بدعوى قضائية في بريطانيا وأميركا.. الروهينغا يطالبون فيسبوك بتعويضات بـ150 مليار جنيه إسترليني

الدعوى تقول إن خوارزميات فيسبوك بثت وضخمت خطاب الكراهية ضد مسلمي الروهينغا (رويترز-أرشيف)

قالت صحيفة "تايمز" (Times) البريطانية إن محامي ضحايا مسلمي الروهينغا يطالبون شركة "فيسبوك" الأميركية بتعويضات تزيد على 150 مليار جنيه إسترليني، متهمين تلك المنصة الاجتماعية بالإسهام في تغذية الإبادة التي تعرضت لها هذه الأقلية في ميانمار عام 2017 من خلال نشر الكراهية ضدهم.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن هؤلاء المحامين قدموا دعوى قضائية في بريطانيا والولايات المتحدة أمس الاثنين للحصول على تعويضات للاجئين الروهينغا عما حلّ بهم، في واحدة من أكبر الدعاوى الجماعية لضحايا جريمة ضد الإنسانية ترفع أمام محكمة محلية في أي مكان في العالم.

ولفت التقرير، الذي أعدّه محرر شؤون آسيا بالصحيفة ريتشارد لويد باري وموفدها إلى بانكوك مين يي كياو، إلى أن خوارزميات "فيسبوك" بثت وضخمت خطاب الكراهية ضد مسلمي الروهينغا الذين عاشوا في غرب ميانمار، وعوملوا في داخل بلادهم بعنصرية واحتقار من الغالبية البوذية.

وأضاف المحامون أن فيسبوك -التي أصبحت الآن إحدى فروع شركة ميتا- على الرغم من اعترافها بأوجه القصور في مراقبة المحتوى المناهض للروهينغا، فإنها فشلت في توظيف مشرفين قادرين على قراءة لغات بورما أو الروهينغا أو على فهم المشهد السياسي المشحون في ميانمار.

وتقول الشكوى المقدمة إلى محكمة المقاطعة الشمالية في سان فرانسيسكو "يكمن جوهر هذه الشكوى في الانطلاق مما تكشّف من استعداد فيسبوك لمقايضة حياة الروهينغا باختراق أفضل للسوق في بلد صغير في جنوب شرق آسيا".

المحامون اتهموا فيسبوك بالفشل في حذف المنشورات التي تحرّض على العنف أو إغلاق الصفحات التي روّجت لخطاب الكراهية ضد الروهينغا (رويترز)

وتضيف الدعوى أن منصة فيسبوك "تشبه الروبوت الذي تمت برمجته لتحقيق مهمة فريدة هي: النمو. والواقع الذي لا يمكن إنكاره هو أن نمو فيسبوك، الذي يغذيه الكراهية والانقسام والمعلومات المضللة، قد أدى إلى تدمير حياة مئات الآلاف من الروهينغا".

وحسب خطاب بعثه المحامون في بريطانيا إلى منصة فيسبوك أمس الاثنين، فإن "عملاءنا تعرضوا لأعمال عنف خطيرة و/أو قتل و/أو انتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان ارتُكبت ضمن حملة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي نُفِّذت بحقهم في ميانمار.. كما اعتُرف به على نطاق واسع وأُبلغ عنه، وقد تم تأجيج هذه الحملة بنشر مواد وتضخيمها على نطاق واسع عبر منصة فيسبوك".

ونقل المراسلان بعض شهادات الروهينغا، إذ يروي بعض من نجوا كيف أطلق جنود ميانمار ومدنيون بوذيون محليون النار على الروهينغا رجالا ونساء وأطفالا، كما كانوا يطعنونهم ويحرقونهم قبل دفنهم في مقابر جماعية، بل إن بعضهم استخدم الحمض لإذابة وجوه الموتى في ما يبدو أنه محاولات متعمدة لمنع تحديد الهوية، وفقا للكاتبين.

ويتهم المحامون فيسبوك بالفشل في حذف المنشورات التي تحرّض على العنف أو إغلاق الصفحات التي روّجت لخطاب الكراهية، رغم التحذيرات المتكررة من منظمات حقوق الإنسان والتقارير الصحفية منذ عام 2013، وأن هذا المحتوى سكب الزيت على الوضع المشتعل أصلا.

وفي ختام تقريرهما قال الكاتبان إن مؤسس فيسبوك -مارك زوكربيرغ- أخبر أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في عام 2018 أن شركته عيّنت عددا من المتحدثين بلغات ميانمار، ولكن حتى اليوم لا تزال الكلمات المسيئة للمسلمين حاضرة في فيسبوك مثل "الكلار هم كلار ولن يصبحوا بورميين"، حسب ما جاء في منشور للمستخدم لهذه المنصة أنغ ميو نييغ في الأسبوع الماضي.

المصدر : تايمز