واشنطن تنتقد سجل حلفائها في حقوق الإنسان


undefinedانتقدت الولايات المتحدة سجل حقوق الإنسان لدى بعض حلفائها في الحرب التي تقودها على ما تسميه الإرهاب. وشملت الانتقادات عددا من الدول بينها السعودية وتركيا وباكستان والسودان والعراق وإيران وأوزبكستان وتركمانستان وقرغيزستان إضافة إلى روسيا والصين وكوريا الشمالية.

لكن واشنطن اعتبرت في تقريرها عن عام 2001 أن توثيق الاتصالات مع هذه الدول مهم للتحاور معها، وأن ذلك سوف يساعد في نهاية الأمر على الحد من الانتهاكات.

وانتقد التقرير الصادر عن الخارجية الأميركية الهجمات التي شنها نشطاء فلسطينيون ضد إسرائيليين في حين قال إن إسرائيل احترمت حقوق الإنسان بصورة عامة، غير أنه لا تزال هناك مشاكل تتعلق بمعاملتها للمواطنين العرب, مشيرا إلى القيود التي تفرضها على حركة الفلسطينيين والتي تحول دون توجه آلاف منهم إلى أعمالهم.

وأشار التقرير إلى قيام قوات الأمن الإسرائيلية "باستخدام القوة المفرطة أحيانا مخالفة قواعدها في الاشتباك"، وأنها احتجزت معتقلين فلسطينيين منهم أطفال قصر في ظروف سيئة لا تتفق مع المعايير الدولية. وأضاف أن المحاكم الإسرائيلية تعامل الأطفال الفلسطينيين الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة كبالغين رغم قوانينها التي تنص على محاكمة من تقل أعمارهم عن 16 سنة كأحداث.

ووصف تقرير الخارجية الأميركية حالة السجون الفلسطينية بأنها "سيئة للغاية", واتهم المحاكم الفلسطينية بعدم الفعالية بحجة أن أحكامها كثيرا ما تلقى التجاهل ولا تنفذ. وأشار التقرير إلى أن سجل السلطة الفلسطينية لحقوق الإنسان لا يزال سيئا بصفة عامة ومستمرا في التدهور في عدة مناطق مع ورود تقارير موثوق بها عن وقوع انتهاكات وعمليات تعذيب في سجونها.

وانتقد التقرير استمرار الحكومة العراقية في مسؤولياتها عن قتل وتعذيب واختفاء مواطنين بسبب الاشتباه في تورطهم بجرائم اقتصادية واجتماعية وهروب من الخدمة أو بسبب تسترهم على مثل هذه الجرائم. واعتبر وزير الخارجية الأميركي كولن باول أن التقرير أعطى صوتا لمن لا صوت لهم وألقى الضوء على "أحلك الانتهاكات" وعرض أساسا لجدول أعمال عالمي لحقوق الإنسان تتابعه واشنطن.

وتعهد الوزير الأميركي في بيان صحفي بقوله "سوف نستكشف أيضا الفرص الجديدة التي خلقها التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب من أجل إنشاء وتوسيع وتعميق المناقشات مع الحكومات الأخرى بشأن مسائل حقوق الإنسان".

واعتبر تقرير وزارة الخارجية الأميركية في موقعها على شبكة الإنترنت أن أهم انتصارات العام لحقوق الإنسان هو إنهاء حكم حركة طالبان في أفغانستان الذي جاء نتيجة للحملة التي شنتها الولايات المتحدة هناك بالاشتراك مع حلفائها الأفغان.

وأشادت منظمة هيومان رايتس ووتش الأميركية المعنية بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك والتي استشهد التقرير ببياناتها بالحكومة الأميركية لعدم إحجامها عن انتقاد حلفائها, لكنها تساءلت بشأن ما إذا كانت الحرب ضد ما تسميه واشنطن الإرهاب قد وسعت الاتصالات مع منتهكي الحقوق.

وقد سعت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول إلى تكوين تحالف دولي ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن الذي تحمله واشنطن المسؤولية عن تلك الهجمات. وطلبت الولايات المتحدة من السعودية وباكستان ودول في آسيا الوسطى -تتهمها بانتهاك حقوق الإنسان- السماح للقوات الأميركية باستخدام قواعد في أراضيها ومجالها الجوي في ضرب أفغانستان.

كما وجه التقرير نقدا إلى دول تتعرض عادة لانتقادات الولايات المتحدة بشأن حقوق الإنسان مثل روسيا البيضاء وبورما وكولومبيا وكوبا وكينيا وليبيريا والمكسيك وكوريا الشمالية وأوكرانيا وفيتنام وزيمبابوي.

يشار إلى أن الولايات المتحدة تصنف كلا من العراق وإيران وكوريا الشمالية ضمن ما أسمته محور الشر. وقد تعرضت واشنطن لانتقادات بسبب ارتكابها مذابح في أفغانستان بسبب القصف العشوائي أثناء عملياتها العسكرية ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة وأسلوب تعاملها مع أسرى الجانبين إضافة إلى موقفها المؤيد لمجازر إسرائيل ضد الفلسطينيين.

المصدر : وكالات