تفاقم التوتر القبلي وصراعات الزعماء في قندهار

undefined

ـــــــــــــــــــــــ
مجلس شورى القبائل يجتمع في قندهار لبحث تقاسم السلطة وإنهاء الخلافات بين الزعماء البشتون ـــــــــــــــــــــــ
المتحدث باسم القائد غل آغا يؤكد أن الملا عمر وقيادات من طالبان موجودون في قندهار مع قوات الملا نقيب الله التي تسلمت أسلحتهم
ـــــــــــــــــــــــ
قوات من تحالف الشمال بقيادة القائد حضرت علي تشتبك بمدفعية الهاون مع مقاتلي القاعدة في توره بوره
ـــــــــــــــــــــــ

تعيش قندهار حالة من التوتر بسبب الصراعات بين زعماء القبائل والتي نشأت عقب انسحاب طالبان من المدينة أمس. وتقول مصادر أفغانية إن الاجتماعات مازالت مستمرة بين زعماء قبائل البشتون لوضع حد للفوضى التي شملت المدينة منذ انسحاب قوات طالبان منها. في غضون ذلك عاود الطيران الأميركي ظهر اليوم قصفه العنيف لمنطقة توره بوره الجبلية شرقي أفغانستان.

ونقلت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية عن سكان محليين قولهم إن معظم أجزاء المدينة الآن تحت سيطرة الملا نقيب الله أحد قادة المجاهدين السابقين في قندهار. لكن متحدثا باسم حاكم قندهار السابق غل آغا أعلن أن أغا سيطر على منزل الحاكم في المدينة، وأن الملا نقيب الله أعطي إنذارا ليسلم المدينة وإلا سيواجه العواقب.

وانعقد مجلس شورى محلي في قندهار في وقت سابق في محاولة لتهدئة التوتر القائم بين زعماء القبائل البشتونية الذين تسلموا المدينة من حركة طالبان.

وقال خالد بشتون المتحدث باسم حاكم قندهار السابق غل آغا إن الهدوء عاد إلى قندهار حيث لم تقع أي اشتباكات بين العناصر القبلية منذ ليلة أمس. وأضاف المتحدث أن اجتماع مجلس الشورى يهدف أساسا إلى تحديد تقاسم السلطة في قندهار.

وأشار إلى أن الأمر يتعلق بتحديد الموقف الواجب اتخاذه حيال الملا نقيب الله قائد المجاهدين السابق ومقره قندهار والذي سلمته قوات طالبان أسلحتها. ويشتبه غل آغا بأن الملا نقيب الله وقوات طالبان التي باتت موالية له تهدد استقرار الإدارة الأفغانية الجديدة وأنه يعتزم اغتيال شخصيات وطنية.

وكان خالد بشتون قد أكد في وقت سابق أنه تم تشكيل مجلس شورى من قادة القبائل البشتونية لتسوية الخلافات القبلية والسيطرة على مجريات الأمور في قندهار. وأوضح أن المجلس يضم رئيس الحكومة الانتقالية حامد كرزاي وغل آغا والملا نقيب الله.

undefinedوكان كرزاي قد قال في لقاء هاتفي مع الجزيرة إن القوات التي دخلت قندهار كانت قوات مشتركة. كما أعلن أنه ليس بصدد دخول قندهار بل سيتوجه إلى العاصمة كابل. وقال أيضا إن الملا محمد عمر لم يستجب للعفو المشروط الذي عرضه عليه بل اكتفى بالاختفاء من قندهار، وتعهد بالعثور عليه هو وبن لادن لتقديمهما إلى ما أسماه العدالة الدولية.

الوضع الميداني
وعلى الصعيد الميداني أكد موفد الجزيرة من منطقة توره بوره أن قاذفة بي 52 أميركية قصفت مواقع يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة في توره بوره. وحلقت الطائرة طويلا في أجواء المنطقة قبل إلقاء مجموعة من القنابل. وتصاعدت سحب الدخان والغبار في السماء فوق جبل ميلاوا الذي استهدفه القصف حيث يعتقد أن هناك كهوفا ومغارات يتحصن بها مقاتلو القاعدة.

undefinedوكانت قوات من تحالف الشمال بقيادة القائد حضرت علي قد واصلت معاركها ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في منطقة توره بوره الجبلية بشرق أفغانستان. وقال حضرت علي إن أسامة بن لادن لا يزال مختبئا على الأرجح هناك. وقالت الأنباء إن الجانبين تبادلا القصف بقذائف الهاون.

وكان حضرت علي قد أعلن أثناء زيارة إلى الخطوط الأمامية أن توره بوره أصبحت وراءهم وهم يتقدمون الآن إلى منطقة أخرى. ونقل عنه القول إن المقاتلين العرب طلبوا مهلة خمسة أيام للخروج من المنطقة.

وأكد موفد الجزيرة إلى هناك أن قوات القاعدة تتمركز في هذه المنطقة، وهو الدافع وراء الغارات الأميركية المكثفة عليها. وأشار إلى أن مقاتلي حضرت علي تقدموا إلى سفوح سلسلة مرتفعات الجبل الأبيض الذي تقع توره بوره في قمته. وأوضح أن المعارك في هذه المنطقة لن تكون سهلة أبدا حيث تنتشر سلسلة مرتفعات جبلية توجد بها كهوف تساعد العناصر المتحصنة على المقاومة والتصدي بقوة لقوات التحالف.


undefined

مصير الملا عمر
وفي السياق ذاته أعلن خالد بشتون للقناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني أن الملا محمد عمر وبعض القادة الآخرين لطالبان موجودون مع الملا نقيب الله. وأضاف بشتون أن مجموعة الملا عمر في مكان آمن بقندهار ولن يقبض عليهم نقيب الله إلا إذا طلب منه تسليمهم.

وأعرب بشتون عن اعتقاده بأن ألفا من قيادات طالبان ما زالوا مع الملا عمر. وقال بشتون إن ما بين 250 و300 من المقاتلين العرب الموالين لطالبان ما زالوا متحصنين في مطار قندهار الذي يخضع حاليا لسيطرة قوات مناوئة لطالبان وأوضح أنه من الصعب إقناع هؤلاء المقاتلين بالاستسلام.


undefinedالقوات الأميركية
وأكد قائد العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان الجنرال تومي فرانكس أن الولايات المتحدة لا تعرف حتى الآن مكان زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وقال الجنرال فرانكس في مؤتمره الصحفي الأسبوعي إن تقارير المخابرات لا تتفق على مكان وجود الملا محمد عمر وبن لادن والقادة الآخرين، مشيرا إلى أن عدم معرفة مكان الملا عمر لا يدفعه إلى الاعتقاد بأنه اختفى.

ووصف فرانكس الوضع في قندهار بأنه ما زال غير مستقر وأن الأمر قد يستغرق يومين أو ثلاثة لتقييم الموقف في المدينة. ولم يستبعد دخول قوات مشاة البحرية الأميركية إلى قندهار.

وأشار الجنرال الأميركي إلى أن قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) هاجمت مقاتلين لطالبان وتنظيم القاعدة أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، لكنه لم يستطع تحديد عدد دقيق لمقاتلي طالبان الذين غادروا قندهار، وذكر أن العدد يبدو أنه ليس كبيرا.

المصدر : الجزيرة + وكالات