تفجر العنف بهاييتي وواشنطن ترحب بمغادرة أرستيد

تفجرت أعمال العنف من جديد في هاييتي بعد أن غادرها الرئيس جان بيرتران أرستيد الذي خلق رحيله المفاجئ عن البلاد فراغا سياسيا كبيرا.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان إلى إرسال مواد إغاثة عاجلة إلى بورت أوبرنس وطلب من الهايتيين نسيان الخلافات والتصالح ونبذ العنف, وقال دو فيلبان عقب مكالمة هاتفية عاجلة من اليابان مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن هاييتي تحتاج إلى الدعم السياسي والاقتصادي لمساعدتها على النهوض من جديد.
وقد رحبت الإدارة الأميركية بمغادرة رئيس هاييتي جان بيرتران أرستيد بلاده وقالت إن رحيله عن السلطة ينسجم مع مصلحة هاييتي.
وجاء رد فعل واشنطن بعد ساعات من تحميل البيت الأبيض أرستيد مسؤولية الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد. ودعت الولايات المتحدة في بيان صدر في وقت متأخر أمس الرئيس أرستيد مجددا إلى أن يعيد النظر في مسألة بقائه في السلطة.
ولم يصدر أي رد فعل رسمي من جانب الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يقضي حاليا إجازته الأسبوعية في منتجع كامب ديفد بولاية ميريلاند.
الرسالة الأقوى
وقال مراسل الجزيرة في بورت أوبرنس إن رسالة واشنطن التي أعلنت في وقت متأخر مساء أمس وحملته مسؤولية الفوضى السياسية والاجتماعية في البلاد كانت أكثر وقعا على أرستيد من رسالة فرنسا التي دعته إلى النظر جديا في مسألة بقائه في السلطة.
وأضاف المراسل أنه لم يعرف حتى الآن ما ستؤول إليه أوضاع الفوضى السياسية والاجتماعية في هاييتي بعد مغادرة أرستيد لها مستجيبا لتهديدات المعارضة والضغوط الدولية التي دعته إلى وقف حمام الدم المتدفق في البلاد منذ ثلاثة أسابيع.
وأوضح أن من المتوقع أن تخرج جموع غفيرة من المعارضين في مسيرات عفوية للتعبير عن فرحتهم باستجابة أرستيد لحكم الشعب عليه. وأضاف أن حجم الضغوط الدولية التي مورست على أرستيد كانت كفيلة بتنحية أي رئيس في العالم.
وقال إن أرستيد تجنب بمغادرته المحاكمة التي توعدت بها المعارضة عن جرائم حقوق الإنسان والاتجار بالمخدرات التي يتهم باقترافها. وأوضح أن المعارضة تمتلك ملفات وأدلة تثبت تورط الرئيس بجرائم مدنية وعسكرية.
اللجوء السياسي
وأكدت مستشارة أرستيد ورئيسة مجلس وزرائه ليزلي فولتير أن أول رئيس منتخب للبلاد بعد عام 2000 غادر اليوم إلى جمهورية الدومينيكان المجاورة، وسط أنباء عن عزمه طلب اللجوء السياسي من هناك إلى المملكة المغربية أو بنما أو تايوان.
وقالت فولتير إن مغادرة أرستيد جاءت استجابة للتهديدات الداخلية والضغوط الدولية التي نصحته بالتنحي عن منصبه لوقف العنف المتفجر في هاييتي منذ بداية هذا الشهر.
من جهتها نفت وزارة الخارجية في تايوان تلقيها طلبا من أرستيد بمنحه حق اللجوء السياسي, لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية أعلن أن أرستيد قد تخلى نهائيا عن السلطة.
وكانت فرنسا الدولة المحتلة السابقة لهاييتي والولايات المتحدة التي أرسلت 20 ألف جندي لإعادته للسلطة عقب انقلاب العام 1994 قد دعتا أرستيد للاستجابة لمطالب الشعب من أجل مصلحة الدولة الكاريبية الصغيرة التي يسكنها ثمانية ملايين نسمة.