يعاني السكري وضعف النظر.. اعتقال الصحفي المصري عامر عبدالمنعم

الكاتب والصحفي المصري عامر عبدالمنعم (مواقع التواصل الاجتماعي)
الكاتب والصحفي المصري عامر عبدالمنعم (مواقع التواصل الاجتماعي)

قال صحفيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن قوات الأمن المصرية اعتقلت الصحفي المخضرم عامر عبدالمنعم من منزله مساء أمس السبت، دون توضيح الأسباب.

ولم تعلن السلطات المصرية أسباب اعتقال عبدالمنعم، لكن في العادة ما يواجه الصحفيون اتهامات مكررة مثل نشر أخبار كاذبة وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وبث الشائعات، بل قد يواجه بعضهم تهمة باتت متكررة وهي الانضمام لجماعة "إرهابية أو مساعدتها في تنفيذ أغراضها".

وطالب صحفيون نقابتهم بسرعة التدخل دفاعا عن عامر عبدالمنعم عضو النقابة القديم، وعدم الصمت عن استمرار اعتقال الصحفيين، خاصة أن عبدالمنعم يعاني مرض السكري فضلا عن ضعف شديد في النظر، حيث أجرى جراحة مؤخرا في عينه.

جدير بالذكر أن عامر عبدالمنعم صحفي مصري مستقل، عمل سابقا مساعدا لرئيس تحرير صحيفة الشعب الصادرة عن حزب العمل، والتي كانت أبرز صحف المعارضة المصرية، وأوقفتها سلطات الرئيس الراحل حسني مبارك مطلع الألفية الحالية.

وينتمي عامر إلى التيار الإسلامي في مصر ويعتبر من أبرز الصحفيين الإسلاميين، لكنه لم ينتمِ لأي فصيل أو تنظيم سياسي أو دعوي، وحافظ على استقلاليته وعمله ككاتب وصحفي حر، وتفرغ مؤخرا لكتابة المقالات والأبحاث المعمقة في الشؤون المصرية والعربية والإسلامية، فضلا عن كتابات في السياسة الدولية.

وتعرض عبدالمنعم للاعتقال قبل 30 عاما في بداية مسيرته الصحفية، كما تعرض لمضايقات أمنية بعد الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي في صيف 2013 عندما كان وزيرا للدفاع.

وأدانت حركة صحفيون ضد الانقلاب العسكري ما وصفتها بجريمة اعتقال عبدالمنعم، وقالت إنها تستند لقانون الغاب، وطالبت نقابة الصحفيين المصريين بالدفاع عن أعضائها، وأهابت بالصحفيين والحقوقيين حول العالم التضامن مع عبدالمنعم.

ونددت مؤسسة "سكاي لاين" الدولية باعتقال عبدالمنعم وطالبت بالإفراج الفوري، وقالت المنظمة الحقوقية ومقرها ستوكهولم في بيان صحفي، إنها تلقت إفادات باعتقال عبدالمنعم فجر أمس السبت 19 ديسمبر/كانون الأول بشكل تعسفي ومن دون سند قانوني.

وطالبت سكاي لاين بالإفراج الفوري عن الصحفي عبدالمنعم وضمان إجراءات قضائية عادلة وشفافة له، بموجب التزامات مصر تجاه القوانين والتشريعات الدولية وضمان حماية الحق في حرية التعبير.

وأكدت أن المواثيق والاتفاقيات الدولية تكفل الحق في حرية التعبير والصحافة، مشيرة إلى تزامن اعتقال عبدالمنعم مع توجه حكومي لتعديل قانون يسمح بحبس الصحفيين، كشف عنه المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري.

إذ كشف هذا الأخير أنّ الحكومة تعتزم تعديل مادة في قانون العقوبات "تسمح بالحبس مدة لا تقل عن عام وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 200 ألف أو بإحدى هاتين العقوبتين في حالة تصوير أو إذاعة الجلسات في المحاكم".

ومنذ الانقلاب العسكري، توسعت السلطات المصرية في اعتقال الصحفيين، وهو ما دفع منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى اعتبار مصر واحدة من أكبر سجون الصحفيين بالمنطقة، ووضعها تقرير للمنظمة صادر منتصف عام 2020 في المرتبة 166 على مستوى العالم بحرية الصحافة.

وبحسب تقديرات غير رسمية، يقبع في السجن أكثر من 80 صحفيا.

وقبل شهور كان لافتا قيام الرئيس السابق للمجلس الأعلى للإعلام مكرم محمد أحمد والمقرب من الرئيس الأسبق حسني مبارك والحالي عبدالفتاح السيسي، بشن هجوم حاد ونادر على سياسة الدولة تجاه الإعلام، متهما النظام بتكميم الأفواه وكبت الحريات، لافتا إلى أن الصحف تصدر في مصر لقارئ واحد هو الرئيس عبدالفتاح السيسي.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي