الهيكلة والفقر وراء الرحيل عن الجيش الروسي

undefinedتواجه القوات المسلحة الروسية المتداعية مشكلة كبيرة تتمثل في الرحيل الجماعي لضباطها نتيجة الإصلاحات الهادفة لتقليص حجم الجيش وتدني المرتبات التي يحصلون عليها في وقت تتفاقم فيه الأزمة الاقتصادية في البلاد.

فقد قال وزير الدفاع سيرجي إيفانوف إن نحو 20 ألف روسي تركوا الجيش خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالي كما سيهجر 70 ألفا آخرون الثكنات بنهاية العام.

وأعلن إيفانوف أنه ونتيجة لهذا الخفض الكبير في عدد الجنود العاملين في صفوف القوات المسلحة فإن الموارد المالية الفائضة ستستخدم في شراء معدات وأسلحة جديدة للجيش الروسي المتآكل.

ويشرف إيفانوف الذي عين في مارس/ آذار على تطوير القوات المسلحة التي ستفقد 600 ألف فرد خلال الأعوام الخمسة المقبلة وهو ما يعادل خمس عدد القوات المسلحة -ومجموعهم ثلاثة ملايين يخدمون في 12 فرعا من فروع الخدمة العسكرية-.


المشكلة التي تواجه الفارين من خدمة الجيش الروسي هي أن الكثيرين منهم لا يملكون مؤهلات علمية تمكنهم من التعامل مع الحياة المدنية التي يخرجون إليها بعد سنوات طويلة من الخدمة العسكرية

بيد أن المشكلة التي تواجه الفارين من خدمة الجيش هي أن الكثيرين منهم لا يملكون مؤهلات علمية تمكنهم من التعامل مع الحياة المدنية التي يخرجون إليها بعد سنوات طويلة من الخدمة العسكرية.

ووقعت روسيا وحلف شمال الأطلسي الشهر الحالي اتفاقات للمساعدة في إعداد الجنود للحياة المدنية. وقال المتحدث باسم الحلف إنهم يشعرون بالسعادة لأن روسيا مهتمة بالاستفادة من خبرة الدول الأعضاء بالحلف فيما يتعلق بالإصلاح الدفاعي.

وتأمل موسكو اعتبارا من فصل الشتاء القادم في تدريب 100 متخصص لتقديم النصيحة للجنود بشأن البدء في أعمال خاصة بالحصول على الدعم والمنح والاستشارة القانونية.

وفي مراكز تعليم اللغات المنتشرة في شتى أنحاء البلاد أمضى الجنود السابقون أربعة شهور لتعلم الإنجليزية على أمل أن تكون اللغة المشتركة في مجال أعمال المدنية المقبلة.

ويحصل الضباط الصغار في الجيش الروسي الذي يعاني من عجز مالي على 1500 روبل (50 دولارا) في الشهر مما يرغم كثيرا منهم على القيام بعمل آخر كسائق سيارة أجرة لكسب المال اللازم لإطعام عائلاتهم وتوفير الملبس لهم.


يحصل الضباط الصغار في الجيش الروسي على 1500 روبل (50 دولارا) في الشهر بينما يحصل الضابط برتية عقيد على ثلاثة آلاف روبل أي 1200 دولار في العام

يحصل الضابط برتبة عقيد على ثلاثة آلاف روبل أي 1200 دولار في العام وهي نسبة بسيطة مما يحصل عليه عقيد في الجيش البريطاني الذي يصل أجره في العام إلى أكثر من 65 ألف جنيه إسترليني.

وأوضح الجنرال نيكولاي رزنيك كبير المسؤولين عن شؤون الموارد البشرية في الجيش الروسي أنه يتفهم تماما المشاكل المالية التي تواجه الجنود الذين يخدمون بلادهم.

وأضاف "أوضحت استطلاعات للرأي أن أغلبية الضباط الصغار الذين يتركون القوات المسلحة مستعدون للاستمرار في الخدمة ولكن حتى يتحقق ذلك فهم يريدون أن يتمكنوا من إعالة عائلاتهم حيث يعيش 45% من الضباط الصغار تحت مستوى خط الفقر".

المصدر : رويترز