل دفع أكثر من 2.6 مليون دولار في محاولة لرشوة أرييل شارون وإيهود أولمرت.

هل سيستقيل شارون؟

بدأت الشرطة الإسرائيلية بالفعل التحقيق مع شارون بشأن قضية الجزيرة اليونانية لمعرفة ما إذا كان قد تسلم بالفعل رشوة من أبل الذي سبق وأن أدين الشهر الماضي بتهمة محاولته رشوة شارون.

ولو ثبتت التهمة فإن شارون سيكون ملزما بتقديم استقالته ومن المعلوم أن فترته في رئاسة الوزارء تنتهي عام 2007. وفي حالة ما إذا استقال فإن أربعة شخصيات مرشحة -حسب المراقبين- لخلافته هي: نائبه إيهود أولمرت ووزير الخارجية سيلفان شالوم ووزيرة التربية ليمور ليفنات ووزير المالية -وهو صاحب الحظ الأكبر- بنيامين نتنياهو (وكان قد تولى منصب رئاسة الوزراء في إسرائيل من عام 1996 إلى 1999). ويذكر أن وزير الدفاع شاؤول موفاز لا يمكنه خلافة شارون لأنه ليس عضواً في الكنيست.
_______________
الجزيرة نت
المصادر
1 – أرشيف الجزيرة نت
2 – الفضائح تضيّق الخناق على شارون
3 – هل اقتربت نهاية شارون السياسية ؟
4 – شارون وابنه وعدد من وزرائه متورطون في فضيحة فساد كبرى

المصدر : الجزيرة