أدلة دامغة تدل على الفاعل.. ندوة في لندن تكشف عن المسار القانوني لمحاسبة قتلة شيرين أبو عاقلة

الندوة نظمها المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين بالشراكة مع مكتب المحاماة البريطاني (Doughty street chambers)، بحضور الفدرالية الدولية للفلسطينيين (الجزيرة)

لندن- اتفق المشاركون في ندوة "الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للصحفيين الفلسطينيين" في العاصمة البريطانية (لندن) اليوم الجمعة على أهمية جعل جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة علامة فاصلة ونقطة تغيير حقيقية لمعاقبة الجناة الذين تعودوا عدم المحاسبة.

الندوة نظمها المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين (ICJP) اليوم الجمعة بالشراكة مع مكتب المحاماة البريطاني (Doughty street chambers)، وحضرتها أيضا الفدرالية الدولية للفلسطينيين، وكشفت عن المسار القانوني الذي سيُتّخذ بعد تقديم شبكة الجزيرة قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة إلى المدّعي العام لمحكمة الجنايات الدولية.

وبتفاؤل حذر تحدث المشاركون عن إمكانية جعل قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة لحظة للتاريخ تتدخل فيها محكمة الجنايات الدولية من أجل وقف استهداف الصحفيين.

كل الدلائل متوفرة

تكمن مشكلة محاسبة الجناة في قضية الراحلة شيرين أبو عاقلة "في الحصانة التي يتمتع بها الجناة"، حسب طيب علي المحامي وعضو المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين.

وأكد المحامي البريطاني أن "المشكلة ليست في الأدلة فهي متوفرة من صور ومقاطع فيديو وشهود عيان وغيرها من الأدلة، لكن المشكلة في الإفلات من العقاب الذي اعتادته إسرائيل".

ومن وجهة نظر قانونية فإن طيب علي يرى أن كل الأدلة والمعطيات تسمح للمدعي العام في محكمة الجنايات الدولية بفتح تحقيق في قضية شيرين أبو عاقلة وغيرها من الصحفيين الذين لقوا مصرعهم على يد جنود الجيش الإسرائيلي، وقال "نحن أمام استهداف ممنهج وطويل الأمد منذ عقود للصحفيين وهو ما يعني أنها قضية تجب متابعتها في القضاء الدولي".

وإلى جانب الشق القانوني هناك "الإرادة السياسية" التي يجب أن تتوفر للدفع بهذه القضية إلى الأمام، حسب المحامي والخبير في القانون الدولي الذي انتقد "محاولات بعض القادة الغربيين والدول التأثير على هذه القضية وحماية الجناة".

جريمة حرب

المحامية البريطانية جينفير روبنسون الممثلة لمكتب المحاماة البريطاني وصفت الاستهداف المستمر والمتعمد للصحفيين بأنه "جريمة حرب"، وقالت إن هذا النوع من الجرائم "يدخل في نطاق صلاحيات محكمة الجنايات الدولية".

المحامية التي تمثل مكتب المحاماة الذي يحضر ملف الترافع لمصلحة الصحفيين الذين راحوا ضحية جنود الاحتلال وفي مقدمتهم الراحلة شيرين أبو عاقلة أكدت أنهم بصدد تجميع كل المعطيات، مضيفة أن الرسالة الواضحة التي يجب إيصالها لكل المعنيين أنه في حال عدم التحرك لمعاقبة الجناة "فإن استهداف الصحفيين الفلسطينيين سوف يستمر وبشكل ربما أكثر عنفا".

وتوقعت المحامية البريطانية معركة قضائية طويلة "لأن تحقيقات المدعي العام عادة ما تأخذ وقتا طويلا، لكن في هذه الحالة نتمنى ألا تكون المدة طويلة؛ فكل المعطيات متوفرة لكن هدفنا سوف ينصبّ على إثبات أن اغتيال الصحفيين هو سياسة دولة ويُمارس منذ زمن بعيد وبطريقة متعمّدة".

الاعتراف بالصحفيين الفلسطينيين

من جهته، رأى جيم بوملحة الممثل عن الفدرالية الدولية للصحفيين أن قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة يجب أن تكون لحظة تاريخية لإعطاء دفعة قوية للمرافعة الدولية التي تقودها مجموعة من المنظمات المعنية بحماية الصحفيين.

وحذر الصحفي البريطاني من محاولات الضغط على سير العدالة ومحاولات الضغط من أجل مرور هذا الملف كغيره من الملفات من دون حساب.

ورأى بوملحة أن ملف اعتداء جنود الاحتلال على الصحفيين الفلسطينيين "ملف ثقيل وطويل الأمد ولا أحد يتحرك من أجل حلّه"، مضيفا أن المرافعة الدولية للفدرالية الدولية للصحفيين سوف تركز على أن هناك سلسلة لا تتوقف من الاستهداف المتعمّد للصحفيين الفلسطينيين وحتى الأجانب خلال عملهم في فلسطين.

وأقرّ بوملحة بأنها مهمة صعبة "لكن لا يمكن التخلي عنها"، مشيرا إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تعترف ببطاقة الفدرالية الدولية للصحفيين، "والأخطر من هذا أنها ترفض الاعتراف بالصحفيين الفلسطينيين، وذلك يجعلهم دائما أهدافا للاعتداء".

رسالة لن تتوقف

مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري قدم عرضا مفصلا في الندوة عن اللحظات التي سبقت اغتيال شيرين واللحظات التي تلتها، ليخلص إلى أن حادثة الاغتيال كانت متعمّدة ومع سبق الإصرار والترصد.

واستشهد العمري بالتحقيقات الصحفية التي انتهت إلى الخلاصة نفسها وهي أن شيرين اغتالها جنود إسرائيليون، "وهذا ما أكدته شبكة الجزيرة منذ اليوم الأول لمقتل شيرين".

وأكد أن هناك إصرارا من شبكة الجزيرة على متابعة هذا الملف وملاحقة الجناة، "لأن هذه الجريمة لا يمكن أن تمر من دون ثمن".

أما عن أسباب استهداف شيرين أبو عاقلة، فقد أكد وليد العمري أن الاحتلال يعرف أن شيرين "أيقونة ومعروفة على الصعيد الدولي بعملها المهني وصوتها، ولأن رسالتها تصل لكل العالم فقد أرادوا إسكاتها"، مضيفا أن الاحتلال اعتقد أن "خلفية شيرين المسيحية ستجعل التفاعل مع قضيتها ضعيفا بالنظر لكون الأغلبية في فلسطين مسلمة لكن حساباتهم كانت خاطئة لأن العالم كل اهتز لهذه الجريمة وفي القلب منه كل الفلسطينيين الذين ما زالوا حتى الآن لم يتجرعوا مرارة هذه الجريمة".

المصدر : الجزيرة