واشنطن تتفاوض مع بلغاريا بشأن محكمة الجنايات الدولية
تواجه بلغاريا المرشحة لعضويتي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" معضلة تكمن في مسألة اختيارها جانب الاتحاد أو الولايات المتحدة بشأن محكمة الجنايات الدولية.
وقال مسؤولون حكوميون ودبلوماسيون اليوم إن من المرجح أن تحذو صوفيا حذو جارتها رومانيا في الوقوف إلى الجانب الأميركي من مسألة المحكمة التي أسست في يوليو/ تموز الماضي من أجل ملاحقة المتهمين بارتكاب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
وتسعى حكومة رئيس الوزراء البلغاري سيمون ساكسيكو بيرغ -وهو ملك البلاد السابق الذي فاز في الانتخابات التي أجريت في يونيو/ حزيران 2001- للفوز بعضوية كل من الاتحاد الأوروبي والناتو واعتبار ذلك أولوية بالنسبة لسياسة حكومته الخارجية.
وتخشى واشنطن أن يكون جنودها العاملون في الخارج هدفا لملاحقة قضائية تحركها "دوافع سياسية"، وتسعى حاليا لعقد اتفاقات ثنائية مع دول عديدة -بينها بلغاريا- لمنح جنودها حصانة ضد الملاحقة، وهو الأمر الذي يقول الاتحاد الأوروبي إنه سيقوض عمل المحكمة.
وأبرمت رومانيا التي تسعى للانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، اتفاقا مع الولايات المتحدة الشهر الماضي بهذا الشأن أدى إلى صدور انتقادات أوروبية إزاءه.
غير أن وزير الخارجية البلغاري سولومون باسي قال إن بلاده -وخلافا لرومانيا- ستتشاور مع الدول الأوروبية قبل اتخاذها أي قرار بخصوص التعاون مع واشنطن، لكنه أضاف أن المعضلة تكمن في غياب موقف أوروبي موحد.
وبرزت إشارات من بريطانيا وإيطاليا -وهما من أبرز حلفاء الولايات المتحدة- إلى إمكانية عقد اتفاقات حصانة ثنائية مع واشنطن في خروج عن الموقف الأوروبي. ويقول دبلوماسيون إن من شأن الانقسامات الأوروبية أن تجعل من صدور قرار بلغاري بالاتفاق مع واشنطن أكثر سهولة.
ومن المتوقع أن تنضم بلغاريا إلى الحلف في قمته المقرر عقدها ببراغ في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، غير أنها ليست ضمن الدول العشر المقرر ضمها إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004. ويقول مسؤولون أوروبيون إنه من غير الوارد ضم كل من بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد قبل العام 2007.
ويقول محللون إن بلغاريا تسعى قدر الإمكان لتأخير اتخاذ قرار بهذا الشأن على أمل أن تصل كل من واشنطن وبروكسل إلى اتفاق بخصوص المحكمة. غير أن دبلوماسيا غربيا قال إن صوفيا -كما هو شأن رومانيا- تسعى لإرضاء الولايات المتحدة وهو أمر أكده مسؤول حكومي بلغاري.