أبرز الإضرابات الفردية للأسرى الفلسطينيين

هشام أبو هواش خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام استمر 141 يوما رفضا لاعتقاله الإداري ضمن قائمة من الأسرى الفلسطينيين (الأوروبية)

رام الله– لليوم الـ155 (الإثنين) يواصل الأسير الفلسطيني خليل العواودة (40 عاما) إضرابه المفتوح عن الطعام، رفضا للاعتقال الإداري، وللمطالبة بحريته.

والخميس الماضي نقلت إدارة السجون الإسرائيلية العواودة من عيادة سجن الرملة إلى مستشفى آساف هروفيه، بعد تدهور حالته الصحية، ونتيجة لطلب المحكمة الإسرائيلية تقريرا عن وضعه الصحي.

وتطرق اتفاق وقف التصعيد بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل مساء السابع من أغسطس/آب إلى الأسير العواودة والقيادي في الحركة بسام السعدي، وفق تصريحات للناطق باسم الحركة داود شهاب.

وحسب شهاب، فإن الإفراج عن العواودة والسعدي كان ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

العواودة من بلدة إذنا في جنوب الضفة؛ يعيد إضرابه إلى الأذهان مسلسل الإضرابات الفردية التي خاضها أسرى فلسطينيون وتزايدت بشكل لافت في العقد الأخير.

وفي عامي 2012 و2013 بلغت الإضرابات الفردية ذروتها، وقد حقّقت نتائج مهمة منها تناقص الاعتقالات الإدارية حتى بلغت نحو 130 فقط، وفق تقرير سابق للباحث في قضايا الأسرى عبد الناصر فروانة.

لكن عدد الأسرى الإداريين اليوم ارتفع إلى 670، من بين 4550 أسيرا فلسطينيًّا، وفقا لنادي الأسير الفلسطيني.

وخاض عشرات الأسرى إضرابات لم تبلغ الشهر، وعلّق أغلبهم إضراباتهم بعد تحديد مواعيد الإفراج عنهم.

وفي الإضراب يمتنع الأسرى عن الطعام ويستمرون في تناول الماء فقط وأحيانا الملح، كما يرفض أغلبهم أخذ مدعمات أو إجراء فحوص طبية بهدف الضغط على سجّانيهم للاستجابة لمطالبهم.

وكانت أغلب الإضرابات موجهة ضد الاعتقال الإداري، وحقق منفذوها إنجازات في مدد متفاوتة.

الأسير المفرج عنه كايد الفسفوس (32 عاما) من بين الأسرى الذين خاضوا التجربة، وتحقق له مطلب الإفراج.

في تقييمه لتجربة الإضراب الفردي وتزايد أعداد المضربين، يقول للجزيرة نت إن الإضراب "سلاح أثبت جدواه في وجه الاحتلال".

وأضاف أن أبرز ورقة قوة لدى الأسير المضرب هي "معدته" وأي خطر على حياته يعني التحول الإيجابي لمصلحته لدى سلطات الاحتلال.

تأثير الحراك الشعبي

وأشار الفسفوس إلى أهمية الحراك الشعبي والإرباك ضد السلطات المحتلة في تحريك ملف الأسير المضرب، وتعاطي سلطات الاحتلال معه ثم الاستجابة لمطلبه.

كذلك يلفت الأسير المفرج عنه إلى أن دور المحامين في الإضراب هو الجوانب القانونية الشكلية في محاكم الاحتلال، "ويبقى الأسير سيد نفسه".

وفضلا عن الجوع والإعياء وتأثيرات الإضراب، يوضح الفسفوس أن أشد وسائل العقاب بحق الأسرى المضربين "عزلهم انفراديا عن كل شيء، وعمّا يجري في العالم الخارجي".

وقال إن الأسرى المضربين يتعرضون للضرب والتنكيل بخاصة في الأيام الأولى، "لكن العزل أصعب".

