الخارجية التركية تعلق على قرار المحكمة الأوروبية بحظر الحجاب على المسلمات

عبّرت مبادرة عدالة المجتمع المفتوح -التابعة لمؤسسة المجتمع المنفتح الخيرية التي أسسها الملياردير جورج سوروس- عن قلقها من أن الحكم "قد يتسبب في استمرار استبعاد الكثير من النساء المسلمات -وغيرهن من الأقليات الدينية الأخرى- من وظائف عديدة في أوروبا".

A woman wearing a hijab walks at Trocadero square near the Eiffel Tower in Paris
المسلمات يتعرضن لتمييز متزايد بسبب معتقداتهن الدينية في أوروبا (رويترز - أرشيف)

نددت تركيا -اليوم الأحد- بقرار محكمة تابعة للاتحاد الأوروبي يسمح بحظر ارتداء الحجاب في ظروف معينة ووصفته بأنه "انتهاك واضح للحريات الدينية"، وقالت إنه سيؤدي إلى تفاقم التعصب ضد المسلمات في أوروبا.

وقالت وزارة الخارجية التركية -في بيان لها- إن القرار دلالة على تزايد الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا) في وقت قالت إن المسلمات يتعرضن فيه لتمييز متزايد بسبب معتقداتهن الدينية.

وجاء في بيان الوزارة أن "قرار محكمة العدل الأوروبية الصادر -في وقت تتزايد فيه نزعة الإسلاموفوبيا والعنصرية والكراهية التي أصبحت أوروبا رهينة لها- يتجاهل الحريات الدينية ويوجِد أساسا وغطاء قانونيا للتمييز".

وأمس السبت، أدان مدير الإعلام بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون القرار وقال إنه "محاولة لإضفاء الشرعية على العنصرية".

وتثير قضية الحجاب جدلا في أنحاء أوروبا منذ أعوام وتسلط الضوء على الانقسامات الحادة بشأن دمج المسلمين في المجتمعات الأوروبية.

حكم أوروبي

والخميس الماضي، قالت المحكمة العليا بالاتحاد الأوروبي إن الشركات يمكنها منع الموظفات المسلمات من ارتداء الحجاب في ظروف معينة إذا رغبت في تقديم صورة محايدة للعملاء.

وكانت محكمة العدل الأوروبية التي تتخذ من لوكسمبورغ مقرا لها نظرت في دعوتين مقدمتين من امرأتين بألمانيا تم إيقافهما عن العمل بعد ارتدائهما الحجاب.

والمرأتان المذكورتان هما موظفة في مركز لرعاية الطفل تديره منظمة خيرية في هامبورغ وعاملة خزينة في سلسلة صيدليات مولر.

ولم تكن أي منهما ترتدي الحجاب عندما التحقت بالعمل، لكنهما قررتا ارتداءه بعد العودة من عطلة "رعاية الطفل".

وكشفت وثائق المحكمة أن صاحبا العمل في المكانين أبلغا الموظفتين بأن ارتداء الحجاب ممنوع وجرى إيقافهما عن العمل وإبلاغهما بالقدوم إلى العمل دون حجاب أو سيتم نقلهما إلى وظيفة أخرى.

وكان يتعين على المحكمة أن تصدر حكما في القضيتين بشأن ما إن كان منع الموظفتين من ارتداء الحجاب في مكان العمل يمثل انتهاكا لحرية العقيدة أم أنه متاح في إطار حرية إدارة العمل والرغبة في تقديم صورة محايدة للعملاء.

وذكرت المحكمة أن "منع ارتداء أي شيء يمثل تعبيرا عن معتقدات سياسية أو فلسفية أو دينية في أماكن العمل قد يبرره حاجة صاحب العمل إلى تقديم صورة محايدة للعملاء أو الحيلولة دون أية مشاحنات اجتماعية".

وتابعت "غير أن هذا التبرير يجب أن يتوافق مع حاجة جوهرية من جانب صاحب العمل".

وفي قضية موظفة مركز الرعاية قالت المحكمة إن القرار تم اتخاذه على ما يبدو على نحو عام وغير تمييزي نظرا لأن صاحب العمل ألزم موظفة أخرى أيضا بخلع صليب كانت تعلقه.

والكلمة النهائية في القضيتين الآن للمحاكم المحلية التي ستصدر حكمها بشأن حدوث تمييز من عدمه.

الحكم يثير مخاوف

وفي 2017 أصدرت المحكمة الأوروبية في لوكسمبورغ حكما يقضي بأن للشركات حق منع ارتداء الحجاب أو أي رمز ديني واضح غيره في أماكن العمل في ظروف معينة. وأثار الحكم انتقادات واسعة من جماعات دينية في ذلك الحين.

وعبرت مبادرة "عدالة المجتمع المفتوح" -التابعة لمؤسسة المجتمع المنفتح الخيرية التي أسسها الملياردير جورج سوروس- عن قلقها من أن الحكم "قد يتسبب في استمرار استبعاد الكثير من النساء المسلمات -وغيرهن من الأقليات الدينية الأخرى- من وظائف عديدة في أوروبا".

وقالت مريم حمدون -وهي واحدة من ممثلات المبادرة "يتعين على أصحاب العمل التعامل بحرص كي لا يجري وصمهم بالتمييز.. إذا لم يكونوا في حاجة جوهرية لحظر أي زي ديني".

وظل حظر ارتداء الحجاب بأماكن العمل في ألمانيا مثيرا للجدل على مدى أعوام، وكانت معظم الحالات متعلقة بمعلمات في مدارس حكومية وقاضيات متدربات.

ونظرت محاكم -بأنحاء أخرى من أوروبا أيضا- في قضايا تتعلق بإمكانية وكيفية حظر الحجاب أحيانا في أماكن العمل.

وفي 2014 أيّدت المحكمة العليا الفرنسية حكما بتسريح عاملة رعاية يومية مسلمة بعد ارتدائها الحجاب في روضة أطفال خاصة تطبق قواعد صارمة للحيادية على موظفيها. ومنعت فرنسا -التي بها أكبر أقلية مسلمة في أوروبا- ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية عام 2004.

لكن المحكمة الدستورية بالنمسا قضت بأن قانونا يمنع الفتيات في سن العاشرة من ارتداء الحجاب في المدارس تمييزي.

المصدر : الجزيرة + وكالات