شبهة اغتيال.. من هو نزار بنات؟ وكيف توفى بعد اعتقاله من الأمن الفلسطيني؟

بيت لحم– أعلنت السلطة الفلسطينية رسميا وفاة الناشط نزار خليل بنات (49 عاما) بعد اعتقاله من قبل قوة أمنية من منزله في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية فجر اليوم الخميس، في حين اتهمت عائلته السلطة بأنها اغتالته مع سبق الإصرار.

وقال محافظ الخليل جبرين البكري في بيان مقتضب إنه "على إثر صدور مذكرة إحضار من النيابة العامة لاعتقال المواطن نزار خليل محمد بنات، قامت فجر (اليوم) الخميس قوة من الأجهزة الأمنية باعتقاله، وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية، وفورا تم تحويله إلى مشفى الخليل الحكومي، وتم معاينته من قبل الأطباء، وتبين أن المواطن المذكور متوفى، وعلى الفور تم إبلاغ النيابة العامة التي حضرت وباشرت بإجراءاتها وفق الأصول".

وأكد المحامي فريد الأطرش من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في حديث للجزيرة نت، وفاة الناشط نزار بعد اعتقاله من منزله من قبل الأمن الفلسطيني، مؤكدا أن الهيئة تتابع هذه القضية، وأن جهاز الأمن الوقائي أو قوة أمنية فلسطينية مشتركة هي من نفذت الاعتقال، وأنه يتم التواصل مع جميع الأطراف لمعرفة حقيقة ما حصل.

اغتيال مع سبق الإصرار

بينما اتهم عمار بنات ابن عم الناشط نزار السلطة الفلسطينية باغتياله مع سبق الإصرار والترصد، قال للجزيرة نت "ما حصل هو مداهمة أحد منازل العائلة في محافظة الخليل عند الساعة 3:35 فجر اليوم الخميس، وتفجير الأبواب والنوافذ، وكان نزار نائما، قبل مهاجمته من قبل حوالي 25 عنصرا أمنيا والاعتداء عليه بالضرب".

ويقول عمار إن الأمن الفلسطيني إذا كان بالفعل لديه مذكرة اعتقال، فيجب معاملته وفق القانون وأسس الاعتقال المعروفة، ولكن هذا الأمر لم يتم، وتم التعامل معه بحقد وعنف وتعصب أعمى، وقام الأمن بضربه بالهراوات على رأسه وأجزاء من جسده، ورشوا غازات حارقة على وجهه، ثم تم تعريته من كامل ملابسه ونقله إلى جهة مجهولة.

وأكد عمار أن ابن عمه نزار خرج حيّا ويتنفس من المنزل، وهناك أدلة على ذلك سيتم كشفها في وقتها، ولكن بعد ساعة من الاعتقال تم نقله إلى مستشفى عالية الحكومي في الخليل وإعلان وفاته، واصفا الضرب الذي تعرض له نزار بأنه "كان شديدا لا يتحمله إنسان ولا حتى حيوان، ثم يتم تبرير ذلك بأن وفاته محتمل أن تكون بنوبة قلبية".

تحقيقات مستقلة ودولية

وحمّل عمار ما أسماه بأعلى رأس في هرم السلطة وحتى أصغر جندي فيها المسؤولية عن قتل ابن عمه، وطالب بمحاسبة كل الذين شاركوا في الاعتقال والتخطيط، وأعلن عمّار بنات عبر الجزيرة نت أن "العائلة ستمنع منعا باتا أن تباشر السلطة بعمل تحقيق بما حدث مع نزار، والمطلوب هو لجنة تحقيق دولية، وعلى رأسها طبيب من العائلة وطبيب من الهيئات المستقلة، وأن لا تكون لجنة تحقيق تشكلها السلطة حتى لا يذهب دم نزار هدرا".

واتهم عمار السلطة الفلسطينية بأنها أخفت جثة نزار عن العائلة، لأن وفدا من العائلة توجه إلى المستشفيات الرئيسية الثلاثة في محافظة الخليل، متسائلا: أيريدون أن يطمسوا الحقيقة؟

من جهته قال شاكر الطميزي محامي الناشط نزار بنات "إن شهادات الأهل تقول إنه تم اعتقاله من منزله، وبعد اعتقاله تدهورت حالته الصحية إلى أن أعلن عن وفاته، وأنه قام بالتواصل مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومؤسسة الضمير لانتداب أطباء مستقلين من أجل تشريح جثمانه"، مؤكدا أن "الجهود مبذولة على قدم وساق للوصول إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة من أجل كشف ما حصل معه".

من هو نزار بنات؟

ويعتبر نزار بنات من النشطاء البارزين ضد سياسات السلطة الفلسطينية، وكان يهاجم سياساتها وأشخاصا كان يصفهم بالنافذين فيها بالفساد، سواء بمنشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو فيديوهات يتحدث من خلالها.

وفي أحد آخر فيديوهاته التي نشرها عبر صفحته في فيسبوك بعد صفقة اللقاحات بين السلطة وإسرائيل، قال في مقطع فيديو إن "فضيحة اللقاحات ليست سلوكا جديدا، وهناك أشخاص متنفذون ومرتزقة في السلطة، ويبدو أن هؤلاء يريدون ترك البلد خرابا قبل الخروج منها".

وترشح نزار بنات مؤخرا عن قائمة "الحرية والكرامة" لخوض الانتخابات التشريعية في الانتخابات الفلسطينية التي تأجلت وكان مقررا إجراؤها في شهر مايو/أيار الماضي.

وقالت زوجته في مقطع مصور نشر عبر صفحات التواصل إن زوجها "شهيد ولم يكن فاسدا أو متعاونا"، محملة الأجهزة الأمنية الفلسطينية مسؤولية اغتياله لأن زوجها لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية.

واستنكرت فصائل فلسطينية وطنية وإسلامية ما أسمته باغتيال نزار بنات، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة المسؤولين عن قتله.

كما تفاعل ناشطون فلسطينيون على وسم #نزار_بنات عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة تضامنا معه، واستنكارا لما اعتبروه جريمة قتله.

المصدر : الجزيرة