المجر تكشف ملابسات قضية "شاحنة الموت"

Forensic police officers inspect a parked truck in which up to 50 migrants were found dead, on a motorway near Parndorf, Austria August 27, 2015. REUTERS/Heinz-Peter Bader/File photo
خبراء الطب الشرعي يعاينون الشاحنة لدى اكتشافها في أغسطس/آب 2015 (رويترز-أرشيف)

أكملت الشرطة المجرية والأوروبية تحقيقات استمرت عامين في قضية الشاحنة المبردة التي ضبطت على طريق سريع في النمسا وفيها 71 جثة لمهاجرين ماتوا اختناقا، وستوجه تهما بالقتل لأفراد شبكة تهريب تضم أفغانيا وسبعة بلغاريين يشتبه في تدبيرهم الرحلة القاتلة.

وعقد ضباط كبار في شرطة المجر ويوروبول مؤتمرا صحفيا في بودابست أمس الأربعاء لتوضيح مسار التحقيق في القضية التي أحدثت صدمة في أوروبا، على أن يتم بعد ذلك تسليم أوراق القضية للادعاء العام في المجر.

قال المسؤول المجري إن زعيم الشبكة يعيش في المجر منذ 2013 ويهرب المهاجرين منذ فبراير/شباط 2015، مضيفا أنه كسب نحو 1.5 مليون يورو مع هذه الشبكة التي نشطت منذ مايو/أيار حتى أغسطس/آب، وكسب أكثر من ذلك بكثير في الشهور التي سبقتها. وقال إنه كان يحول الأموال إلى أفغانستان

وقال رئيس مكتب التحقيق الوطني في دائرة الهجرة غير النظامية في المجر زولتان بوروس إن ثمانية أشخاص موقوفين في بلاده على ذمة القضية، وإن مذكرات صدرت بحق ثلاثة بلغار آخرين يشتبه في عملهم سائقين لدى شبكة التهريب التي كانت تتخذ من المجر مقرا لها. وأوضح أن الشبكة تضم زعيما أفغانيا، وتسعة بلغاريين يديرون عمليات القيادة، وبلغاريا لبنانيا مهمته شراء الشاحنات.

اعترفوا
وأبلغ بوروس الصحفيين أن بعض المتهمين أدلوا باعترافات كاملة عن دورهم في القضية، بينما نفى آخرون أي دور لهم في الجريمة التي قضى جراءها 71 لاجئا من سوريا والعراق وأفغانستان، جرى تكديسهم في مؤخرة شاحنة صغيرة تحركت من منطقة الحدود بين صربيا والمجر في طريقها إلى بودابست.

ومضى المسؤول المجري قائلا إن زعيم الشبكة يعيش في المجر منذ 2013 ويهرب المهاجرين منذ فبراير/شباط 2015، مضيفا أنه كسب نحو 1.5 مليون يورو مع هذه الشبكة التي نشطت منذ مايو/أيار حتى أغسطس/آب، وكسب أكثر من ذلك بكثير في الشهور التي سبقتها. وقال بوروس إنه كان يحوّل الأموال إلى أفغانستان.

من جهته كشف مدير وحدة مكافحة تهريب البشر في يوروبول روبرت كريبينكو أن سوق التهريب "مزدهرة"، موضحا أنه "جرى التعرف على أكثر من 12 ألف مشتبه به جديد في تهريب البشر هذا العام"، وأضاف "بحسب تقديراتنا حققت هذه السوق الإجرامية في أوروبا إيرادات تراوحت بين خمسة مليارات وستة مليارات يورو (5.60 مليارات إلى 6.7 مليارات دولار) هذا العام".

بعد اجتياز مئة كيلومتر انخفض الأوكسجين في صندوق الشاحنة إلى مستويات خطرة، وتوقف السائق ومرافقوه الذين كانوا يتحركون معه في سيارات من طرازي أودي وبي أم دبليو عدة مرات، لكنهم واصلوا التحرك رغم الكارثة التي كانت في طريقها للحدوث

تفاصيل الرحلة
ووفقا لبوروس بدأت الرحلة عندما اتصل زعيم الشبكة الأفغاني بأحد شركائه في صربيا الذي أرسل له المهاجرين مجمعين بحسب الوجهة عبر حدود المجر. وكان من المفترض أن  يصلوا الفجر على متن شاحنات تتجه غربا.

وفي الساعة الثالثة من صباح يوم 27 أغسطس/آب 2015، غادر سائق بلغاري مدينة كيشكميت في شاحنة فولفو مجرية وتحرك جنوبا. وأخذ المهاجرين من مكان قريب من معبر على الطريق السريع على الحدود الصربية المجرية، وانطلق بهم إلى بودابست.

وبعد اجتياز مئة كيلومتر انخفض الأوكسجين في صندوق الشاحنة إلى مستويات خطرة. وتوقف السائق ومرافقوه الذين كانوا يتحركون معه في سيارات من طرازي أودي وبي أم دبليو عدة مرات، لكنهم واصلوا التحرك رغم الكارثة التي كانت في طريقها للحدوث.

ووقفا لخبراء طبيين وخبراء سيارات، فقد نفد الأوكسجين عندما كانت الشاحنة والسيارات المواكبة لها تستخدم طريقا دائريا للوصول إلى بودابست. وتوفي المهاجرون في الوقت الذي وصلت فيه الشاحنة إلى الطريق السريع أم 1 المؤدي إلى فيينا.

لكن الشاحنة واصلت طريقها وعبرت إلى النمسا حيث توقفت على الطريق، وركب السائق في إحدى سيارات الأودي. وعثر على الشاحنة بحلول ظهيرة اليوم التالي وبداخلها الجثث متكدسة.

وقال بوروس إن "جشع زعيم هذه الشبكة الإجرامية المعدوم الضمير هو السبب في هذه المأساة"، مضيفا أنه "بعد يوم واحد من العثور على هذه الشاحنة المليئة بالجثث، كدست الشبكة ذاتها 67 مهاجرا في شاحنة أخرى مثلها". وذكر أن الشرطة اعترضت طريق الشاحنة الأخرى في جولز بالنمسا في الوقت المناسب، لكن "المهربين كانوا يواصلون عملهم كالمعتاد رغم تلك المأساة".

المصدر : أسوشيتد برس + رويترز