جنوب أفريقيا تقترح صيغة جديدة لحسم خلافات ديربان

undefined

قال الاتحاد الأوروبي إن جنوب أفريقيا الدولة المضيفة لأعمال المؤتمر الدولي لمكافحة العنصرية تبنت صياغة جديدة لقضية الشرق الأوسط في محاولة منها لإبقاء المؤتمر في مساره بعد انسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل احتجاجا على ما وصف باللهجة المناهضة لإسرائيل في بيان المؤتمر.

undefinedفقد ذكر وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشيل في مؤتمر صحفي أن دول الاتحاد الأوروبي الخمس عشرة انتدبته للقبول بالمقترحات التي قدمتها وزيرة خارجية جمهورية جنوب أفريقيا نكوسازانا دلاميني زومبا التي تتضمن صياغة نص جديد تماما يمكن أن يؤدي إلى الخروج بإجماع بشأن قضية الشرق الأوسط.

وامتنع ميشيل الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي عن الإجابة عن أي أسئلة، غير أن متحدثا باسم الاتحاد الأوروبي قال إن دلاميني دعت مجموعة خاصة تشمل أعضاء الاتحاد الأوروبي للعمل في الوثيقة الجديدة.

ورفض المتحدث القول بما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيحذو حذو الولايات المتحدة وإسرائيل وينسحب إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط.


مشاركون في المؤتمر اعتبروا الانسحاب الأميركي تأكيدا للغطرسة الأميركية ومحاولة لحرمان الأفارقة من مناقشة التعويضات عن فترات العبودية

وقال مراسل قناة الجزيرة في ديربان إن معظم المشاركين في المؤتمر عبروا عن أسفهم من انسحاب الولايات المتحدة، لكنهم استبعدوا أن يؤثر هذا الانسحاب في سير أعمال المؤتمر، واعتبروه خسارة دبلوماسية لواشنطن وتل أبيب.

وذكر المراسل أن المجموعة الأوروبية أكدت أنها لن تنسحب برغم ما تروج له الولايات المتحدة من أن الدول الأوروبية ستلحق بها.

ونقل مراسل قناة الجزيرة عن بعض المشاركين قولهم إن الخطوة الأميركية تعبر عن شعورها بالغطرسة، كما نقل عن المجموعات الأميركية من أصول أفريقية قولها إن الانسحاب الأميركي الغرض منه حرمان الأفارقة من مناقشة التعويضات وصدور قرار بشأنها وأن القضية الفلسطينية لم تكن إلا غطاء استخدمته واشنطن لتبرر انسحابها.

وقال المراسل إن توصيات المؤتمر لن تكون شبيهة بقانون دولي لكنها تذكر بالتحالفات داخل الأمم المتحدة في السبعينات، وتشعر إسرائيل بالعزلة وخسران ما تبقى لها من مصداقية. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يقوم الآن بالدور الذي كانت تقوم به الولايات المتحدة بالضغط على المؤتمر للخروج بإدانة معتدلة لإسرائيل، وقرارات معتدلة أيضا بخصوص التعويضات وتمرير اتفاقيات معينة.


undefinedترحيب فلسطيني
من جهتهم رحب الفلسطينيون بانسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من المؤتمر، واعتبره الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني أحمد عبد الرحمن "صفعة تلقتها حكومة شارون"، وقال إنها "صفعة تلقتها حكومة لا تؤمن بالسلام ولا تؤمن بحلول سياسية بل تعتمد القوة العسكرية، وممارساتها العنصرية تم فضحها الآن على المستوى العالمي".

واعتبر أحمد عبد الرحمن الانسحاب أيضا "نصرا لكفاح الشعب الفلسطيني وتضحياته، واعترافا من العالم بأن تضحيات الفلسطينيين ضد الاحتلال وممارساته تلقى دعما وتأييدا مما شكل إنجازا من إنجازات انتفاضة الأقصى".

وقال عبد الرحمن إن انسحاب الوفد الأميركي ما هو إلا نوع من أنواع الفيتو الأميركي الذي تستخدمه واشنطن ضد أي قرار فيه إدانة لإسرائيل داخل أروقة مجلس الأمن الدولي.

الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عبر عن أسفه لذلك، وقال في مؤتمر صحفي عقده في كيغالي مع الرئيس الرواندي بول كاغامي إنه كان يفضل بقاء الولايات المتحدة داخل المؤتمر للعمل مع الآخرين حتى يمكن التوصل إلى "حل صحيح ونتيجة جيدة ولهجة مناسبة". غير أن عنان لم يذكر رأيه في انسحاب الوفد الإسرائيلي.

من جانبها أعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة والأمين العام للمؤتمر ماري روبنسون عن أسفها من انسحاب واشنطن ودعت إلى مواصلة الجهود للوصول إلى حل نهائي.

المصدر : الجزيرة + وكالات