ألمانيا استوعبت مليون لاجئ واحتوت المعترضين

ن من ديسمبر كانون أول مثل الحدث الأبرز بألمانيا 2015. الصورة للاجئين أمام مركز استقبالهم بالعاصمة برلين . الجزيرة نت
لاجئون أمام مركز استقبال في برلين (الجزيرة نت-أرشيف)

خالد شمت-برلين

غطت أزمة موجات اللاجئين القادمين من مناطق الحروب والأزمات على ما عداها من القضايا، وتحولت إلى حدث عام 2015 في ألمانيا التي أعلنت سلطاتها في 8 ديسمبر/أيلول تسجيل وصول اللاجئ رقم مليون إلى البلاد.

وأخذ الحديث حول موضوع اللاجئين منحى متزايدا داخل المجتمع الألماني منذ منتصف يوليو/تموز الماضي، بعد تعبير الطفلة الفلسطينية ريم سحويل ذات الأربعة عشرة عاما بكلمات باكية للمستشارة أنجيلا ميركل عن معاناتها وأسرتها اللاجئة في ألمانيا منذ أربع سنوات، من سيف الترحيل القسري المسلط عليهم بسبب رفض طلب لجوئهم.

وواكب هذا الحديث الشهير بين المستشارة الألمانية والطفلة الفلسطينية اللاجئة إعلان حكومة مقدونيا في التوقيت نفسه عزمها إلغاء تجريم دخول أراضيها للاجئين المتوجهين إلى دول أوروبية أخرى، وعقب هذا الإعلان تدفقت أعداد اللاجئين القادمين من تركيا إلى اليونان ومقدونيا وصربيا والمجر، في طريقهم إلى دول شمال أوروبا وفي مقدمتها ألمانيا.

أعداد متزايدة
وسجلت أعداد طالبي اللجوء القادمين إلى ألمانيا عبر طريق البلقان مستوى قياسيا مطلع سبتمبر/أيلول بوصولها إلى 303 ألفا و443 شخصا، وأدى إعلان الجهاز المركزي الألماني خلال الوقت نفسه عن عدم إعادة اللاجئين السوريين الذين وصلوا ألمانيا إلى الدول الأوروبية التي جاؤوا منها، لتضاعف أعداد اللاجئين القادمين من المجر إلى ولاية بافاريا الجنوبية المحاذية لحدود ألمانيا مع النمسا.

مظاهرات ببرلين معارضة لسياسة ميركل للجوء ومطالبة باستقالة المستشارة(الجزيرة)
مظاهرات ببرلين معارضة لسياسة ميركل للجوء ومطالبة باستقالة المستشارة(الجزيرة)

وفي اليوم التالي لإعلان المستشارة ميركل برفقة نظيرها النمساوي فيرنر فايمان في الرابع من سبتمبر/أيلول تعطيل العمل مؤقتا باتفاقية دبلن لمواجهة اكتظاظ أعداد ضخمة من اللاجئين في المجر، تدفق عدد كبير من الباحثين عن حماية من بودابست إلى ألمانيا عبر النمسا.

ولم يؤثر إعلان ألمانيا في 13 سبتمبر/أيلول فرض رقابة وقتية على حدودها وتعطيل العمل باتفاقية شنغن، على استمرار موجات اللاجئين الذين بلغوا 164 ألفا في نهاية الشهر نفسه، الذي شهد أيضا إقرار حكومة ميركل أول تشديد لقانون اللجوء دخل حيز التنفيذ في 24 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول، كشفت إحصائية رسمية تسجيل دخول عشرة آلاف طالب لجوء يوميا إلى ألمانيا. وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني أعلن وزير الداخلية توماس ديميزير إعادة إخضاع اللاجئين السوريين مجددا لمعايير اتفاقية دبلن. وفي نهاية الشهر نفسه، واكب إعلان الحكومة الألمانية عزمها إعادة اللاجئين الأفغان إلى بلادهم، كشف الجهاز المركزي للجوء والهجرة أن 206 آلاف لاجئ وصلوا إلى لألمانيا في نوفمبر/تشرين الثاني.

وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول، كشفت تقديرات رسمية عن وصول أعداد طالبي اللجوء القادمين إلى ألمانيا منذ بداية العام إلى مليون شخص، منهم نحو ثلاثمئة ألف لم يتم تسجيلهم رسميا.

معارضة وتعديات
وواكب موجات اللاجئين القادمين إلى ألمانيا جدل سياسي وإعلامي ومجتمعي غير مسبوق، وتصاعدت حدة انتقادات تيارات سياسية مختلفة -من بينها الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل- لسياسة "الأذرع المفتوحة" التي تبنتها ميركل للترحيب باللاجئين.

وزادت أزمة اللاجئين من شعبية حزب "بديل لألمانيا" اليميني المتطرف المعادي للاجئين والإسلام، وتخطى الحزب لأول مرة نسبة 10% في استطلاعات الرأي نهاية نوفمبر/تشرين الأول.

وكشفت إحصائية لشرطة مكافحة الإجرام الألمانية عن تسجيل أكثر من 820 حادث تعدٍّ بأشكال مختلفة -من بينها إشعال النيران- ضد مراكز اللجوء في البلاد منذ بداية العام.

وحسم الحزب المسيحي الديمقراطي الجدل المثار حول مواقف بعض قيادييه من سياسة زعيمته أنجيلا ميركل للجوء، وعبر قادة الحزب في مؤتمرهم السنوي العام في منتصف ديسمبر/كانون الأول عن دعمهم الكامل لهذه السياسة.

المصدر : الجزيرة