أطفال اللاجئين يقضون مضجع هونغ كونغ

Refugees from Africa perform during an awareness arts show on refugees in Hong Kong June 16, 2016. REUTERS/Bobby Yip
لاجئون أفارقة يشاركون في يوم للتوعية في هونغ كونغ (رويترز)

يتزايد عدد الأطفال المولودين للاجئين والذين لا يحملون جنسية في هونغ كونغ حيث ارتفع عدد طالبي اللجوء في هذه المقاطعة التابعة للصين لأكثر من ثلاثة أمثاله في العامين الأخيرين، الأمر الذي أثار انزعاج السكان والنواب.

وفي الوقت الذي تكافح فيه أوروبا في مواجهة تدفق اللاجئين الهاربين من القتال في سوريا، يقبل على هونغ كونغ طالبو لجوء من دول آسيوية مثل بنغلاديش والهند وباكستان وفيتنام، بالإضافة إلى عدد محدود من أفريقيا.

لكن نشطاء حقوقيين ومنظمات أهلية تتهم السلطات في المدينة التي تحكمها الصين بالتسويف في قبول الطلبات لتفادي تدفق المزيد من اللاجئين.

وبلغ عدد الطلبات التي وافقت عليها سلطات المدينة 52 طلبا فقط من بين أكثر من ثمانية آلاف طلب منذ عام 2009. وينتظر أكثر من 11 ألفا قدموا طلبات للجوء البت فيها، علما أن بعضهم ينتظر منذ أكثر من 15 عاما.

مستقبلنا ضاع
وقال رئيس اتحاد اللاجئين في هونغ كونغ أغوما إبراهيم "مستقبلنا ضاع منذ 11 عاما، لذا فنحن نفكر في مستقبل أولادنا". وأضاف "أولادنا بلا جنسية. وليس لدينا وثائق سفر. لا شيء".

وإبراهيم قادم من توغو في غرب أفريقيا. ورغم أن ابنه وابنته ولدا في هونغ كونغ، فهما من بين أكثر من 580 طفلا ولدوا للاجئين حرموا من حق الإقامة، الأمر الذي يعني استحالة حصولهما على وظيفة أو السفر إلى الخارج.

وتدفع حكومة هونغ كونغ -المستعمرة البريطانية السابقة- 30% من كلفة تعليم الأطفال في المدارس لكن قلة قليلة فقط من الآباء من تتمكن من سداد الباقي لأنه غير مسموح لهم بالعمل بشكل قانوني خلال فترة انتظار البت في وضعهم. وقد أصبح اللاجئون موضوعا حساسا لسكان المدينة والسياسيين، وكثيرا ما توجه وسائل الإعلام أصابع الاتهام لهم في ارتفاع معدلات الجريمة.

‪طفلتان من بنغلاديش مع أهلهما اللاجئين في هونغ كونغ‬ طفلتان من بنغلاديش مع أهلهما اللاجئين في هونغ كونغ (رويترز)
‪طفلتان من بنغلاديش مع أهلهما اللاجئين في هونغ كونغ‬ طفلتان من بنغلاديش مع أهلهما اللاجئين في هونغ كونغ (رويترز)

وقال المستشار التعليمي لجمعية الطلبة الباكستانيين في هونغ كونغ رضوان الله إن مثل هذه التصورات تغذي مشاعر التحامل على اللاجئين وهو ما يؤدي بدوره إلى التمييز. وأضاف "هؤلاء ليسوا مجرمين، ولا يريدون سوى تحسين وضعهم".

وطالب سياسيون بتشديد القيود بعد أن أقرت الحكومة آلية لفحص حالات اللاجئين عام 2014 لاختيار من تنطبق عليهم معايير اللجوء وفقا للقانون الدولي.

مكان مريح
وقال المسؤول بالحزب الليبرالي دومينيك لي "هونغ كونغ مكان مريح للغاية وحكومتنا كانت في غاية الكرم مع من يطلبون اللجوء".

وأضاف لي الذي يطالب بإعادة اللاجئين لبلادهم وإقامة مخيمات فيها، إن "هذا يوفر حافزا هائلا لقدوم هؤلاء اللاجئين المزيفين إلى هونغ كونغ واستغلال الوضع".

ولم ترد الحكومة على الفور على طلب للتعليق على هذا الموضوع، لكنها سلمت في وثيقة تشريعية هذا العام بضرورة تطوير عملية الفحص التي تستغرق وقتا طويلا. وخلال السنوات الخمس الماضية رفعت عدد العاملين الذين يتولون فحص اللاجئين إلى أكثر من مثليه.
 
ويرى العضو السابق في حزب بنغلاديش الوطني محمد قاضي إن هونغ كونغ أفضل مكان للهرب من الخطر الذي قال إنه كان يحدق بأسرته في بلاده.

ويأمل محمد الاستقرار بصفة دائمة في هونغ كونغ رغم أن أسعار المنازل هي الأعلى عالميا لكنه يعجز عن إرسال ابنتيه شاه ضياء (خمس سنوات) وسامية (ست سنوات) إلى المدرسة. وأضاف قاضي (40 عاما) دون الخوض في أي تفاصيل "أريد لطفلتي مستقبلا طيبا. إذا عدنا إلى بنغلاديش سنموت".

المصدر : رويترز