قصة سجين سابق بغوانتانامو يواجه الإخفاء والتعذيب بالإمارات والمصير المجهول بروسيا

File photo of Guantanamo detainee's feet shackled to the floor as he attends a "Life Skills" class at Guantanamo Bay U.S. Naval Base
بعض المرحلين إلى الإمارات تمنوا العودة إلى غوانتانامو لما واجهوه من تعذيب ومعاناة (رويترز)

يواجه مُعتقل سابق في غوانتنامو خطر إعادته قسرًا من الإمارات العربية المتحدة إلى روسيا، حيث قد "يتعرض للتعذيب" وفقًا لخبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة.

وقال جوليان بورغر، في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" (The Guardian) البريطانية، إن رافيل مينغازوف مسلم من التتار قضى 15 عامًا دون تهمة في معسكر الاعتقال الأميركي بخليج غوانتانامو، قبل نقله إلى الإمارات في يناير/كانون الثاني 2017. وقد ظلت شروط نقله سرية وأُعطيت لأسرته ولفريقه القانوني ضمانات بأنه سيتم إطلاق سراحه بعد بضعة أشهر، لكن لم يتم الوفاء بها.

بدل ذلك، يقولون إنه محتجز في ظروف أسوأ من معتقل غوانتانامو، ويتعرض للتعذيب والحرمان من الماء والرعاية الطبية. وهو الآن يواجه خطر الإعادة القسرية إلى روسيا، التي لديها سجل في تعذيب السجناء المنقولين من غوانتانامو وحبسهم بعد محاكمات مريبة.

وفي حين يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إغلاق معتقل خليج غوانتانامو عن طريق نقل أو إطلاق سراح 40 سجينًا بقوا معتقلين به، توضح قضية مينغازوف كيف يمكن أن تؤدي عملية نقل هؤلاء المعتقلين إلى تفاقم محنة بعضهم.

وعبرت لجنة من خبراء الأمم المتحدة، تتضمن المقرر الخاص المعني بالتعذيب نيلز ميلتسر، والمقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب فيونوالا ني أولاين، عن "القلق البالغ من أنه بدلاً من إطلاق سراحه وفقًا لاتفاقية إعادة التوطين "المزعومة" بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، تعرض السيد مينغازوف للاحتجاز التعسفي المستمر في مكان لم يكشف عنه في الإمارات، وهو ما يرقى إلى الاختفاء القسري. وفي الوقت الراهن، يواجه خطر إعادته قسرًا إلى روسيا على الرغم من ورود أنباء عن تعرضه للتعذيب والاحتجاز التعسفي بسبب معتقداته الدينية".

أفادت أسرة مينغازوف ومحاموه بأنه كان راقص باليه قبل انضمامه إلى الجيش الأحمر، وقد هرب من روسيا خوفا من الاضطهاد الديني. وأكدوا أنه ذهب إلى أفغانستان من منطلق الرغبة في العيش بدولة إسلامية ولم يكن متورطا في ارتكاب جرائم إرهابية. ولكن بعد غزو 2001، اعتُقل في ميدان القتال في أفغانستان وسُلّم إلى الولايات المتحدة مقابل جائزة مالية، وكان يبلغ آنذاك من العمر 33 عامًا، وهو الآن في الـ52 من عمره.

لم تُوجّه إليه أي تهم على الإطلاق، وأذِن مجلس الإفراج المشروط بإخلاء سبيله عام 2016. وأصرت أسرته على إرساله إلى المملكة المتحدة حيث تقيم زوجته وابنه وبقية أفراد أسرته. ولكن بدلا من ذلك، نُقل إلى الإمارات في يناير/ كانون الثاني 2017 حيث ساءت ظروفه بشكل كبير.

وإجمالا، نُقل 23 معتقلا سابقا في غوانتانامو إلى الإمارات العربية المتحدة، 18 منهم يمنيون و4 أفغان، ومينغازوف كان المواطن الروسي الوحيد.

قال نيك بيلز، الذي يدير مشروعًا عن السجون السرية في منظمة "ريبريف" للدفاع القانوني، إن "قرار إرسال المعتقلين إلى هناك جاء بناء على ضمانات طمأنت محاميهم الأميركيين بأنهم سيقضون 6 أشهر فيما يسمى "مركز إعادة التأهيل"، وبعد ذلك سيتم إطلاق سراحهم للاندماج في المجتمع وسيسمح لهم بإعادة بناء حياتهم بأمان، لكن ذلك لم يحدث. في المقابل، قاموا باحتجازهم جميعًا دون محاكمة فور وصولهم، ولم يتم إطلاق سراح أي أحد منهم".

وأضاف بيلز أن "رافيل دخل في إضراب جوع، ونحن ندرك أنه يتعرض للتعذيب أثناء احتجازه في الإمارات أيضًا. لقد احتُجز في الحبس الانفرادي لفترات طويلة، وتعرض للإيذاء الجسدي على أيدي الحراس الذين احتجزوه".

قالت سيفيل كوربانوفا شقيقة زوجته إنهم "لم يسمحوا له بمقابلة طبيب طوال فترة احتجازه، وعندما يكونون صائمين، يمدونهم بربع كوب فقط من الماء أو الشاي في الليل عوضًا عن كوب كامل".

أضافت كوربانوفا، المقيمة في المملكة المتحدة، إن المسؤولين الروس زاروا الشهر الماضي والدة مينغازوف في تتارستان لطلب مستندات تساعد في إعداد وثائق سفر جديدة له، مما يشير إلى أنه سيعاد إلى وطنه قريبًا.

وفي عام 2004، أُعيد 7 مواطنين روس إلى وطنهم من غوانتانامو مع ضمانات دبلوماسية بأنهم سيتلقون معاملة إنسانية. وطبقا لتقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في عام 2007، "تعرض اثنان منهم للتعذيب، ويقبعان في السجن بعد تحقيقات ومحاكمات لا تفي بالمعايير الدولية للمحاكمة العادلة. وتعرض أحدهم للتعذيب وهو مسجون في انتظار المحاكمة. أما الـ4 الآخرون، فهم إما في الخارج أو مختبئون".

وأشار خبراء الأمم المتحدة في بيانهم -يوم الجمعة الماضي- إلى أن عودة مينغازوف إلى روسيا تمثل انتهاكًا للقانون الدولي، وعلى وجه الخصوص مبدأ الإعادة القسرية، أي إعادة اللاجئين أو طالبي اللجوء إلى بلد يتعرضون فيه للاضطهاد. وقالت كوربانوفا إنه إذا أُعيد الآن إلى روسيا "فلن يكون حرا مدى الحياة".

المصدر : غارديان