برد ومرض وجوع.. ما الذي جعل هذا الشتاء كارثيا على الأفغان؟

Temperatures can drop below -15C in Afghanistan’s harsh winters. source: Save the Children
درجات الحرارة انخفضت في بعض المناطق الأفغانية إلى -15 درجة مئوية (سيف ذا تشلدرن)

نشر موقع جريدة ذي إندبندنت (The Independent) البريطانية تقريرًا عما يعانيه الأفغان في هذا الشتاء، واصفا إياه بالكارثيّ، وأشار التقرير إلى أنه مع بدء الشتاء أصبح 8 ملايين أفغاني على شفا المجاعة، وبات مليون طفل مهددين بالموت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إذا لم تتم مساعدتهم فورًا.

وأوضح التقرير أن عدة عوامل تجمعت لكي تجعل هذا الشتاء نقطة تحول بالنسبة لأفغانستان؛ فالحرب التي كانت مشتعلة خلال السنوات الماضية، والانهيار الاقتصادي، والجفاف المستمر منذ 27 عامًا، وجائحة كوفيد-19؛ كلها عوامل أسهمت في نزوح 3.5 مليون أفغاني، مع انخفاض قاسٍ في درجات الحرارة، وصل في بعض الأماكن إلى -15 درجة مئوية.

ونقل التقرير عن صالح سعيد الرئيس التنفيذي للجنة طوارئ الكوارث -وهو تحالف لـ15 جمعية خيرية بريطانية- تأكيده أن هناك أزمة نقص غذاء في أفغانستان، مع ارتفاع جنوني في الأسعار دفع الناس لبيع كل شيء فقط لكي يشتروا الأساسيات.

وبيَّن التقرير أن لجنة طوارئ الكوارث أطلقت إنذارًا في منتصف ديسمبر/كانون الثاني الماضي تدعو فيه لتمويل برامج تعالج نقص الغذاء وتقدم المأوى والرعاية الصحية للأفغان الذين يعانون من جفاف شديد أدى إلى فشل المحاصيل ودفع الرعاة إلى بيع الماشية؛ مما فاقم الأزمة.

ولفت التقرير إلى أنه في نهاية عام 2020 كان هناك 3.5 مليون نازح أفغاني في جميع أرجاء البلاد، ومع تزايد القتال في سبتمبر/أيلول 2021 نزح أكثر من 670 ألفا آخرين من منازلهم، نحو 80% منهم من النساء والأطفال، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تقدر أن 12.9 مليون طفل أفغاني بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، حيث يصل نسبة الأفغان الأقل من 15 عامًا إلى نحو 47% من السكان.

وتابع التقرير أنه دائمًا ما تُصنف أفغانستان على أنها واحدة من أسوأ البلدان بالنسبة لكبار السن، الذين يتعرضون لخطر سوء التغذية وآثار البرد الشديد في هذا الشتاء، مما يمثل ضغطًا على خدمات الصحة المتاحة والقليلة أصلًا، والتي تعاني هي الأخرى بسبب ارتفاع الولادات المبكرة بسبب الإجهاد واعتلال صحة الأمهات.

واستطرد التقرير موضحًا أنه بحلول مارس/آذار القادم من المتوقع أن يكون هناك أكثر من 3 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية، منهم مليون معرضون لخطر الموت، في حين يصف رئيس برنامج الغذاء العالمي الوضع هناك بأنه أسوأ أزمة إنسانية في الأرض، حسب التقرير.

وما يزيد الوضع خطورة هو جائحة كوفيد-19؛ فحسب التقرير لم يتم تطعيم سوى 9.1% من السكان بحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفي بعض المستشفيات والمحافظات لا توجد رعاية مركزة للحالات الخطرة، مختتما بالقول "الحاجة كبيرة؛ أكثر من نصف سكان أفغانستان لا يعرفون من أين تأتي وجبتهم التالية".

المصدر : إندبندنت