لينا أبو عاقلة للجزيرة نت: تحقيق العدالة في قضية عمتي شيرين يعيد الأمل للشعوب المستضعفة

لينا أبو عاقلة: من الضروري إبقاء الزخم اللازم لقضية شيرين أبو عاقلة وتذكير العالم بها (الجزيرة)

الدوحة – بينما كنت مع عمتي نمرّ بحاجز قلنديا العسكري جنوب رام الله في الضفة الغربية، سألتها: هل تعتقدين أن الاحتلال الإسرائيلي سيزول؟ فأجابتني بكل ثقة "كما سقطت الإمبراطوريات الكبيرة السابقة، سوف ينتهي هذا الاحتلال".

هذا ما نقلته لينا أبو عاقلة عن عمتها شيرين أبو عاقلة خلال محاضرتها "دفاعا عن الحق وطلبا للعدالة" بالمدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر، مساء أمس الاثنين، ضمن سلسلة محاضرات بالتعاون مع شبكة الجزيرة الإعلامية.

وأكدت لينا أنها وجميع أفراد عائلتها لن يفقدوا الأمل في محاسبة المسؤولين عن مقتل مراسلة شبكة الجزيرة في فلسطين شيرين أبو عاقلة، التي اغتالتها قوات الاحتلال في جنين في مايو/أيار الماضي، وأنه رغم المؤشرات السلبية الحالية، فإن تحقيق العدالة في قضية شيرين من شأنه إعادة الأمل للشعوب المستضعفة، والعمل كعامل ردع لمنع حوادث قتل أخرى في المستقبل.

لينا أبو عاقلة متحدثة في ندوة بالدوحة: مستمرون في عرض قضية شيرين في جميع المحافل الدولية (الجزيرة)

وأشارت لينا أبو عاقلة، الناشطة في قضايا العدالة الاجتماعية -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أنه حتى الآن لم يحدث أي تطور بشأن ملاحقة الجناة و"لم نرَ أي خطوات ملموسة في هذا الإطار رغم تقديم القضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي"، موضحة أن هناك صمتا كبيرا خاصة من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، التي لم تحرك ساكنا لاستعادة حق شيرين رغم أنها كانت تحمل الجنسية الأميركية.

وأضافت لينا أن الخطوة المقبلة تتمثل في الاستمرار في عرض القضية بجميع المحافل الدولية، كاشفة أن أحد أعضاء الكونعرس الأميركي، وهو آندري كارسون، سيتقدم بمشروع قانون في الكونغرس يقضي بإلزام وزارة الخارجية الأميركية بتقديم كافة الوثائق والملفات الخاصة بقضية شيرين لفتح تحقيق في هذه القضية، معربة عن أملها في نجاح هذه الخطوة.

دعم عربي ودولي

وأشادت لينا أبو عاقلة بدعم دولة قطر عامة، وشبكة الجزيرة خاصة، للسعي نحو تحقيق العدالة في قضية اغتيال شيرين، موضحة أنها وعائلتها التقوا خلال الأيام الماضية رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، الذي أكد على دعمه وشبكة الجزيرة للعائلة والإصرار على المطالبة بالعدالة ومحاسبة قتلة شيرين، مشددة على أن هذا الموقف سوف يظل محل تقدير وإشادة من عائلة الصحفية المغدورة.

كما أثنت لينا أبو عاقلة على الدعم الذي لمسته العائلة من مختلف دول العالم ولا سيما من البلدان العربية، مما يعني أن الإرث الذي تركته عمتها يشكل مصدر إلهام للعديد من الشباب حول العالم.

ولفتت إلى أهمية العمل لإبقاء الزخم متواصلا للقضية لتذكير العالم على نحو مستمر بعدالتها، وذلك باستثمار كافة الأحداث والمحافل الدولية لعرضها أمام الرأي العام والوصول لتحقيق دولي مستقل.

وأشارت لينا خلال المحاضرة إلى أنه يجب أن يدرك المرء أهمية أن يكون ملما بعالم وسائل الإعلام خصوصا في ظل الروايات المتضاربة والمعلومات التضليلية والمغلوطة، مشددة على ضرورة حماية الصحافيين في كل مكان بالعالم، وألا تمر أي عائلة أخرى بالتجربة المريرة التي عاشتها عائلة شيرين.

ووجهت لينا رسالةً إلى العالم عامة وإلى الصحافيين وطلاب الإعلام والصحافة خاصة، تناشدهم فيها الاستمرار في الكتابة والحديث عن عمتها الراحلة، لأن ذلك يُعزز إرث الصحفية الراحلة، ويهدف إلى الدفاع عن القضية الفلسطينية.

البحث عن العدالة من أجل الردع

من جهته، أكد السفير الفلسطيني بالدوحة منير غنام أن مثل هذه المحاضرة تعطي زخما كبيرا لقضية شيرين أبو عاقلة ويُبقيها مشتعلة في الوجدان، مشددا على أنه من واجب كل القوى في العالم أن تحافظ على مثل هذه القضايا حية وتحت الضغط الشعبي والضمير العالمي حتى تتحقق العدالة ليكون هناك نوع من الردع لمثل هذا الإجرام.

السفير غنام: قضية شيرين ستظل في وجدان الجميع لتشكل عبئا على ضمائر العالم (الجزيرة)

وأضاف السفير غنام -في تصريحات للجزيرة نت- عقب حضوره المحاضرة، أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ليست بأمر مستغرب أو جديد، فالقتل بالنسبة للجنود الإسرائيليين يعد شيئا معتادا لأنهم يدركون جيدا أنهم فوق القانون أو المساءلة.

وتابع السفير الفلسطيني أن القوى الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية تخاذلت في البحث عن العدالة لمواطنة فلسطينية، وتحمل أيضا الجنسية الأميركية، ومن ثمّ فمن المفترض أن يوفر لها القانون الأميركي نوعا من الحماية، لكن ما نراه لا يبشر بخير، بل إنه يعطي المجال للإسرائيليين للإمعان والاستمرار في ممارساتهم.

ولفت إلى أن الحكومة الفلسطينية اتخذت إجراءات دولية بشأن قضية شيرين أبو عاقلة، حيث تم تقديم الملف لمحكمة العدل الدولية، ولكن الأمر لا يدعو للتفاؤل في ظل التقاعس عن إجراء تحقيق مستقل.

عبء على ضمائر العالم

وأوضح السفير الفلسطيني لدى الدوحة أن قضية شيرين سوف تظل في وجدان الجميع لتشكل عبئا على ضمائر العالم إلى أن تتحقق العدالة لها ولغيرها، مشيرا إلى حادثة مماثلة وقعت قبل سنوات عدة لناشطة أميركية يهودية تدعى راشيل كوري، التي سحقتها دبابات الاحتلال الإسرائيلي في غزة حين كانت تناصر الفلسطينيين، ولكن حتى الآن لم يتم الكشف عن مرتكب الجريمة أو تقديمه للعدالة.

وأكد أنه رغم كل هذه المؤشرات، فإن ذلك لن يضعف من عزيمة الفلسطينيين في الدفاع عن قضيتهم العادلة.

المصدر : الجزيرة