واعتقل الفسفوس في يوليو/تموز 2020، وأنهى إضرابه في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد اتفاق بإنهاء اعتقاله الإداري، ثم أفرج عنه في الخامس من ديسمبر/كانون 2021، بعد إضراب دام 131 يوما.

والاعتقال الإداري هو قرار اعتقال تُقرّه المخابرات الإسرائيلية بالتنسيق مع قائد المنطقة الوسطى (الضفة الغربية) لمدة تراوح بين شهر إلى 6 أشهر، ويكون إقراره بناء على معلومات سرية أمنية بحق المعتقل.

وفي مواجهة ظاهرة الإضراب عن الطعام، وافق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، في نهاية يوليو/تموز 2014، على مشروع قانون "التغذية القسرية" للمعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام، وهو ما رفضته منظمات حقوقية وطبية.

أبرز الإضرابات

ولا يتسع المقام لذكر تفاصيل الإضرابات الفردية، ونستعرض فيما يلي أبرزها:

خضر عدنان (جنين 2012):

اعتقل الشيخ خضر عدنان (مواليد 1978) مرات عدة، وخاض أول إضراب في 12 يناير/كانون الثاني 2012، واستمر إضرابه 66 يومًا، وحقق مطالبه بالإفراج عنه في أبريل/نيسان من العام ذاته، ولقّب بـ"مفجر معركة الأمعاء الخاوية".

كما خاض إضرابين آخرين: في 2015 مدة 52 يوما، وفي 2018 أضرب 59 يوما، احتجاجا على اعتقاله الإداري.

ثم في مايو/أيار 2021 اعتقل وخاض إضرابا استمر 25 يوما، وأفرج عنه في يونيو/حزيران.

ثائر حلاحلة-الخليل وبلال ذياب-جنين (2012):

شرع ثائر حلاحلة وبلال ذياب في إضرابهما يوم 28 فبراير/شباط 2012، واستمر 76 يوما انتهت بتحديد سقف اعتقالهما.

هناء الشلبي (جنين-2012):

خاضت هناء الشلبي عام 2012 إضرابا مفتوحا استمر 44 يوما، وانتهى بموافقتها على إبعادها إلى قطاع غزة في الأول من أبريل/نيسان 2012.

سامر العيساوي (القدس-2012):

سجّل سامر العيساوي أطول إضراب فردي عن الطعام في السجون الإسرائيلية، استمر 265 يوما.

ونفذ الأسير إضرابه بين أغسطس/آب 2012 وأبريل/نيسان 2013، احتجاجًا على اعتقاله الإداري (من دون محاكمة)، فأفرج عنه، لكن أعيد اعتقاله وأعيد له الحكم الذي كان يقضيه قبل الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.

أيمن الشراونة (الخليل-2012):

يعدّ الأسير المبعد إلى غزة أيمن شراونة صاحب ثاني أطول إضراب بعد الأسير سامر العيساوي، فقد بلغت أيام إضرابه 261 يومًا.

وبدأ الشراونة إضرابه عن الطعام في الأول من أغسطس/آب 2012، احتجاجًا على إعادة اعتقاله في يناير/كانون الثاني 2012 بعد تحرُّره في صفقة وفاء الأحرار.

وفي 17 مارس/آذار 2013 أُبعد إلى قطاع غزة بعد التوصُّل إلى صفقة مع السلطات الإسرائيلية.

أيمن حمدان (الخليل-2012):

اعتقل أيمن حمدان في 22 أغسطس/آب 2012 وحُوّل إلى الاعتقال الإداري، فشرع في 28 أبريل/نيسان 2013 في إضراب مفتوح استمر 130 يوما، وانتهى في الرابع من سبتمبر/أيلول بتحديد موعد الإفراج عنه.

عادل حريبات (الخليل-2013):

في 25 مايو/أيار 2013 شرع عادل حريبات في إضراب عن الطعام استمر 129 يوما، وانتهى في الرابع من سبتمبر/أيلول من العام نفسه مقابل عدم تجديد اعتقاله الإداري.

