الأردن.. مهرجان "كرامة" لحقوق الإنسان يقيم دورته الـ11 عبر الإنترنت

"سينما على الجدران"، شعار اختاره المنظمون لمهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في دورته الـ11، وفكرة جديدة استحدثها المنظمون تماشيا مع قيود فرضها وباء كوفيد-19.
المهرجان انطلقت أعماله السبت الماضي، وافتتح أبوابه بعرض أفلام قصيرة على جدران سينما الحي في منطقة جبل اللويبدة وسط العاصمة الأردنية عمّان، وبكلمات افتتاحية لمنظمي المهرجان ركزت على عنوان الدورة "ذاكرة الإنسان"، من منطلق الحاجة لأرشفة ضمير الإنسانية وذاكرتها عبر السينما.
وتركز هذه الدورة -المختلفة عن الدورات السابقة بسبب جائحة كورونا- على التاريخ الشفوي والمواد الأرشيفية، والأفلام التي أنتجت عن الذاكرة الجماعية بكل طبقاتها وتضاريسها وتجلياتها في السينما.
4 مسابقات
وتشتمل هذه الدورة على 4 مسابقات: الأولى للأفلام الروائية الطويلة، والثانية للأفلام الوثائقية، ومسابقتي الفيلم الروائي القصير وأفلام التحريك. وشاهد حفل الافتتاح نحو 5 آلاف مشاهد عبر منصات التواصل الاجتماعي -وفق المنظمين- في حين كان يشاهده في المسرح نحو 400 مشاهد من الحضور، مما يؤشر على أن العمل عبر الفضاء الإلكتروني يجذب مزيدا من الحضور والمشاهدين.

وبالشراكة مع مركز هيا الثقافي، يقدم مهرجان كرامة برنامجا خاصا تحت عنوان "كرامة أطفال"، يهدف إلى زيادة وعي الأطفال بموضوعات التغيير الاجتماعي وحقوق الإنسان، وذلك من خلال عروض الأفلام القصيرة الخاصة بالأطفال.
اهتمام جماهيري
ويحظى مهرجان كرامة منذ انطلاقته بمتابعة واسعة من قبل الرواد الذين شاركوا على المنصة الإلكترونية من مختلف الأرجاء، ويرجع ذلك -وفق مديرة المهرجان المخرجة سوسن دروزة- إلى أهمية العروض والفعاليات التي تسلط الضوء على كل ما هو جديد في سينما "حقوق الإنسان" من العالم.
دروزة قالت للجزيرة نت إن المهرجان يرمز لمجموعة من الأهداف تتمثل في إيصال رسائل متعلقة بحقوق الإنسان، وذلك من خلال الفن والأفلام وبأسلوب مبتكر وجديد.
واستحدث منظمو المهرجان منصة رقمية تسهّل على المتابعين ومحبي السينما مشاهدة الأفلام بعد التسجيل بها بطريقة سهلة وعملية، ويُعرَض خلال أيام المهرجان المستمرة حتى السابع من الشهر القادم، نحو 40 فيلما حقوقيا، أبرزها فيلم "النجمة" اللبناني لغيلبرت كرم، و"الفخ" للتركي سيد غولاك، وفيلم "ع السكة" للمغربية أريج سهيري، وغيرها من الأفلام المتاحة على المنصة المتخصصة.
فيلم طرس
المهرجان افتتح أعماله بعرض الفيلم الوثائقي "ممحاة – طرس رحلة الصعود إلى المرئي" للمخرج غسان حلواني، و"طرس" فيلم تجريبي وثائقي، يروي قصة رجل اختُطف قبل 35 عاما، والبطل شاهد على اختطافه، ولم يظهر من وقتها، ومنذ 10 سنوات، لمح البطل صورة ذلك الرجل على الحائط وهو يسير في الشارع، لكن لم يكن متأكدا إن كان فعلا هو نفسه.
ومن الأفلام التي ستعرض في المهرجان فيلم "نحن من هناك – نحن من هناك" للمخرج اللبناني وسام طانيوس، ويحكي قصة الشقيقين السوريين العشرينيين جميل وميلاد، اللذين يقومان بقفزة إيمانية ويقرران بدء حياتهما من الصفر في مدن جديدة، فيتركان كل شيء وراءهما، باستثناء شغفهما بالحياة والتصميم وروح الدعابة والأمل في مستقبل أفضل.
ومن الأعمال التي ستعرض أيضا، الفيلم الوثائقي "أموسّو" (Amussu)، الذي يخلد قصة كفاح سكان قرية إميدر الواقعة جنوب شرق المغرب ونضالهم في الحفاظ على واحتهم الهشة وحقهم في الأرض والحياة، بعد أن تسبب نشاط المناجم في منطقتهم -والتي تعدّ أكبر منجم للفضة في أفريقيا- في ندرة المياه الجوفية اللازمة لزراعة أشجار اللوز، فقد كافح هؤلاء المزارعون بسلام لمدة 8 سنوات للحفاظ على واحتهم الهشة وحقهم في الأرض والحياة، أما وسائل النضال فهي المسرح والشعر والغناء. وأخرج هذا الفيلم الوثائقي نادر بوحمش بالتعاون مع أهالي إميضر.

ليس كباقي المهرجانات
يقول الناقد السينمائي ناجح حسن للجزيرة نت إن "مهرجان كرامة ليس كباقي المهرجانات"، فهو يقدم أعمالا فنية للجمهور الأردني لا يمكنه العثور عليها عبر شاشات السينما، إضافة إلى أن قائمة الأفلام المختارة في المهرجان تخدم هموم وتطلعات المجتمعات العربية، وحقوقهم الإنسانية بالحياة والعمل والعيش الكريم.
ويضيف الناقد أن المهرجان يفتقد لعملية الترويج لإيصاله لأكبر شريحة من الجمهور والمهتمين بالمشاهدة، فهناك قصور في الوصول لقطاعات واسعة، وهذا نتيجة جائحة كورونا والاعتماد على التواصل عن بعد وعبر الإنترنت.
وخلال المهرجان تم تكريم المخرج الإيطالي جوزيبي تورناتوري صاحب "سينما براديسو"، وذلك احتفاء بدوره في ذاكرة السينما كجوهر رئيسي لذاكرة الإنسان، من خلال أعماله السينمائية التي حظيت باهتمام وتقدير على المستوى العالمي.
وقدَّم المخرج وكاتب السيناريو المصري خالد عزت للمخرج الإيطالي رسالة بعنوان "ولكن شيئا ما سيبقى"، سلط من خلالها الضوء على جمال أعمال تورناتوري، مؤكدا أن هناك "حكايات وجدت لتروى".