الصقيع يهدد أطفال المهاجرين و لا يبطئ تدفقهم

Migrants walk through a field after crossing the border from Macedonia, near the village of Miratovac, Serbia, January 19, 2016. REUTERS/Marko Djurica
لاجئون يتنقلون داخل أراضي صربيا في درجات حرارة متدنية (رويترز)

يهدد الصقيع وتساقط الثلوج صحة أطفال اللاجئين الهاربين من النزاعات في الشرق الاوسط، لكنه لا يبطئ تدفقهم عبر أوروبا مع وصول 31 ألفا منهم إلى الجزر اليونانية منذ مطلع العام الحالي.

وقالت فالنتينا بولينباك المتحدثة باسم منظمة "سايف ذي تشيلدرن" -في اتصال هاتفي من موقعها على الحدود بين صربيا ومقدونيا المكسوة حاليا بالثلوج- إن الأطفال "في وضع بائس تماما".

وحذرت من احتمالات الإصابة بأعراض "التجمد والالتهاب الرئوي وأمراض أخرى خطيرة" مؤكدة أنها شاهدت أطفالا يرتجفون من البرد بحيث أصبحت شفاههم زرقاء.

فلدى وصولهم الحدود مع صربيا بعد مرورهم بمقدونيا، على المهاجرين القاصدين أوروبا للجوء عبور مسافة كيلومترين سيرا وسط طبقة كثيفة من الثلوج للوصول إلى أول نقطة استقبال صربية في ميراتوفاتش.

وأقيمت أماكن الاستقبال في مستوعبات وخيم مجهزة بوسائل تدفئة، لكن ذلك لا يجنب اللاجئين الانتظار لساعات بالخارج وهم يحاولون بشتى الوسائل حماية أطفالهم الذين يلفونهم غالبا بأغطية وسط درجات حرارة متدنية إلى ما تحت الصفر. وينتظر اللاجئون وسيلة نقل، حافلة أو قطارا، تمكنهم من متابعة رحلتهم نحو كرواتيا ثم إلى أوروبا الغربية.

منهكون وخائفون
وأوضحت بولينباك أن السلطات الصربية "كثفت" جهودها لمساعدة المهاجرين على مواجهة البرد القارس، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة التعاطي مع المشكلة بما "يليق بالكرامة الانسانية".

من جهتها، قالت منظمة يونيسيف إن أطفال اللاجئين يصلون "منهكين جسديا وفي حالة خوف، وغالبا ما يكونوا بحاجة لمساعدة طبية".

وقد وصل الى أوروبا خلال العام 2015 أكثر من مليون مهاجر ولاجئ نصفهم من سوريا وفق الأمم المتحدة. وبالرغم من قساوة الشتاء ما زالوا يتدفقون بالآلاف إلى أوروبا.

لاجئون مع أطفالهم يعبرون قرب قرية ميراتوفاك الصربية (رويترز)
لاجئون مع أطفالهم يعبرون قرب قرية ميراتوفاك الصربية (رويترز)

وتشير تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى تسجيل وصول 31 ألف شخص إلى اليونان منذ بداية السنة، أي أكثر بـ 21 مرة من عددهم في يناير/ كانون الثاني 2015. وقضى 77 شخصا أثناء هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر بين الأول من يناير/كانون الثاني حتى 18 منه.

وفي اليونان، تعرض خفر السواحل لانتقادات وزير البحرية بعد أن أرغموا مهربا تركيا مفترضا على مشاهدة جثث ثلاثة أطفال قضوا أثناء عبور بحر إيجه حتى أجهش بالبكاء.

وفي حال استمرار عمليات الوصول بهذه الوتيرة فإنها قد "تتجاوز بكثير الرقم القياسي الذي سجل عام 2015 وهو 853650 شخصا" وفق لمنظمة الدولية للهجرة. وينتمي حوالى 90% من هؤلاء النازحين إلى فئات تسمح لها بلدان البلقان بمتابعة طريقها نحو أوروبا الشمالية، أي السوريين والعراقيين والأفغان.

ممر خانق
وعلى الطريق الذي يسلكه المهاجرون، تنوي النمسا عدم السماح بعد الآن بدخول أراضيها للساعين للوصول إلى إسكندنافيا، على غرار ما فعلت ألمانيا. وهذا التدبير من شأنه أن يخلق ممرا خانقا في سلوفينيا وكرواتيا وصربيا ومقدونيا، أو أن يؤدي إلى تشديد القيود على حدود هذه البلدان.

وطالبت منظمة "أطباء بلا حدود" الاتحاد الأوروبي بإنشاء "معابر آمنة" لطالبي اللجوء إلى أوروبا، منددة بـ "فشله الكارثي" في إدارة أزمة المهاجرين.

وتنتقد "أطباء بلا حدود" غياب "البديل عن رحلة بحرية دامية" لأولئك الذين يهربون من الحرب وكذلك "استمرار تكاثر" الإجراءات الإدارية لتسجيل طالبي اللجوء الذين يصلون إلى الأراضي الأوروبية.

ولفت صندوق النقد الدولي في توقعاته الاقتصادية العالمية الجديدة إلى أن تدفق المهاجرين يمثل "مشكلة خطيرة" بالنسبة لسوق العمل في أوروبا، ويتطلب تدابير استيعاب لـ "تحريك" المنافع الاقتصادية على المدى الطويل.

المصدر : الفرنسية