قلق حقوقي بعد ترحيل فرنسا معارضا للرئيس الشيشاني إلى روسيا

شعار منظمة العفو الدولية "أمنستي" (منظمة العفو الدولية)
دانت منظمة العفو الدولية ترحيل غداييف، واعتبرته انتهاكا صارخا لمبدأ عدم الإعادة القسرية (منظمة العفو الدولية)

قالت صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية في تقرير إن السلطات الفرنسية رحّلت يوم الجمعة الماضي مواطنًا روسيا من أصل شيشاني بزعم الاشتباه في صلته بدوائر متطرفة. وتقول وزارة الداخلية الفرنسية إنه رجل "معروف بصلاته الطويلة مع الحركة الإسلامية وحركة الجهاد الدولي".

وتشتبه الوزارة في أن يكون ماغوميد غداييف، معارض الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، متشددا إسلاميا. وبالنسبة لمحامي ماغوميد والعديد من المنظمات غير الحكومية، فإن عودته إلى روسيا تعرّض حياته للخطر.

ويدحض أرنو تولوز المحامي الخاص بغداييف مزاعم التطرف الموجهة لموكله، مؤكدا أن "حياته ستكون مهددة في روسيا".

ورُحّل غداييف يوم الجمعة من فرنسا حوالي الساعة 9:30 صباحا من مطار باريس شارل ديغول على متن طائرة متجهة إلى موسكو، وقد احتجزته الأجهزة الأمنية الروسية (الفدرالية) فور وصوله عدة ساعات.

ولاحقا تم إطلاق سراحه، ليذهب غداييف إلى بلدة في أقصى الشمال الروسي (نوفي يورنغوي)، حيث يقيم أحد أقاربه، وطلب هناك حماية الشرطة المحلية.

ووفق الصحيفة الفرنسية، فإن الشرطة لم تحمه عندما داهم عملاء الرئيس الشيشاني قديروف -بملابس مدنية- الشقة، التي كان فيها، ثم أخذوه بعيدا رغم حضور محاميه.

يقول إيغور كاليابين، مؤسس لجنة المنظمات غير الحكومية لمناهضة التعذيب، والذي تمكن من إخراج غاداييف من سجنه في الشيشان عام 2009 "لا نعرف مكانه؛ لكن يمكننا أن نفترض أنه في طريقه إلى الشيشان"، ويتابع "ما حدث يشبه عملية اختطاف، وليس هناك ما يشير إلى أنه سيظهر على قيد الحياة مرة أخرى. الشرطة الروسية متواطئة، وفرنسا تتحمل على الأقل مسؤولية أخلاقية".

علّقت منظمة العفو الدولية على هذه الحادثة في بيان جاء فيه أن "ترحيل السلطات الفرنسية السيد ماغوميد غداييف ينتهك بشكل صارخ مبدأ عدم الإعادة القسرية، الذي يحظر بشكل مطلق إعادة أي شخص إلى إقليم دولة يشكّل خطرا على حياته".

كما تناشد المنظمة غير الحكومية ومحامي غداييف الرئيس إيمانويل ماكرون السماح بعودة غداييف إلى فرنسا.

المصدر : لوموند