أيمن اطبيش (الخليل-2013 و2014):

اعتقل أيمن اطبيش مرات عدة، أبرزها في التاسع من مايو/أيار 2013 إذ حُوّل إلى الاعتقال الإداري. وفي 23 من الشهر نفسه قرر الإضراب المفتوح عن الطعام واستمر 104 أيام، وانتهى بتحديد سقف اعتقاله.

وفي 28 فبراير/شباط 2014 خاض إضرابا آخر استمر 123 يوما، وانتهى باتفاق يحدد سقفا زمنيا لاعتقاله.

بلال كايد (2016):

في 24 أغسطس/آب 2016 علّق الأسير بلال كايد إضرابا استمر 71 يومًا، وذلك بعد التوصّل إلى اتفاق يقضي بتحديد فترة الاعتقال الإداري.

وبدأ كايد إضرابه المفتوح يوم 15 يونيو/تموز 2016 احتجاجًا على قرار اعتقال إداري لمدة 6 أشهر في يوم الإفراج عنه من حكم استمر 14 عامًا ونصف العام.

أكرم الفسيسي (الخليل-2014):

في الأول من أبريل/نيسان 2014 حددت المحكمة الإسرائيلية العليا تاريخا للإفراج عن الأسير الإداري أكرم الفسيسي من الخليل، وذلك استجابة لمطلبه بعد إضراب استمر 70 يوما.

محمد القيق ( الخليل-2015 و2017):

في 2015 خاض الصحفي محمد القيق إضرابًا ضد اعتقاله الإداري استمر 94 يومًا، وانتهى في 26 فبراير/شباط 2016 بعد اتفاق بالإفراج عنه في 21 مايو/أيار 2016، والسماح لعائلته بزيارته.

وفي العاشر من مارس/آذار 2017 علّق القيق إضرابا آخر استمر 32 يوما، إثر اتفاق يقضي بالإفراج عنه في منتصف أبريل/نيسان من العام نفسه.

محمد علان (نابلس-2014 و2017):

اعتقل محمد علان في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2014م، وفي منتصف يونيو/حزيران 2015 شرع في الإضراب رفضا لاعتقاله الإداري، واستمر الإضراب 65 يوما، وانتهى بتحديد سقف اعتقاله.

وفي الثامن من يونيو/حزيران 2017 اعتقلت قوات الاحتلال محمد علان مجددا وحوّلته إلى الاعتقال الإداري، وفور اعتقاله شرع في إضراب عن الطعام استمر  حتى 11 يوليو/تموز (43 يوما).

أحمد غنام (الخليل-2019):

في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وفي يومه الثاني بعد المئة، علّق الأسير أحمد غنام من مدينة دورا في جنوب الخليل إضرابه المفتوح عن الطعام بعد تحديد مدة اعتقال.

ماهر الأخرس (جنين-2020):

في 27 يوليو/تموز 2020 خاض الأسير ماهر الأخرس إضرابًا استمر 103 أيام رفضًا لاعتقاله الإداري، وانتهى باتفاق مع إدارة سجنه بالإفراج عنه في 26 من الشهر نفسه.

كايد الفسفوس (الخليل-2020):

اعتقل كايد الفسفوس في يوليو/تموز 2020، وبعد تحويله إلى الاعتقال الإداري خاض إضرابا استمر 131 يوما، وانتهى باتفاق ينهي اعتقاله الإداري، وأفرج عنه في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2021.

الغضنفر أبو عطوان (2021):

اعتقال الغضنفر أبو عطوان في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وفي الثامن من يوليو/تموز 2021 تحققت له الحرية بعد إضراب استمر 65 يوما، رفضا لاعتقاله الإداري.

هشام أبو هواش (الخليل-2022):

في الرابع من يناير/كانون الثاني 2022 علّق الأسير هشام أبو هواش إضرابا مفتوحا عن الطعام استمرّ 141 يوما رفضا لاعتقاله الإداري.

وتوصل أبو هواش إلى اتفاق يقضي بالإفراج عنه في 26 فبراير/شباط من العام نفسه.

المصدر : الجزيرة